محرك البحث" جوجل" فاجأ اللبنانيين قبل أسابيع قليلة بوضع صورة الفنان الكوميدي التراجيدي الراحل حسن علاء الدين المعروف بـ" شوشو" لمناسبة ذكرى ميلاده الخامس والسبعين، على صدر الصفحة المخصصة للبنان. وكانت أول ردة فعل للبنانيين، بعد الثناء والشكر لـ " جوجل"، الشعور بالخجل من مبادرة الغير لتكريم رجالاتنا المجلين، والذين كانت لهم بصمات في الحياة العامة وفي إعلاء شأن بلادهم من خلال إنجازاتهم.. وفي حين لا يعرف هؤلاء التكريم في وطنهم إلا بعد وفاتهم فينعم " النعش" بالوسام لبرهة قبل أن يطوي النسيان المكرّم المأسوف على رحيله. سعيد العويران هو الذي أعادني إلى الفنان الراحل " شوشو" حين قرأت مقابلته الشيقة في "الرياضية". التي أطلق من خلالها صرخة ألم: كرموني قبل أن أموت.. وصدفة يترافق ذلك مع تكريم مدوٍ للعويران، ولكن من الخارج أيضاً على غرار تكريم " شوشو" وهذه المرة من الجريدة الإنجليزية واسعة الإنتشار " ديلي ميل" التي صنفت اللاعب السعودي الدولي السابق بين أفضل 100 لاعب في تاريخ كأس العالم، بينما صنّفت هدفه الشهير في مرمى برودوم حارس بلجيكا السابق في مونديال 1994 ثالث أفضل هدف في تاريخ المونديالات منذ انطلاقتها في 1930..الصحيفة البريطانية أطلقت على العويران لقب "مارادونا العرب" ووصفت هدفه بـ "الأسطوري" و"الإعجازي"، مشيرة إلى أن الكثيرين شبهوه بهدف مارادونا في إنجلترا في كأس العالم 1986.. أكثر من ذلك فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم كان سبق الجميع في تكريم العويران ونفض غبار النسيان عنه، حين دعاه لأن يكون بين 34 لاعباً عالمياً سابقاً لتكريمهم في مونديال البرازيل كلاعب عربي وحيد، علماً أن "فيفا" كان احتفل بميلاد العويران من خلال زاويته الأسبوعية التي يحتفل من خلالها بذكرى ميلاد النخبة من نجوم الكرة العالميين، حيث مازال العويران بالنسبة لـ"فيفا" أحد الأساطير الحيّة في الكرة السعودية. هذا التكريم العالمي جاء بعد 20 عاماً من اعتزال العويران، وهو إن أتى متأخراً أفضل من أن لا يأتي أبداً، كما هي حال لاعبنا الدولي السابق، الذي ما زال حتى الآن بدون مباراة تكريم والتي يبدو أنه طوى صفحتها بعدما ذهبت كل الوعود أدراج الرياح.. وهذا ما عبّر عنه في " الرياضية" حين أشار إلى أنه انتظر كثيراً مبادرة تكريمه مرجحاً أن يكون أصحاب المبادرات في انتظار وفاته كي يعلنوا عن موعد التكريم.. وهكذا فإن سعيد العويران الذي لم ينسَه العالم يعزّ عليه أن يلقى كل هذا التكريم في الخارج ولا يلقاه في وطنه، حتى أنه ومن خلال حديثه لـ "الرياضية" تحسر على مساعي تكريم زميله الراحل محمد الخليوي معتبراً أن الفقيد لم يعد بحاجة إلى الخطوة التي تأخرت كثيراً، حيث كان بحاجة لها أكثر في حياته.. سعيد العويران كان أول لاعب يفوز بلقب أفضل لاعب في آسيا وأول لاعب سعودي يفوز بجائزة مجلة " الوطن الرياضي" الكرة الذهبية لأفضل لاعب عربي (1993) وقاد نادي الشباب إلى أول لقب رسمي في تاريخه ونال ألقاباً عديدة أخرى مع ناديه ومنتخب المملكة ومثّل بلاده في مونديالين وصُنف ضمن تشكيلة الـ 22 المثالية لمونديال 1994. ومن الغريب أنّ سعيد العويران الذي كان واحداً ممن بنوا أمجاد نادي الشباب، مُنع من دخول النادي في عهد المدرب البلجيكي برودوم الذي سجّل فيه الهدف المونديالي، ومنذ ذلك الحين وهو يقاطع النادي.. وربما أتى ذلك حجة للبعض لقطع أي تفكير في تكريم اللاعب الدولي السابق "غير المرغوب" فيه في ناديه الذي بقي مخلصاً له ولم يغادره طوال مسيرتهّ.
مشاركة :