قوات النظام السوري تضيق الخناق على شرق حلب

  • 11/23/2016
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

تعمل قوات النظام السوري وحلفاؤها على تضييق الخناق على شرق حلب، عبر شن هجمات على محاور عدة لتقليص مساحة سيطرة الفصائل المعارضة وتكرارها دعوة المقاتلين إلى السماح بخروج المدنيين الراغبين في ذلك. واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافرورف مبعوث الامم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا بـ"تقويض" محادثات السلام حول سورية، على خلفية عرضه اقتراحا رفضته دمشق يوم الأحد يقضي باقامة "إدارة ذاتية" للفصائل المعارضة في شرق حلب بعد انسحاب المقاتلين الجهاديين منها. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "قوات النظام وبدعم من حلفائها الروس والايرانيين وحزب الله اللبناني تخوض الثلثاء معارك على جبهات عدة في حلب، خصوصا في حي مساكن هنانو الواقع شمال شرق المدينة". وأشار إلى انها تقدمت ايضا داخل حي الشيخ سعيد في جنوب المدينة، لافتا الى مقتل ثمانية مقاتلين معارضين على الاقل بينهم قيادي، نعته حركة احرار الشام لاحقا وعرفت عنه بـ"قائد قطاع مدينة حلب". وقال عبد الرحمن ان قوات النظام باتت تسيطر على ثلث حي مساكن هنانو حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وادرجت صحيفة "الوطن" القريبة من دمشق الثلثاء تقدم الجيش في مساكن هنانو في اطار "عملية عسكرية ترمي إلى تضييق الخناق على المسلحين من الجهة الشرقية للمدينة". وتمكنت قوات النظام ليل الاحد من اقتحام الحي الذي يحظى باهمية "رمزية" باعتباره اول حي سيطرت عليه الفصائل صيف 2012، في تقدم هو "الاول من نوعه لقوات النظام داخل الاحياء الشرقية منذ سيطرة الفصائل عليها" وفق المرصد. - فرار المدنيين- ودفعت المعارك من تبقى من سكان الحي الذين نزحت اعداد كبيرة منهم مع بداية النزاع في حلب، الى الفرار خوفا من المواجهات. وقال عضو المجلس المحلي لمساكن هنانو ميلاد شهابي لفرانس برس إن "المدنيين بدأوا بالفرار من الحي هربا من الاشتباكات العنيفة" باتجاه الأحياء الجنوبية. وتزامنت المعارك في مساكن هنانو مع قصف جوي ومدفعي على مواقع الفصائل وأحياء اخرى في شرق المدينة، وفق المرصد. وافاد المرصد بحالات اختناق اصيب بها العديد من المواطنين في حيي القاطرجي وضهرة عواد اثر قصف باربعة براميل متفجرة صدرت عنها روائح كريهة. ونقل عن مصادر طبية ترجيحها ان الاختناق ناتج من غاز الكلور. وقتل منذ اسبوع 143 مدنيا على الاقل، بينهم 18 طفلا جراء قصف قوات النظام الذي استؤنف بعد فترة من الهدوء. وترد الفصائل المعارضة باستهداف الاحياء الغربية بقذائف اودت ب 16 مدنيا بينهم عشرة اطفال في الفترة نفسها. ووافقت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي تحقق حول هجمات كيميائية في حلب، الثلاثاء على عرض موسكو تقديم معلومات "يمكن ان تكون مفيدة" في التحقيق. واكد الجيش الروسي في 11 تشرين الثاني/نوفمبر ان لديه ادلة على استخدام مقاتلي المعارضة في شرق حلب المحاصر اسلحة كيميائية، الامر الذي نفاه هؤلاء. وفي اطار الضغط على الفصائل، دعت قيادة الجيش السوري في بيان الثلاثاء المقاتلين الى السماح بخروج المدنيين والجرحى والمرضى الراغبين بذلك من الاحياء الشرقية، مطالبة بعدم اتخاذهم "كرهائن ودروع بشرية". وطالبت الأهالي بـ"تجنب الخروج الى الشوارع الا عند الضرورة الملحة"، مؤكدة انها "تمتلك المعلومات الكاملة والدقيقة عن أماكن وجود المسلحين ومستودعاتهم ومقراتهم وترصد جميع تحركاتهم". وتزامن بيان الجيش مع القاء المروحيات مناشير مذيلة بتوقيع "طريق الخلاص"، عليها صورة لحافلة ركاب خضراء، تستخدم عادة في اجلاء المقاتلين والمدنيين من المناطق المحاصرة، مع تعليق جاء فيه "الى من تورط بحمل السلاح يدنا ممدوة اليك احجز مكانك قبل فوات الاوان". - "تقويض" محادثات السلام - ويثير التصعيد العسكري في حلب قلقا دوليا حيال مصير المدنيين المحاصرين في الاحياء الشرقية. وحذر دي ميستورا الذي أجرى أخيرا محادثات في دمشق من "كارثة انسانية" في نهاية العام في شرق حلب بسبب "تكثف العمليات العسكرية". واقترح اقامة "ادارة ذاتية" لمقاتلي المعارضة فيها بعد انسحاب جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) منها. وبعد رفض دمشق القاطع لهذا الاقتراح، اعتبر وزير الخارجية الروسي الثلاثاء ان "الامم المتحدة بشخص مبعوثها ستافان دي ميستورا تقوض منذ اكثر من ستة اشهر قرار مجلس الامن الدولي رقم 2254 الذي يطلب تنظيم محادثات سلام شاملة بين الاطراف السورية بدون شروط مسبقة". واضاف "ليس على الارجح امام المعارضين الوطنيين والحكومة السورية من خيار سوى أخذ زمام المبادرة بانفسهم وتنظيم حوار سوري-سوري". وأثنى الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء خلال استقباله وفدا روسيا برئاسة نائب رئيس الحكومة ديمتري روغوزين، على "أهمية الدعم الروسي لسوريا في مختلف المجالات، خصوصاً في الجانب الاقتصادي لأنه ساهم بشكل ملموس في التخفيف من معاناة الشعب السوري بسبب الحرب الإرهابية التي يتعرّض لها والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليه منذ سنوات". وتعد روسيا وكذلك ايران ابرز حليفين لدمشق. واعلن رئيس مؤسسة الشهداء وقدامى المحاربين في ايران محمد علي شهيدي محلاتي الثلاثاء ان "عدد شهداء بلادنا" الذين سقطوا في سوريا "تجاوز الف" مقاتل، حسب ما نقلت عنه وكالة الانباء "تسنيم". من جهة ثانية، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية الثلثاء مقتل القيادي الكبير في القاعدة ابو افغان المصري في غارة لطائرة اميركية بلا طيار في سورية الجمعة.

مشاركة :