يعالون يعتذر لوزير الدفاع الأميركي: لم أقصد الإساءة

  • 3/21/2014
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

رام الله: «الشرق الأوسط» اضطر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون للاعتذار للولايات المتحدة، للمرة الثانية في غضون شهرين، عن تصريحاته الأخيرة التي عد فيها أن واشنطن تظهر ضعفا غير مقبول تجاه روسيا، وليست حليفا يمكن الاعتماد عليه. واتصل يعالون بنظيره الأميركي تشاك هيغل، وقال له إنه لم يقصد تحدي الولايات المتحدة أو توجيه انتقادات إليها أو المس بالعلاقات القائمة معها، مضيفا أنه يولي العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل أهمية قصوى، كما أنه يقر بأهمية الروابط الشخصية بين المسؤولين من البلدين والمصالح المشتركة. وقال يعلون لهيغيل: «تصريحاتي لم تحمل الإساءة، ولم أقصد الإساءة أو المس بكم. لدي تقدير عميق جدا للعلاقات بين الدولتين ولك بشكل شخصي. كنت أثمن هذه العلاقات عندما كنت رئيسا للأركان وما زلت اقدرها وأنا اليوم وزير للدفاع. أنا أعترف بمدى عمقها وأهميتها». وأضاف: «التزامي الكامل بالتعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة بكل الأشكال لم يتزحزح». ورد هيغيل على يعالون شاكرا له على «التوضيحات». ومعقبا: «أنا أدرك بأن جزءا من الأقوال أخرجت من سياقها». كما أكد له التزام الولايات المتحدة بالعلاقات الاستراتيجية مع إسرائيل. وكان يعالون قد انتقد هذا الأسبوع بشدة، الإدارة الأميركية، قائلا إنها «عاجزة» في مواجهة إيران وتظهر «ضعفا عاما» في «أوكرانيا» وفي كل العالم، مؤكدا أنه يجب على إسرائيل الاستعداد لشن هجوم عسكري منفرد ضد إيران ومن دون مساعدة أحد. وأضاف يعالون: «اعتقدنا أن الولايات المتحدة هي التي ستقود المواجهة مع إيران، لكنها بدلا من ذلك دخلت في مفاوضات معهم. وللأسف الشديد، الإيرانيون يظهرون أنهم الأفضل في البازار الفارسي». وأكد يعالون أن الضعف الأميركي لا يقتصر فقط على معالجة الملف الإيراني ولكن في كل مكان. وقال يعالون: «العالم يرى اليوم رئيس الولايات المتحدة في أزمة أوكرانيا ضعيفا ورخوا.. واستمرار الولايات المتحدة في بث الضعف سيمس بالأمن القومي الأميركي. إذا انتظرت في البيت فإن الإرهاب سيصل إليك ثانية. الضعف لن يفيد وأتمنى أن تستيقظ الولايات المتحدة». وأغضبت التصريحات الإدارة الأميركية بشدة، خصوصا أنها ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها يعالون الأميركيين بكل هذا العنف. وفي يناير (كانون الثاني) اتهم يعالون وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بالمسيحاني المتسلط والمهووس المنفصل عن الواقع، رافضا توجهاته بشأن توقيع اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وأحدثت تلك التصريحات ضجة كبيرة، واعتذر عنها يعالون لاحقا. وهذه المرة اتصل كيري شخصيا بنتنياهو واحتج بشدة على تصريحات يعالون المتكررة. وعبر كيري لنتنياهو عن استيائه الشديد من تصريحات يعلون، وقال له إن الولايات المتحدة ليست راضية عن ذلك وعن التلميحات حول الموضوع الأوكراني والضعف إزاء روسيا. ورد نتنياهو بقوله إن تصريحات يعالون لا تعبر عن موقف الحكومة الإسرائيلية الرسمي، ولا عن أعضائها. وأكدت الناطقة باسم الخارجية الأميركية، جين بساكي اتصال كيري بنتنياهو، وقالت: «إن تصريحات يعلون ليست بناءة. إنه أمر يربكنا تماما حين يستمر وزير الدفاع في التحدث بطريقة لا تعكس الشراكة الوثيقة بيننا في مجموعة من القضايا الأمنية، والشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة وإسرائيل». ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات لمسؤولين أميركيين، هاجموا فيها يعالون بشدة، وقال مسؤول كبير: «هذا نمط مقلق، وفيه يعبر وزير الدفاع عن ازدرائه تجاه الإدارة الأميركية ويهين كبار مسؤوليها». وأضاف: «على ضوء الالتزام غير المسبوق لهذه الإدارة بأمن إسرائيل، نحن نسأل لماذا يبدو وزير الدفاع مصمما على تقويض هذه العلاقات». ويخشى مسؤولون مقربون من يعلون انه أصبح هناك توجه لدى مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية، بإسقاط يعالون إذ بدأوا يرونه عنصرا متطرفا في الحكومة الإسرائيلية ويجب إسقاط شرعيته. لكن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتز، عبر عن الأمل بأن اعتذار يعالون سيسوي المسألة، مضيفا لراديو إسرائيل: «أعتقد أن الوزير يعالون فعل الصواب وأوضح كل شيء في اعتذاره وآمل حقا عدم حدوث ضرر جسيم للعلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة».

مشاركة :