البرامج الانتخابية للمرشحين في الدول الغربية تضع الاتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أولوياتها. العرب [نُشرفي2016/11/23، العدد: 10464، ص(1)] مرشح قريب من روسيا موسكو - يقر دبلوماسيون غربيون بأنه بات من حقّ رجل الكرملين القوي فلاديمير بوتين أن يبتسم جراء انقلاب المزاج الدولي لصالحه. ويقول القريبون من الزعيم الروسي إنه يتذكر بمرارة كيف تعامل العالم الغربي مع بلاده باستخفاف منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، وكيف أن العقوبات التي تلت أزمة أوكرانيا كانت تهدف إلى عزل روسيا ومعاملتها معاملة الدول النامية التي تتعرض بشكل عادي روتيني لعقوبات الكبار. وتلاحظ تلك الأوساط كيف بات الاتفاق مع روسيا بزعامة بوتين ركنا في البرامج الانتخابية للمرشحين في الدول الغربية. فقد أخرجت صناديق الاقتراع الأحد الماضي في فرنسا مفاجأة اسمها فرنسوا فيون الذي قد يمثّل اليمين والوسط الفرنسي في الانتخابات الرئاسية في الربيع المقبل “إذا ما تأكد ذلك في الدورة الثانية للانتخابات التمهيدية الأحد المقبل”، فيما تغامر بعض التوقعات بالقول إن الرجل بات فعلا رئيس فرنسا المقبل. وداخل برنامج فيون الانتخابي ما هو عكس التيار الأوروبي: الاتفاق مع روسيا وإنهاء المواجهة معها. ويرى بعض المحللين في فرنسا أن توجهه هذا مستعار من برنامج زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، مارين لوبن، والتي كانت السباقة في التصريح بأنها ذاهبة للاتفاق مع روسيا بوتين إذا ما انتخبت رئيسة للجمهورية الفرنسية، كما أنه مستعار أيضا من برنامج الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي تحدث عن “تطبيع العلاقات مع موسكو”. لكن قبل هذا وذاك وتلك فإن الاتفاق مع موسكو كان بشّر به المرشح دونالد ترامب والذي ما برح يؤكده بعد أن أصبح رئيسا للولايات المتحدة. وإذا ما فاز فيون في انتخابات مايو المقبل، فإن أعراض تحالف ثلاثي أميركي روسي فرنسي قد تتبلور، ما قد يقلب رتابة العلاقات الدولية وخرائط العالم الاستراتيجية. وفيما يجاهر فيون بمقاربته الودودة تجاه موسكو يصرّح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبقى على “علاقة جيدة” مع رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق فرنسوا فيون. ويضيف بيسكوف أن الرجلين “أجريا اتصالات متقدمة” عندما كانا رئيسي حكومتي بلديهما. وأنه “في تلك الفترة كان هناك مناخ عمل خصب لتطوير العلاقات الثنائية. وبالفعل احتفظا بعلاقات جيدة”. ويقول العارفون في فرنسا إن في خيار فيون الروسي شيئا من ذوق شخصي، ذلك أن الرجل بعد خروج اليمين من السلطة عام 2012، زار مرات عدة روسيا خصوصا في 2013 للقاء بوتين في مقره الرسمي. وراحت الصحف الروسية الثلاثاء تتحدث عن فرنسوا فيون بصفته “صديق موسكو” ويمكنه إصلاح العلاقات بين البلدين. ووصفت صحيفة الأعمال “فيدوموستي” فيون بأنه “مرشح قريب من روسيا”، لديه برنامج للسياسة الخارجية “أكثر توازنا” من خصمه آلان جوبيه، فيما تحدثت شبكة التلفزيون “روسيا 24” عن “زلزال سياسي جديد” في فرنسا بعد فوز الجمهوري ترامب.وأشارت الشبكة إلى أن فيون “المتساهل حيال روسيا” تحدث مع بوتين عندما كان رئيسا للحكومة “مرتين أو ثلاث مرات سنويا، ويتحدث إليه كشخص قريب”. أما الصحيفة الإلكترونية “غازيتا رو” فقد رأت في فيون “نسخة فرنسية من ترامب”، مشيرة إلى أن فوزه في الانتخابات الرئاسية في فرنسا “سيناسب موسكو تماما”. وحسب الصحيفة فإن موسكو “لا تضع كل رهاناتها في سلة واحدة وتجري بذكاء اتصالات مع المنافسة الرئيسية مارين لوبن”. لكن حظوظ السيدة الطموحة تراجعت بعد بروز فيون كمرشح محتمل، فذهبت مجلة “إكسبرت” للإشادة بأداء “الصديق فرنسوا”، مشيرة إلى “تيار مفيد جدا لروسيا يتشكل حاليا”، وقادر على “إحداث خرق في الموقف المشترك للغرب” حيال روسيا. للمزيد: فرنسوا فيون.. يميني صلب سرق أحلام مارين لوبن فيون.. "أفيون" فرنسا :: اقرأ أيضاً مراجعة أحكام الإخوان: مصر تفتح باب التهدئة بريكست يشطب 1.5 تريليون دولار من قيمة بريطانيا الأجواء السياسية المشحونة تلقي بظلالها على عيد الاستقلال في لبنان تركيا وإيران تتسابقان لتثبيت أقدامهما على الأراضي السورية
مشاركة :