كفيفٌ يُدرّس المبصرين

  • 11/23/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فقد عبدالله بن علي الشايب المشهور بـ أبو أمين والقاطن بمدينة العمران شرق الأحساء، بصره وعمره سنة واحدة بسبب إصابته بالجدري، وتوفي والده وهو في سن الرابعة عشرة فزاول بعض المهن مبكراً لمساعدة عائلته، حيث عمل في رعي وتربية الأغنام وفتح دكاناً صغيراً وكان يعمل فيه بنفسه. بين الكبار لم يكن أبو أمين المولود في عام 1362هـ والمتخرج من المعهد عام 1391هـ، عالة على أسرته ومجتمعه بل أصبح خير مثال لذوي الاحتياجات الخاصة، هذا ما كشف عنه خلال استضافته في سبتية إضاءات بالمنصورة والتي يعقدها عضو المجلس البلدي السابق علي بن حجي السلطان ويركز فيها على استضافة الحرفيين تشجيعاً منه لملف الأحساء المبدعة في شبكة اليونسكو حيث يحضرها عدد من الوجهاء والمهتمين والإعلاميين. أحضر الشايب نسخة من القرآن الكريم المكتوب بلغة برايل معه، وقرأ منه ما تيسر ليبهر الحضور بصوته الجميل وقراءته السليمة التي لا تترك فتحة أو كسرة، ويقول كل من سمع تلاوته إنها عذبة، كعذوبة عشرته، فالجميع ممن يعرفونه يحبونه بلا استثناء، ويأنسون لحديثه وله حضور في المجالس الأسبوعية في المنطقة، وما زال يتمتع بصحة جيدة. مدرس المبصرين يحمل أبو أمين شهادة دبلوم معهد النور الأقسام المهنية وقد تعين معلماً في نفس المعهد وقام بتدريب المكفوفين على عمل بعض الصناعات الحرفية ومنها عمل مكانس تنظيف الأرضيات ومكانس تنظيف الشبابيك وعسافات السقوف وأدوات تنظيف دورة المياه وغير ذلك والتي يصنع بعضها من الخيزران والخشب، لكنه في وقت لاحق انتقل إلى إحدى مدارس مدينة العمران لتعليم المبصرين القرآن الكريم، وتقاعد عن التدريس عام 1407هـ. يشتكي الشايب من أسعار كتب المكفوفين الغالية جداً، حسب تعبيره، لكن التقنية المتطورة سهلت الأمر فأنا الآن أدخل على الإنترنت من خلال جوالي الآيفون وأبحث عن الكتاب الذي أريده من خلال بعض المواقع الخاصة وأعرضه على برنامج القارئ وأقوم بالاستماع إليه. مواهب متعددة استفاد أبو أمين من التكنولوجيا وطوعها في خدمته وحين طلب منه الحضور أن يرسل رسالة واتساب لبعضهم فعل ذلك أمام دهشتهم وإعجابهم والتي عبروا عنها أنها حلقة استثنائية بامتياز، ولا تقف مواهب الشايب عند استخدامه للتكنلوجيا، فهو يحلق وجهه بمفرده مع تحديد لحيته وشاربه، رغم أن لديه 9 من الأبناء، ويميز بين علبتي البيبسي والسفن من قوة نباهته.

مشاركة :