عكست التجربة الإماراتية في مجال النقل مدى إمكانية النجاح الذي تقف وراءه أي إرادة جادة تسعى للإنجاز، فوفقا للورقة التي قدمت في منتدى جدة الاقتصادي، أمس الأول، فان استثمار درهم واحد في النقل يحقق عوائد قدرها 6 دراهم، أما بالنسبة للمبلغ الإجمالي المستثمر والبالغ 70 مليار درهم، فإن حجم العائد بلغ 72 مليارا في 7 سنوات. وبكل تأكيد لسنا في حال المقارنة، فطرقنا تعاني غياب الصيانة رغم البنود الكبيرة في الميزانية، فضلا عن اهتراء الكثير منها عند أول رشة مطر، ولا يخفى التعثر الذي تعانيه، ومنها قطار الحرمين الذي يعاني ولادة متعثرة منذ أكثر من 15 عاما ارتفعت فيها أسعار التكلفة عدة أضعاف، أما مشاريع المترو التي اعتمدت فتم تحديد سعر التذكرة بعون الله قبل البدء في أي محاولات للتنفيذ. وبغض النظر عن الخسائر الناجمة عن التأخير، فإن ذلك يؤخر خطط التنمية وانطلاق الكثير من المشاريع التنموية التي تقع على جانبي هذه المشاريع. فهل نتحرك من أجل إصلاح منظومة النقل لدينا، بدءا من التخطيط الجيد للمشاريع، ومرورا باختيار الشركات المؤهلة للتنفيذ، ثم ــ وهذا هو الأهم ــ اختيار الإدارة الواعية التي يمكنها أن تحقق عوائد عالية من مشاريع الطرق، سواء من خلال الرسوم لتحسين الصيانة الوقائية أو الدعاية الإعلانية التي تدر المليارات.
مشاركة :