سعر الجنيه الإسترليني هبط منذ استفتاء 23 يونيو نحو 16 بالمئة مقابل الدولار، ما يعني انخفاضا حادا لقيمة الثروة في بريطانيا بالدولار. العرب [نُشرفي2016/11/23، العدد: 10464، ص(1)] خروج باهظ لندن - بعد خمسة أشهر فقط على الاستفتاء الذي قرر خلاله البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي خلصت دراسة أجراها بنك كريدي سويس للثروة العالمية، أن حجم الثروة في بريطانيا انخفض 1.5 تريليون دولار عند حسابها بالعملة الأميركية نتيجة هبوط قيمة الإسترليني منذ التصويت على الانفصال عن الاتحاد الأوروبي. وتثير هذه الأرقام قلقا لدى البريطانيين والسوق المالي في بريطانيا جراء الانخفاض الخطير في القيمة المالية للبلد قبل الدخول في سياق المفاوضات للخروج من الاتحاد، وقبل الخروج الفعلي من السوق الأوروبي. وتتراكم التقارير الاقتصادية منذ التصويت على البريكست في يونيو الماضي للإفصاح عن تراجع ناجز ومتوقع وخطير للأداء الاقتصادي في بريطانيا بسبب ذلك. وعلى الرغم من الوقائع السلبية التي يشهدها السوق المالي جراء القلق من نتائج انفصال بريطانيا، وعلى الرغم من التحذيرات العديدة في لندن من مغبّة خروج غير آمن من تحت المظلة الأوروبية، فإن لسان حال حكومة تيريزا ماي هو الإصرار على الذهاب نحو خيار الخروج من الاتحاد، إلى درجة استئناف حكم قضائي صدر مؤخرا يفرض على الحكومة استشارة مجلس العموم قبل تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة التي تنظّم عملية الخروج من الاتحاد. وتحاول الحكومة البريطانية التوصل مع الاتحاد الأوروبي إلى صيغة تخوّل لها عدم الالتزام بحرية تنقل الأشخاص لكن تسمح لها بالاستفادة من مزايا السوق المشترك. إلا أن أوساط الاتحاد الأوروبي في بروكسل ترفض ذلك، وتعتبر أن مبدأ حرية التنقل هو من الجذور الفلسفية لوجود الاتحاد. فيما تذهب بعض التوقعات إلى أن دول الاتحاد، لا سيما فرنسا وألمانيا، تريد أن تجعل من عملية خروج بريطانيا أمثولة لمنع أيّ انزلاقات انفصالية أخرى. وهبط سعر الجنيه الإسترليني منذ استفتاء 23 يونيو نحو 16 بالمئة مقابل الدولار، ما يعني انخفاضا حادا لقيمة الثروة في بريطانيا بالدولار. إلا أن بعض الأوساط الاقتصادية تروّج لمزايا سيستفيد منها السوق جراء الخروج من أوروبا. وتعتبر المؤسسات الاقتصادية الكبرى، لا سيما التي يتركز نشاطها في عمليات التبادل مع أسواق الاتحاد، أن هذه المزاعم سياسية ولا تستند على معطيات سليمة، وأن الكثير من تلك المؤسسات بدأت تبرمج انتقالها إلى خارج بريطانيا، ما سيضيف أزمات مالية أخرى على السوق البريطاني. :: اقرأ أيضاً مراجعة أحكام الإخوان: مصر تفتح باب التهدئة فرنسوا فيون صديق موسكو المحتمل في الإليزيه الأجواء السياسية المشحونة تلقي بظلالها على عيد الاستقلال في لبنان تركيا وإيران تتسابقان لتثبيت أقدامهما على الأراضي السورية
مشاركة :