في بعض الأحيان، لا يكون هناك من حلّ لمعضلة ما إلا عبر المحاولة مراراً وتكراراً. وما من نموذج أفضل لذلك إلا هدف هلومفو كيكانا المذهل لصالح جنوب أفريقيا في شباك الكاميرون. فقد كانت النتيجة 1-1 في مباراة تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2017، وما كان للاعب خط الوسط المتألق هذا إلا أن لجأ لتسديدة مفاجأة ومذهلة في الوقت نفسه لم يتمكن الحارس نداي أسيمبي من القيام حيالها بشيء رغم أن كيكانا سدد الكرة من نصف ملعبه. فقد تحصّل لاعب خط الوسط على الكرة من خصمه أورلين شيدجو من الجانب الأيمن من الملعب ودون أن يلمس الكرة مرة ثانية، أرسل تسديدة هوائية صارخة في غاية الدقة نحو الشباك دون أن يكون أمام حامي عرين منتخب الكاميرون أية فرصة في التصدّي لها. قد يبدو ذلك الهدف، إن نظر إليه المرء منفرداً، بمثابة ضربة حظّ، إلا أن ذلك ليس صحيحاً، حيث يقول مُسجّل الهدف: "تدرّبتُ على تسجيل مثل هذا الهدف في النادي، ولكني لم أنجح." وأشار إلى أنه حاول على مدى أربعة أشهر أن يقتنص هكذا هدف: "خلال كل تدريب، كنتُ أسدد أكثر من عشرة كرات، ولكن أياً منها لم يكن يدخل الشباك، وهو ما أصابني بالإحباط." وأردف قائلاً: "لطالما تحققتُ من كيفية قيام الحرّاس بترك خط المرمى أثناء هجوم الخصوم. بعد أن تحصّلت على الكرة من الكاميرون، نظرتُ إلى مقدمة الملعب وتنبهتُ إلى أن الحارس بعيد عن مرماه. استغليت تلك الفرصة، وكنتُ موفقاً بدخولها المرمى." أما مدرب منتخب جنوب أفريقيا إفرايم ماشابا فقد عبّر عن ذهوله التام: "الجميع توقّع منه أن يمرر الكرة إلى توكيلو رانتي، الذي حثّ الخطى إلى الأمام. إلا أن رؤية كيكانا كانت مذهلة. فقد تنبّه إلى أن الحارس مبتعد عن مرماه وتحلّى بالشجاعة لاستغلال هذه الفرصة. شاهدتُ تسجيل الكثير من الأهداف الجميلة، لكني لا أعتقد أني شاهدتُ هدفاً كهذا." وأضاف المدرب المخضرم في إشارة إلى تصويته على جائزة بوشكاش لأفضل هدف "مثل هذا الهدف يفوز بجوائز. وفي حال لم يفز بأي منها، فإني سأكون في حيرة من أمري."
مشاركة :