أدبي جدة يناقش مجالات ومسارات خدمة الذكاء الاصطناعي لـ”العربية”

  • 11/23/2016
  • 00:00
  • 31
  • 0
  • 0
news-picture

قدّمت أستاذة الذكاء الاصطناعي بكلية الحاسبات وتقنية المعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة فاطمة عبدالرحمن باعثمان خلال الحلقة النقدية التي نظمها النادي، مساء الإثنين، ورقة نقدية بعنوان (الذكاء الاصطناعي في خدمة اللغة العربية مجالات ومسارات). وقالت إن بناء عماد أي مجتمع يقوم على اللغة المستخدمة في جميع فروع العلوم المعرفية، وفي تطوير مهارات التواصل وصناعة الثقافة سواء أكانت لغة إنسانية طبيعية أم لغة برمجية تقليدية، برمجية طورية. فمن خلال اللغة يتم إنتاج المعرفة، ويتم التواصل الفكري وصياغة العلم والحضارة. وأضافت: لا يمكن أن يتم انفتاح مجتمعنا العربي على الثقافات والعلوم المختلفة دون دعم التنمية الفكرية والحراك الجاد للترجمة في الحقول العلمية والتقنية والإنسانية الحديثة، أو دون تقنين النشر الإلكتروني باللغة العربية، وبناء الخبرات في البرمجيات المتقدمة والبيئات الطورية، ودعم البحث والابتكار لتشكيل لغة الحوار المعرفي والتطبيقات اللغوية الإدراكية المعتمدة على المعالجات الحاسوبية وعلم الذكاء الاصطناعي من أجل إنتاج المعرفة باللغة العربية في الوطن العربي. ومن هذا المنطلق كانت فكرة التمثيل المعرفي للغة العربية، الذي بُنيت أساسياته باستخدام مفاهيم علم الذكاء الاصطناعي. وأشارت الدكتور باعثمان إلى أن البحث يُعتبر في جوهره لغويًّا فونولوجيًّا، أكوستيكيًّا، إحصائيًّا، رياضيًّا، حاسوبيًّا، وتم إنتاجه من خلال تصميم نموذجَين الأول لكائن لغوي والآخر إحصائي للتنبؤات اللغوية، ولسنا بصدده في هذه الورقة. ويعتمد التمثيل المعرفي المبتكر على عدة نقاط: أولًا: الترميز، وفيه يتم استبدال التمثيل الثنائي، وثانيًا: التوليد والتصنيف، وثالثًا: الربط والهيكلة، ورابعًا: الاختيار الأمثل، وفيه يتم اختصار المقطع اللغوي في اللغة العربية إلى مقطع وحيد. وخامسًا: التطابق والتحقق، وسادسًا: الاكتشاف، حيث تبيَّن أن موقع السكون في اللغة العربية لا يمكن إهماله حيث ساهم هذا التمثيل المعرفي في فك طلاسم الاختلافات بين لهجات اللغة العربية، وسابعًا: التصميم والتطوير، وثامنًا: التطبيق والدمج الزمني، حيث يستخدم نمذجة حاسوبية إحصائية، ورياضية للتعرُّف الآلي على الأصوات العربية. ولخّصت الدكتورة باعثمان ورقتها في أن البحث يناول ثلاث مسائل هامة تتعلق بأهمية مفهوم نمو تطوير اللغة العربية على المستويَين الوطني والعربي لإنتاج المعرفة من خلال منظور الذكاء الاصطناعي الحديث المعتمد على منهج التعلم بالتحليل والتركيب، وأهمية التصميم ودراسة الأنماط السلوكية لإنتاج نظم ذكية، وتسخير التقنية لخدمة اللغة العربية، وإنتاج التطبيقات في ضوء المتغيّرات العالمية المُلحّة للتوجُّه نحو دعم الهوية والسيكولوجية بخطوات راسخة من أجل مواكبة التطورات الترفيهية والعلمية والفكرية والبحثية العالمية. وقالت: لعل هذا التقدُّم التقني فرض علينا بذل محاولة جادة نحو الإنفاق الاستثماري البحثي بهدف توطين التقنية، ولكن من الواضح أنه لم يُعطِ ثماره المتوقعة على المستوى التقني في الأعمال والثقافة أو تحسين وضع اللغة اجتماعيًّا. وأوضخت أستاذة الذكاء الاصطناعي أن التخطيط العالمي يتبنى استمرار وتطوير التقنية والتقنيات الطورية على كافة المستويات بصورة مدروسة، وبما أن اللغة هي الوسيلة الأساسية للتواصل بين البشر وبين الإنسان والآلة، وفيما بين الآلات مع بعضها البعض مستقبلًا فسوف تظهر لغات جديدة تحتم علينا تطوير اللغة العربية لمواكبة التقنيات الابتكارية اللغوية الطورية. وأكدت أن أهمية الدراسة تتجلى في طرح بعض الحلول التطبيقية لتحقيق التوافق بين أهداف تعلّم الآلة والإنسان، وعليه، فقد كان لهذه الورقة ثلاثة أهداف رئيسية مع التركيز على منظور المدى الزمني في علم الذكاء الاصطناعي. أولًا: عرض نموذج مبسَّط لجدول لغوى معرفي مبني علي دراسات إحصائية وحاسوبية واكوستيكية. ثانيًا: اقتراح نموذج كائن تقني لغوي ذكي متكامل يربط بين اللغة العربية والتقنية، وإيضاح نتائج تأثير ذلك على بنية المقطع في اللغة العربية، وعلاقة الأحرف (باعثمان 2003). ثالثًا: تقديم توصيات وحلول لتطوير اللغة العربية بمساهمة المختصين، ومحبي اللغة العربية. ولعلنا بذلك نساهم في النهوض بمستوى التعليم العربي التقني للغة العربية بمنظور الذكاء الاصطناعي.  وشهدت الحلقة التي أدارها الناقد الدكتور محمد ربيع الغامدي مداخلات عدة من الحضور، وكان من أبرزها للناقد علي الشدوي، والدكتور يوسف العارف، وجميل فارسي، والدكتور عبدالحميد النوري، والدكتور غازي شقرون، وصالح فيضي، وعبدالهادي صالح، والدكتورة صلوح السريحي، ومنى المالكي.

مشاركة :