يؤكّد الباحثون أن طريقة تنظيف الوجه تؤدي دوراً فاعلاً في تمتّع البشرة بالشباب والنضارة. لذا يمنحك تطبيق بعض التعديلات البسيطة بشرة أكثر إشراقاً. إليك بعض النصائح في هذا المجال. لا تتردّدي في اللجوء إليها. اعتقدنا طوال سنوات أن غسل الوجه عملية سريعة جداً، لذلك يُعتبر تأثيرها في البشرة بسيطاً. ولكن تبين أخيراً أن العكس صحيح. يدرك العلماء اليوم أن التنظيف الجيد يشكّل المفتاح الأساس لبشرة صحية، ومشعة، وأكثر شباباً. تؤدي الأوساخ التي تحتكين بها يومياً إلى التهاب البشرة، ما يلحق الضرر بالكولاجين ويؤدي إلى شيخوخة مبكرة. في هذا السياق، تذكر الدكتورة مونا غوهارا، وهي بروفسورة متخصصة في طب الجلد في جامعة ييل الأميركية: «لا يساهم التنظيف الصحيح في تخليص البشرة من الأوساخ فحسب، بل يجعل أيضاً المنتجات التي تستخدمينها للعناية ببشرتك ومساعدتها، مثل المصل، أكثر فاعلية وتأثيراً». علاوة على ذلك، تشير بحوث جديدة إلى أن عملية التنظيف الصحيحة ربما تشكّل كل ما تحتاجين إليه للتخلّص من مشاكل بشرتك: كشفت دراسة أُجريت في اليابان أن غسل الوجه مرتين يومياً بمادة منظفة خفيفة يحدّ من البثور من دون الحاجة إلى اللجوء إلى أدوية. رغم ذلك، تشكّل هذه العادة اليومية عمل توازن دقيقاً. تضيف الدكتورة غوهارا: «من الضروري أن تزيل عملية التنظيف الأشياء كافة التي لا ترغبين فيها من دون تجريد البشرة من رطوبتها. لذلك قد ترتكبين خلال هذه العملية أخطاء عدة تؤذي البشرة». إليك خطة فاعلة لعملية تنظيف صحيحة ومتقنة: أسس جديدة لعل أبرز ما يجعل عملية التنظيف دقيقة وحساسة الحاجة إلى إبقاء حاجز البشرة الطبيعي سليماً والحفاظ عليه، بدءاً من الشريط الحيوي المفيد والسريع العطب الذي يغطي سطحها. توضح د. زوي ديانا درايلوس، طبيبة جلد أميركية: «يحتوي الشريط الحيوي على بيبتيدات مضادة للميكروبات وبكتيريا جيدة تهدف إلى حماية بشرتك وجسمك من العوامل الخارجية المحيطة بك. نتيجة لذلك، إن غسلت وجهك بإفراط وبقوة أو إذا استعملت صابوناً قوياً، فلا شك في أنك ستحدثين خللاً في هذا الشريط الحيوي وستزيلين الدهون الكامنة تحته، ما يجعل بالتالي بشرتك جافة ومقشرة ويسبب لك رغبة مستمرة في حكها». في المقابل، إذا قررت عدم غسل وجهك، تتراكم عليه الزيوت، ما يغذي بالتالي البكتيريا التي تعيش في الشريط الحيوي ويؤدي نتيجة لذلك إلى ظهور البثور. لا شك في أنك تدركين جيداً ضرورة عدم استعمال الصابون العادي لغسل الوجه لأن مستوى حموضته (pH) القلوي يقضي على الشريط الحيوي الحمضي في بشرتك. بالإضافة إلى ذلك، عليك تفادي استعمال الماء الساخن لأنه يسحب الرطوبة من البشرة. لذلك يوصي الخبراء باستخدام الماء الفاتر بدلاً منه. كذلك تنبهي لمقدار الضغط الذي تمارسينه على بشرتك. {يأمل بعض النساء خطأ أن يتمكنّ من التخلص من البثور والتجاعيد بالفرك الشديد}، وفق الدكتورة درايلوس. لكن اسفنج أو قماش الكشط يقضيان على السيراميدات (جزيئات دهنية شمعية) ويحرران الأحماض الدهنية التي تكثر في البشرة وتبقيها رطبة. لذلك تنصح د. غوهارا: {عوض اللجوء إلى أنواع الإسفنج والقماش هذه، استخدمي يديك في عملية التنظيف. هكذا يمكنك تدليك بشرتك مؤدية حركات دائرية لطيفة. وتساعدك عملية التدليك هذه أيضاً في تحفيز جريان الدم، ما يمنح بدوره بشرتك مظهراً أكثر نضارة}. بعد غسل بشرة الوجه، جففيها بالتربيت عليها بواسطة منشفة نظيفة كي لا تلحقي الضرر بحاجزها الطبيعي. انتقلي بعد ذلك إلى تغطيتها بمنتجات الرعاية الأخرى التي تستعملينها لحماية بشرة وجهك. برنامج تنظيف البشرة في الصباح يجب أن يكون هدفك خلال عملية التنظيف الصباحية التخلّص من خلايا السطح التي تراكمت طوال الليل، فضلاً عن بقايا كريم العناية الليلية، حسبما توضح الدكتورة فرانشيسكا فوسكو، طبيبة جلد في مدينة نيويورك. ولا تحتاجين إلى مجهود كبير لتحققي هذا الهدف: «إن كنت تملكين بشرة حساسة، يكفي أن تبللي وجهك بالماء الفاتر لتدلكيه بعد ذلك بأصابعك كي لا تزيلي كمية كبيرة من الدهون». أما إذا شعرت بأن فضلات كثيرة ما زالت تغطي وجهك، فاستخدمي منتجاً منظفاً خفيفاً خالياً من العطور. وإن كنت تملكين بشرة عادية إلى جافة، فبإمكانك أيضاً استعمال محارم رطبة مخصصة للوجه أو غسول وجه لطيف. ولكن إذا كانت بشرتك دهنية، تحتاجين إلى خيار خالٍ من الصابون يحدث رغوة ويساعدك في تفكيك الدهون المتراكمة. بعد العمل لا تغسلي وجهك إلا في الصباح والمساء، إلا إذا كان عملك يتطلّب مجهوداً كبيراً ويجعلك تتصببين عرقاً، بحسب د. درايلوس (كشفت دراسة أجراها أخيراً معهد بوند أن ثلثي النساء يعتقدن أن من الأفضل غسل الوجه أكثر من مرتَين يومياً، مع أن الوقائع تُظهر العكس). تؤكد الطبيبة أن «الإفراط في تنظيف البشرة يجردها من الدهون التي تحميها». ولكن عندما تبذلين جهداً كبيراً أو تمارسين الرياضة، يختلط العرق والزيوت بالبكتيريا. وقد يؤدي هذا الخليط إلى تفكك البشرة، أو إصابتها بطفح جلدي، أو تعرّضها للعدوى. في هذه الحالة، استخدمي الماء وحده أو منتجاً منظفاً خالياً من الصابون كي تتفادي الإفراط في تنظيف البشرة ولا تلحقي بها الضرر. في المساء عليك القيام بما يُدعى عملية تنظيف مزدوجة: غسل الوجه بمنتجَي تنظيف لطيفين. يهدف الأول إلى إزالة مستحضرات التجميل والأوساخ بلطف، في حين يقضي الثاني على الجلد الميت والفضلات المجهرية. تذكر الدكتورة غوهارا: «تضمن هذه العملية التخلّص من الجسيمات كافة مهما اختلفت أحجامها». قومي بعملية التنظيف المزدوجة فور عودتك إلى المنزل. إذا انتظرت إلى أن يحين موعد نومك، تكونين أبقيت أوساخ النهار على بشرة وجهك لساعات إضافية. علاوة على ذلك، عندما تنجزين هذه العملية فور عودتك، تمنحين بشرتك الوقت الكافي للتعافي من تأثيرات التنظيف قبل أن تغطيها بالريتينويد عندما يحين وقت النوم كي تقللي من تهيجها. يختلف منتجَا التنظيف اللذان تستخدمينهما باختلاف نوع بشرتك. إن كانت بشرتك جافة أو إن كنت تكثرين من التبرج، فابدئي بزيت. ضعيه على البشرة الجافة، ثم عزّزي مفعوله بتدليكه مع الماء. انتقلي بعد ذلك إلى كريم يكون معدل الحموضة فيه متوازناً. إن كانت بشرتك عادية، يمكنك استعمال النوع ذاته من الزيت وكريم التنظيف. أو يمكنك استبدال محرمة رطبة أو منظف للوجه على شكل رغوة بالكريم، وفق د. غوهارا. أما إذا كانت بشرتك حساسة، فعليك أن تستخدمي أولاً ماء يحتوي على جزيئات الميسيلا (micellar water)، وهو مزيل لمساحيق التجميل بالغ اللطف. صبي هذا الماء على قطن وامسحي به بشرتك. انتقلي بعد ذلك إلى {لوشن} للتنظيف خالٍ من العطور أو كريم مخصص للبشرة الحساسة. أخيراً، إن كانت بشرتك دهنية أو تعاني البثور، فابدئي بمنتج تنظيف على شكل جيل أو رغوة لتستخدمي بعد ذلك {تونراً} يحتوي على حمض الغليكوليك أو الساليسيليك. يساهم {التونر} في تنظيف البشرة، مزوداً إياها في الوقت عينه بمواد نشطة تساعدها في محاربة البثور، حسبما توضح الدكتورة فوسكو. علاوة على ذلك، استعملي فرشاة الوجه مرة أو اثنتين في الأسبوع كي تزيلي الزهم (أي الزيوت الفائضة لا الدهون الأساسية) من مسام بشرتك. وهكذا تكونين نظفت بشرة وجهك فعلاً.
مشاركة :