مؤسس في «فيسبوك» للسعوديين: تميزوا بهويتكم واستثمروا في مشاريع صغيرة

  • 3/21/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

جدة: أسماء الغابري شدد كريس هيوز، المؤسس المشارك في «فيسبوك»، الذي تحدث عن تجربته في العمل الخاص، على أهمية الاستثمار في المشاريع التقنية والدخول في مشاريع صغيرة تخدم المنشآت العملاقة التي تدخل ضمن سلسلة متكاملة في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية الشاملة، ناصحا شباب الأعمال في السعودية بعدم تقليد الأميركان والأوروبيين والاحتفاظ بهويتهم التي تميزهم عن الآخرين، بحسب تعبيره. وجاء حديث هيوز في الجلسة الأولى التي حملت عنوان «ريادة الأعمال: التحديات وعوامل التمكين» ضمن ثاني أيام منتدى جدة الاقتصادي الذي اختتم أعماله أمس. ولفت هيوز إلى أن دخل الفرد في القرن الـ21 مقارنة بالتسعينات هبط بما قيمته 10 في المائة، مبينا أن البعض يتصور أن زيادة الرواتب تساهم في زيادة الدخل، «إلا أن الواقع يختلف عن ذلك، فزيادة الأسعار أدت إلى التضخم الذي التهم أي زيادة، بل إنه يلتهم المبلغ الأساسي». بينما أكد فريد كرمستجي، مدير إدارة التمويل في «مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة»، الذي شارك في الجلسة بجانب هيوز، أنهم خصصوا خمسة في المائة من الميزانية السنوية للجهات الحكومية والخاصة لدعم الشباب، وأنه جرى دعم رواد الأعمال من خلال إعفائهم من رسوم الرخصة التجارية في السنوات الثلاث الأولى لافتتاح مشاريعهم وتقديم التمويل الذي يحتاجونه في مدة لا تتجاوز شهرا. ونصح كرمستجي الدول التي تريد إنجاح مشاريع رواد الأعمال بأن تتخاطب جهاتها الحكومية مع التجار بلغة العمل التجاري التي تتطلب إنجاز المعاملة في أسرع وقت ممكن، وليس بلغة الروتين الحكومي، مبينا أن هذه اللغة تجري من خلال الانتهاء من جميع الطلبات خلال شهر واحد، عادّا «المشروع فرصة ومن المهم التجاوب معها سريعا، وهذا الأمر جعل حكومة دبي ترفع شعار (السريع يأكل البطيء)». وقال كرمستجي إن سر نجاح الأعمال واستمرارها الاقتناع بعدم وجود المستحيل، وخلق حلول لكل مشكلة أو أمر صعب والتفكير خارج الصندوق، مبينا أن «هذا المبدأ الذي انتهجه الشيخ محمد بن راشد حاكم إمارة دبي كان السبب وراء نجاح وتطور دبي وبلوغها العالمية». وأشار كرمستجي إلى أنهم عملوا على برامج لتطوير ريادة الأعمال ولتعين الشباب على مبادئ التجارة وتقدم لهم الإرشادات والدورات التدريبية، وخدمات لتقليل تكلفة المشروعات؛ من ضمنها الإعفاء من رسوم الرخصة التجارية لمدة ثلاث سنوات، لافتا إلى أن «مؤسسة محمد بن راشد» قامت كذلك «بإبرام اتفاقيات تعاون مع الجهات المالكة للعقارات في دبي (حكومية وشبه حكومية) لإعطاء أسعار تفضيلية لرواد الأعمال، بل إعطائهم الأفضلية في التأجير بتخفيض يتراوح بين 20 و30 في المائة من قيمة الإيجار، إلى جانب حاضنات الأعمال التجارية التي جرى التوسع فيها، حيث يوجد حاليا 82 مكتبا جاهزا ليبدأ الشباب الانطلاق منها». وفيما يخص خدمات التمويل، أوضح كرمستجي أن «هناك خدمة تمويل المشاريع في مرحلة التأسيس تبدأ بمبلغ من خمسة آلاف إلى 250 ألف درهم، وهي للمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر، وهو تمويل تصل فترة سداده إلى سبع سنوات، أما القرض الرئيس فيتراوح بين 250 ألف درهم وثلاثة ملايين درهم». من جهته، بين جيرمي ليدل، رئيس قطاع تطوير الأعمال في مجموعة الـ20، أن المساواة في طرح فرص العمل بين الشبان والشابات من شأنه أن يرتقي بمنظومة العمل ودفع عجلة الاقتصاد بشكل عام، مشيرا إلى أن «التحديات تكاد تكون واحدة على مستوى العالم كله، ولكن في السعودية التحديات أضخم، ومن هذه التحديات المساواة العملية بين جيل الشباب من الجنسين، وكذلك الوصول إلى رأس المال للانطلاق بالمشاريع الشبابية إلى حيز التطبيق». وعدّ ليدل «تغيير منهجية التفكير من أهم العوامل لإنجاح رأس المال، وليس تغيير الفكرة نفسها، فرائد الأعمال إذا كانت منهجية تفكيره صحيحة ودرس السوق بشكل صحيح، فنسبة نجاح المشروع ستكون عالية»، بحسب قوله. ورأى أن النجاح والفشل يوجد داخل ذهن الفرد قبل أن يوجد على أرض الواقع، وأنه «على رائد الأعمال تنمية القبول بالمخاطرة في ذهنه، كي يستطيع أن يواجه العوائق وأن يخلق منها طرقا لتفاديها». وعن التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، والاقتصاد الأميركي على وجه الخصوص، عدّ جيرمي ليدل وضع الاقتصاد الأميركي خارجا عن المألوف وأنه يتصف بالغرابة عن باقي دول العالم، «لأنه يوجد به أكبر عدد لرواد الأعمال في العالم، ولكن التحديات الضخمة التي تواجه الاقتصاد سببها أن صناع القرار في أميركا؛ سواء كان في الجانب السياسي أم الاقتصادي، هم المؤثرون في الاقتصاد الأميركي»، معتقدا أنه إذا جرى الاعتماد على رواد الأعمال في المشاريع الصغيرة والمتوسطة فسيشكلون اقتصادا مستداما للدولة. وأفصح ليدل عن سر الثروة التي يحققها الشباب بشكل شخصي دون الاعتماد على ميراث الآباء أو الأجداد بقوله: «(اعمل ما تحب)، ولا يشترط أن تكون مستثمرا كبيرا حتى تحقق ثروة هائلة، وتذكّر أن أي مؤسسة ناجحة تعمل بطاقة 90 في المائة من الموظفين، و10 في المائة فقط أصحاب المال، وإذا عشت بذهنية الموظف فستظل موظفا، أما لو كانت أفكارك مبدعة وخلاقة فستحقق النجاح والثروة». وشارك الدكتور عبد الله صادق دحلان، الخبير الاقتصادي ورئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا، بورقة عمل في الجلسة التي حملت عنوان: «تلبية احتياجات الشباب.. دور التعليم في تطوير المهارات المطلوبة في العمل»، تطرق خلالها إلى الإحصاءات الصادرة عن وزارة العمل في عام 2012 التي ترى أن عدد العاطلين عن العمل وصل إلى 2.5 مليون شخص، وأن الدراسة برهنت على أن 44.2 في المائة منهم حاصلون على مؤهلات عليا، و11.8 في المائة حاصلون على الثانوية أو ما يعادلها، بينما 30.3 في المائة منهم حاصلون على دبلوم دون الجامعة، و13.3 في المائة حاصلون على التعليم دون الثانوي. وحمل المنتدى الذي دشنه الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، الثلاثاء الماضي، عنوان: «الإنماء من خلال الشباب» بمشاركة 42 شخصية محلية وعالمية بينهم عشرة وزراء من داخل السعودية وخارجها، مخصصا موضوعاته للفرص ولاستكشاف التحديات التي تحيط بإيجاد فرص عمل للشباب بطريقة مستدامة.

مشاركة :