حلب – الوكالات: تعمل قوات النظام وحلفاؤها على تضييق الخناق على شرق حلب عبر شن هجمات على محاور عدة لتقليص مساحة سيطرة الفصائل المعارضة، وتكرارها دعوة المقاتلين إلى السماح بخروج المدنيين الراغبين في ذلك. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن: «قوات النظام وبدعم من حلفائها الروس والإيرانيين و(حزب الله) اللبناني خاضت الثلاثاء (أمس) معارك على جبهات عدة في حلب، وخصوصا في حي مساكن هنانو الواقع شمال شرق المدينة». وأشار إلى أنها تقدمت أيضا داخل حي الشيخ سعيد في جنوب المدينة، مشيرًا إلى مقتل ثمانية مقاتلين معارضين على الأقل بينهم قيادي، نعته حركة أحرار الشام في وقت لاحق معرفة عنه بـ«قائد قطاع مدينة حلب». وقال عبدالرحمن أمس الثلاثاء إن قوات النظام باتت تسيطر على ثلث حي مساكن هنانو، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وأدرجت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من دمشق أمس تقدم الجيش في مساكن هنانو في إطار عملية عسكرية ترمي إلى تضييق الخناق على المسلحين من الجهة الشرقية للمدينة. وتمكنت قوات النظام ليل الأحد من اقتحام الحي الذي يحظى بأهمية «رمزية» باعتباره أول حي سيطرت عليه الفصائل صيف عام 2012، في تقدم هو «الغول من نوعه لقوات النظام داخل الأحياء الشرقية منذ سيطرة الفصائل عليها»، وفق المرصد. ودفعت المعارك من تبقى من سكان الحي الذين نزحت أعداد كبيرة منهم مع بداية النزاع في حلب، إلى الفرار خوفا من اشتداد المواجهات. وقال عضو المجلس المحلي لمساكن هنانو ميلاد شهابي ليلا إن: «المدنيين بدؤوا بالفرار من الحي هربا من الاشتباكات العنيفة باتجاه الأحياء الجنوبية». وأضاف: «نبحث لهم عن بيوت خالية ليبقوا فيها». وتزامنت المعارك في مساكن هنانو مع قصف جوي ومدفعي على مواقع الفصائل وأحياء أخرى في شرق المدينة، وفق المرصد. وأفاد المرصد بحالات اختناق أصيب بها العديد من المواطنين في حيي القاطرجي وضهرة عواد إثر قصف بأربعة براميل متفجرة صدرت عنها روائح كريهة. ونقل عن مصادر طبية ترجيحها أن الاختناق ناتج من غاز الكلور. وقتل منذ أسبوع 143 مدنيا على الأقل، بينهم 18 طفلا جراء قصف قوات النظام الذي استؤنف بعد فترة من الهدوء. وأفاد المرصد أن 27 شخصا منهم قتلوا منذ الاثنين. وترد الفصائل المعارضة باستهداف الأحياء الغربية بالقذائف التي أودت بـ 16مدنيا، بينهم عشرة أطفال في الفترة نفسها. ويثير التصعيد العسكري في حلب قلقا دوليا حيال مصير المدنيين المحاصرين في الأحياء الشرقية، والبالغ عددهم أكثر من 250 ألف شخص يعيشون ظروفا مأسوية، وخصوصا بعد تعذر إدخال أي مساعدات إليهم منذ يوليو الماضي.وحذر دي ميستورا الذي أجرى أخيرا محادثات في دمشق من «كارثة إنسانية» في نهاية العام في شرق حلب بسبب «تكثف العمليات العسكرية». واقترح إقامة «إدارة ذاتية» لمقاتلي المعارضة فيها بعد انسحاب جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) منها. وبعد رفض دمشق القاطع لهذا الاقتراح، اعتبر وزير الخارجية الروسي الثلاثاء إن «الأمم المتحدة بشخص مبعوثها ستافان دي ميستورا تقوض منذ أكثر من ستة أشهر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يطلب تنظيم محادثات سلام شاملة بين الأطراف السورية من دون شروط مسبقة». وأضاف من مينسك «ليس على الأرجح أمام المعارضين الوطنيين والحكومة السورية من خيار سوى أخذ زمام المبادرة بأنفسهم وتنظيم حوار سوري-سوري».
مشاركة :