دبي - تعتبر نوبات الصداع النصفي أو الشقيقة كما تسمى أيضا من أشد الأمراض ألما حيث تعطل الأشخاص عن ممارسة حياتهم الطبيعية وتشل نشاطهم اليومي. وفي الوقت الذي يؤثر فيه الصداع النصفي الشديد على بنية الدماغ بشكل كبير وواضح فإن للحالات الخفيفة منه أيضا آثارا تترك بصمتها على الدماغ بطرق متعددة. في دراسة صادرة عن جامعة كوبنهاغن في الدنمارك نُشرت في مجلة علم الأعصاب في عام 2013 أظهر باحثون بأنه وعلى عكس التفكير التقليدي، فإن الصداع النصفي الطفيف وغير المؤذي قد يكون له بالفعل تأثير حقيقي ودائم على بنية الدماغ. وذكر مؤلف الدراسة الدكتور مسعود اشينا في حديثه لشبكة سي إن إن في ذلك الوقت: "تشير مراجعتنا ودراستنا للتحليل البعدي إلى أن هذا الخلل قد يغير بنية الدماغ بشكل دائم وبطرق متعددة". وأجرى الباحثون في هذه الدراسة فحصا لبيانات من دراسات سابقة متعددة ، 6 دراسات سكانية و 13 دراسة سريرية، لملاحظة كيفية تشكّل الدماغ عند الذين يعانون من الصداع النصفي مقابل غير المصابين. وبحث الفريق بشكل خاص عن آفات الدماغ، والتغيّرات في الحجم، وشذوذات المادة البيضاء. واكتشف الباحثون في تلك الدراسة أن خطر الإصابة بآفات المادة البيضاء في الدماغ قد ازداد بنسبة 68% عند أولئك الذين يعانون من الصداع النصفي المترافق مع هالة وبنسبة 34% عند أولئك الذين يعانون من الصداع النصفي غير المترافق مع هالة. والمقصود بالهالة اضطرابات مؤقتة في الرؤية أو الإحساس برؤية أضواء ساطعة غير موجودة أمام العين، رؤية بقعة عمياء تختفي فيها الرؤية والتي قد تأخذ أشكالا هندسية مميزة، مثل رؤية خطوط متعرجة وكأنما تطفو في الفراغ، توهم بوجود نجوم تتلألأ أمام المريض. كما أظهرت النتيجة أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي لديهم ميل أكبر لتغيرات حجم الدماغ وبأن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي المترافق مع هالة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالآفات الشبيهة بالاحتشاء - والتي تعرف أيضاً باسم السكتات الدماغية الصامتة - من أولئك الذين يعانون من الصداع النصفي غير المترافق مع هالة على الرغم من أن تلك الآفات كانت أقل احتمالاً لأن تظهر عند الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي من أولئك الذين لا يعانون منها. ولا تشكل هذه التغيرات عند مرضى الصداع النصفي أي خطر على عافية المريض، حيث يقول اشينا: "لم تُظهر الدراسات التي أجريت حول تغيرات المادة البيضاء أي علاقة مع تردد الصداع النصفي أو الوضع المعرفي للمرضى"، وفقا لموقع مرصد المستقبل الإماراتي. ولا يزال التأثير الطويل للصداع المؤلم لغزا في عالم الطب على الرغم من إجراء الكثير من الأبحاث حول أسبابه أو كيفية علاجه. ويذكر أن أسباب الصداع النصفي ليست معروفة تماما حتى الآن ويعتقد أنها مزيج من العوامل الوراثية والبيئية.
مشاركة :