عندما يصل سعر وحدة سكنية مساحتها 200م إلى مليون ومائتي ألف ريال وهذه أصغر مساحة يمكن أن تحتمل أسرة صغيرة فلم يعد التأسي من حال ارتفاع أسعار العقار مجدياً. ولم تعد المكاشفة للجهات المعنية مهمة تستحق العمل لأنهم يعلمون ما تعاني الطبقة ذات الدخل المحدود وهي تعادل 70% تقريباً في السعودية حسب آخر إحصائيات. ولم تعد الحلول المتواضعة كبرامج الإسكان أو صندوق التنمية العقاري تبل الريق فحصول الفرد على منحة سكنية قد تتطلب وصوله لسن التقاعد. أصبحنا مادة دسمة في البرامج التليفزيونية ورسائل الواتساب، وأصبح المواطن ليس لديه سوى ثلاثة خيارات فإما تحمل كلفة إيجار عالٍ ليعيش بالمستوى الذي يستحقه، أو تحمل ضغوط قاهرة من قروض البنوك أو اختار الهروب وفي جميع الخيارات يفقد المواطن إحساسه بالأمان. وعودة لبرنامج «إسكان» فيكفيك من شروطه الأساسية أن لا يكون لديك سكن وقت استحقاقك القرض، أي أن أي فرصة ستجدها في مسكن جيد «أثناء فترة انتظارك» ستضطر لتخطيها مهما كانت مغرية حتى لا يسقط حقك في القرض حين إقراره «القرض الذي لا يتعدى 500 ألف ريال وهو ثمن شقة بأقل المواصفات حالياً» بينما تمساح الأسعار ماضٍ فمه.
مشاركة :