ولنا في الإمارات أسوة حسنة

  • 11/23/2016
  • 00:00
  • 89
  • 0
  • 0
news-picture

بدون لف أو دوران أقول بصوت عال ودون تردد «إن المرأة السعودية لم تأخذ مكانها الصحيح بعد». رأيي هذا لا ينكر ولا يقلل من قيمة ما وصلت إليه المرأة السعودية، ولكنني أطمح للمزيد.. والقصور الذي أتكلم عنه ليس السبب فيه المرأة بل هو قصور في تمكينها في شتى المجالات. موضوع المرأة حساس وينزعج منه المسؤولون لما يحمل من موجات من المشاعر القوية من شتى أطياف المجتمع. من نادى بالنظر في حالها اتهم بالانتساب لإحدى الفئات المعادية والدخيلة التي تسعى لتغريب المجتمع وتوصيله للانحلال الأخلاقي فيحارب وكأن من يتكلم عن شؤون المرأة من منطلق إنساني يوزع تذاكر مجانية لنار جهنم. وبعيدا عن كل هذه الضوضاء غير المجدية أدعوكم للنظر للمرأة الإماراتية. أخواتنا الإماراتيات اللاتي جمعن بين النجاح والمشاركة السياسية والمجتمعية الكاملة والحشمة والتمسك بالتقاليد. فالمرأة الإماراتية مثال مشرف على جميع الأصعدة تبوأت المناصب الرفيعة وتشارك في صنع القرار ولم يبق مجال إلا وشاركت به. تزدان شوارع الإمارات بأسماء النساء ولهن ظهور واضح دون أن يضطررن للتذكير بأنفسهن باستمرار. فكيف حصل كل ذلك؟ إن مؤسس دولة الإمارات الشقيقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله صاحب مقولة «إن المرأة نصف المجتمع وهي ربة البيت ولا ينبغي لدولة تبني نفسها أن تبقي المرأة في ظلام الجهل أسيرة لأغلال القهر» وجدت هذه المقولة معلقة في متحف قصر العين الذي كان في السابق قصر الشيخ زايد. مقولة رائعة تفسر بكل بساطة ما وصلت له المرأة ليس لأنها قيلت بل لأنها طبقت. فالكلام الجميل نسمعه كثيرا ولكن لا نجد له الانعكاس الواضح في أمور حياتنا نظرا لعدم تطبيقه. في الإمارات ارتبط بناء الدولة ببناء المرأة وتعليمها وتبعات التعليم لا حدود لها. فالمرأة المتعلمة الواعية هي التي تبني أجيال المستقبل سواء كان بناؤها في بيتها أم في مجال العمل. الجميل أن نجاح المرأة الإماراتية يفرض نفسه بهدوء ويسمح لها بأن تحافظ على أنوثتها، فشراكتها من خلال تهيئة الظروف المناسبة لها أساسي وما تقدمه المرأة يختلف عما يقدمه الرجل في تكامل طبيعي للمهارات التي سخرها لنا رب العالمين. وبالرغم من كل هذه النجاحات للمرأة الإماراتية أطلقت عام ٢٠١٥ «الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة» فأين نحن من كل هذا؟ المهم كذلك في الأمر أن المرأة لا تعيش في فراغ لذلك أمرها لا يتعلق بالمرأة فقط بل بعلاقة العمل والحياة التي تربط المرأة والرجل والتكامل المطلوب بينهم لبناء المجتمع. وهنا نلاحظ الفرق الكبير بين الرجل الذي يحترم المرأة ويغض البصر ويهيئ لها المكان الذي يحفظ كرامتها ويعطيها فرصة المشاركة الفعلية في التنمية الوطنية على جميع الأصعدة وبين من يفتح مجال خرم الإبرة ويقول «سمحت لك فإن استطعت المشاركة فتفضلي». أما عند استحالة ظروف المشاركة فيقال «انظروا أعطينا المجال ولكن فشلت لذلك نرى استمرار الحال فهو كان الأصلح». الحديث عن المرأة لا بد أن يشمل الحديث عن الرجل ففي الإمارات أيضا رأيت نماذج للرجل السعودي كنت أظن أو بالأحرى أتمنى أن تكون انقرضت. فما زلت أرى الرجل الذي يمشي دون التفات وزوجته تتبعه على بعد أمتار. ما زلت أرى الرجل السعودي الذي يسمع بغض البصر لكنه لم يتقن بعد آلية تطبيق هذه الفكرة الصعبة والمعقدة. رأيت السعودى الذي عندما يجد موظفا يخدم امرأة يتصرف كأنها شفافة ويطلب الخدمة متقدما على دور المرأة التي سبقته. المرأة السعودية لا تطالب بالكثير. تود الاحترام والاعتراف بوجودها وحقها بالعيش مثلها مثل الرجل والمشاركة الحقيقية في بناء المجتمع. لسبب ما هذا المطلب يجده البعض مهينا لهم أو نوعا من الترف مؤكدين أن الجوهرة المصونة والدرة المكنونة لا ينقصها شيء. إن طُرح المطلب بلطف قد يكون التأثير وقتيا ومن ثم يتم تجاهله أما إن طلب بقوة اتهمت المرأة بالمتمردة. الحل طويل المدى- إن كنتم جاهزين يا مجتمع- هو أن توضع استراتيجيات واضحة واقعية وقابلة للتطبيق لمشاركة المرأة. أما في البيوت فيشدد على الأبناء باحترام المرأة وأن تركز الأمهات على تعامل الأبناء مع أخواتهم بلطف واحترام، ولكن إلى ذلك الحين على المرأة أن تفرض وجودها ولا تسكت في المواقف التي تهمشها وتقلل من قيمتها فأنت أيتها المرأة السعودية لست مواطنا من الدرجة الثانية لترضي بالقليل.

مشاركة :