تعرضت الأقلية الشيعية الأفغانية لاعتداء أمس الاثنين (21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) أسفر عن 27 قتيلاً على الأقل في مسجد في كابول في أثناء إحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين. وفي تصريح لوكالة «فرانس برس»، قال مسئول التحقيق الجنائي في وزارة الداخلية، فريدون عبيدي إن انتحارياً فجر نفسه وسط الحضور في المسجد، فقتل 27 شخصاً. وبحسب المتحدث باسم وزارة الصحة، محمد إسماعيل قاووصي فإن عدد الجرحى بلغ 64 شخصاً بينهم أطفال ونساء. أما بعثة الأمم المتحدة فقد أوردت أن الاعتداء اوقع 32 قتيلاً و50 جريحاً. وقال الشاهد نادر علي من سريره في المستشفى «كنت أصلي، وسمعت انفجاراً، وانتشر الغبار في المسجد وغطى كل شيء. وعندما تبدد، لم أر سوى دماء وجثث» مضيفاً «أصبت في معصمي لكني تمكنت من الزحف إلى خارج المسجد». من جهته قال الشاهد علي جان «كنت في المسجد، وكان الناس يصلون عندما سمعت دوي انفجار كبير، وتحطمت الواح الزجاج. لم أفهم ما جرى وهربت وأنا أصرخ». وأظهرت صور من داخل مسجد «باقر العلوم» غرب العاصمة كابول، الخراب والحطام وسط بقع الدماء التي تشهد لعنف الانفجار. وقال سيد علي سادات «قتل الكثير من الناس، لم يبق أحد لم يلطخ بالدماء داخل المستشفى». وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي تبنيه للاعتداء عبر إحدى وسائله الترويجية. وهي المرة الثالثة يتعرض فيها الشيعة لاعتداء في كابول منذ اعتداء 23 يوليو/ تموز الماضي على تظاهرة لأقلية الهزارة أسفر عن 85 قتيلاً وأكثر من 130 جريحاً. وأعلن تنظيم «داعش» أيضاً مسئوليته عن هذا الاعتداء الانتحاري. وسارع الرئيس أشرف غني إلى إصدار بيان دان فيه الهجوم «الوحشي» أمس (الاثنين) وانتقد «محاولات زرع الفتنة» بين الشعب الأفغاني. وعبر قائد قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان، الجنرال جون نيكولسن عن تعازيه لأهالي الضحايا في حين نددت السفارة الأميركية بكابول بالاعتداء «الجبان». وأعربت منظمة العفو الدولية من جهتها عن أسفها للهجوم «الرهيب والمتعمد»، داعية الحكومة الأفغانية إلى حماية الأقليات. لكن الجدل نفسه يندلع كل مرة: فالجموع تأخذ على السلطات «عجزها» عن تأمين حماية الشيعة. وأكد أحد السكان قائلاً إن اسمه رحمة أن «قوات الأمن كانت مجدداً عاجزة عن حماية المساجد والمصلين وتجمعاتهم». وأضاف «يعرفون مع ذلك أن داعش الذي يتمكن من تنفيذ اعتداءات في أوروبا يستطيع بسهولة أن يستهدف مواقع في أفغانستان. يتعين عليهم تأمين حماية المواقع المقدسة». وقال الشاهد حاج عيد محمد «بما أنه لا يوجد سوى فقراء متجمعين هنا وليس هناك أي مسئول حكومي، لم تفعل قوات الأمن شيئاً لضمان الأمن هنا».
مشاركة :