يتوجه مفيد شواهنة إلى المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة لصلاة الفجر مع رفع الأذان الذي أصبح مهدداً بعد مشروع قانون إسرائيلي للحد من استخدام مكبرات الصوت في المساجد. ويقول الرجل: «إنه أمر محزن. الأذان أمر موجود منذ 1400 سنة». وقدم مشروع قانون بدعم من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يهدف إلى الحد من استخدام مكبرات الصوت في المساجد. وسيطبق النص في حال اعتماده أيضاً على القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها في 1967، ويقيم فيها أكثر من 300 ألف فلسطيني. وعرقل وزير يهودي متشدد مشروع القانون حالياً، لكن الحكومة الإسرائيلية واثقة من إمكان إقراره. ويؤكد شواهنة أن لا أحد يحرم اليهود من تأدية طقوسهم الدينية، مؤكداً أن هذا «حقهم». ويضيف «وهذا حقنا»، قبل أن يتوجه إلى المسجد لأداء الصلاة. ومشروع القانون الذي يشمل نظرياً كل أماكن العبادة يستهدف بشكل خاص المساجد. وقد أثار غضباً عارماً لدى المسلمين فيما اتهمت المنظمة غير الحكومية «المعهد الإسرائيلي للديموقراطية» اليمين باستغلال المسألة لغايات سياسية. ويشكل العرب نحو 17,5 في المئة من سكان إسرائيل وغالبيتهم من المسلمين الذين يتهمون الغالبية اليهودية بالتمييز بحقهم. ويتخوف المسلمون ايضا من تأثير مشروع القانون على المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين. من جهته، أكد النائب الإسرائيلي موتي يوغيف من حزب «البيت اليهودي» القومي المتشدد أن صوت مكبرات المساجد يؤذي مئات آلاف الناس. ويقول يوغيف أيضاً إنها تستخدم في بعض الأحيان للتحريض ضد إسرائيل. وفي صيغته الحالية، سيمنع القانون استخدام مكبرات الصوت لرفع الأذان بين الساعة 23:00 والساعة السادسة صباحاً. ونظم الفلسطينيون والعرب في إسرائيل تظاهرات ضد منع مكبرات الصوت بينما رفع نائب عربي في البرلمان الإسرائيلي الأذان في إحدى الجلسات ما أثار غضب النواب الإسرائيليين. ورأت منظمات حقوقية أن مشروع القانون يهدد الحريات الدينية بينما اعتبرت جامعة الدول العربية أنه يشكل «استفزازاً خطيراً جداً». ويؤكد الشيخ ناجح بكيرات، وهو شيخ في المسجد الأقصى كان يؤدي صلاة الجمعة في مسجد في حي بيت صفافا الفلسطيني في القدس، أن «الاحتلال الإسرائيلي واضح جداً أنه بهذا القانون يريد أن يهوّد المدينة، لا يريد أن يسمع أذاناً عربياً في المدينة، لا يريد أن يشاهد كنائس في المدينة». ويتساءل الشيخ إن كان «الأذان يشكل ضوضاء، والاحتفالات اليهودية الإسرائيلية احتفالات ليلية بسماعات (مكبرات) حتى الفجر لا تشكل ضوضاء؟». وعرقل وزير الصحة يعكوف ليتسمان، العضو في حزب «التوراة اليهودية الموحدة» مشروع القانون الذي وافقت عليه لجنة وزارية خوفاً من استخدامه لحظر الصفارات التي تستخدم للإعلان عن بدء السبت، يوم العطلة الأسبوعية المقدس لدى اليهود. من جهته، أكد مسؤول إسرائيلي أن السلطات متأكدة من أنها ستجد طريقة لإقرار القانون «مع حماية الحرية الدينية للجميع وحق الجميع من عدم سماع الضوضاء المفرطة». وتعترف الدولة العبرية بوصاية الأردن على المقدسات في القدس الشرقية التي كانت تخضع، مع الضفة الغربية، للسيادة الأردنية قبل أن تحتلها إسرائيل عام 1967. ويوجد أكثر من 400 مسجد في إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة، بحسب أرقام صادرة عن الحكومة الإسرائيلية، وسيكون من الصعب تطبيق أي قانون. وأكد الشيخ بكيرات أن المسلمين قد يقومون برفع الأذان من بيوتهم. وقال: «في حال منعوا الأذان، سيرفع كل بيت الأذان، وسيؤذن الجميع ليلاً ونهاراً حتى يفهم الاحتلال أنه لا يمكنه التدخل في الأمور الدينية». وقال نواب عرب في إسرائيل إنهم تلقوا تعهدات من أن الكنائس ستقوم برفع الأذان في حال منع المساجد من القيام بذلك.
مشاركة :