لم تشهد السياسات الفلسطينية تغيرا كبيرا في السنوات العشر الماضية؛ إذ يتولى الرئيس محمود عباس السلطة منذ 2004 بينما أجريت آخر انتخابات تشريعية فلسطينية قبل عشر سنوات. لكن حركة فتح التي تهيمن على السياسات الفلسطينية منذ نصف قرن ستعقد الأسبوع المقبل أول مؤتمر لها في سبع سنوات، ومن المتوقع أن تدخل تغييرا كبيرا على لجنتها المركزية، ما ينذر بتغييرات سياسية على المدى الطويل. وفي حين أن عباس البالغ من العمر 81 عاما والذي خضع لرعاية طبية في الأسابيع الأخيرة سيظل في السلطة على رأس حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية فإن المؤتمر سيؤدي على الأرجح إلى تعيين الشخصية الثانية في الحركة والزعيم المنتظر لها. وسيكون ذلك أحد أكبر التطورات منذ وفاة ياسر عرفات عام 2004، وفي حين أن آفاق المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية غير مؤكدة بدرجة كبيرة في ظل استعداد دونالد ترامب لتولي الرئاسة الأميركية فإنها قد تمهد الطريق لتغير في نهج الفلسطينيين. وقال جبريل الرجوب، القائد الأمني السابق وعضو اللجنة المركزية الذي يترشح لفترة جديدة: «هذا مؤتمر مهم وحاسم للغاية بالنسبة لفتح من أجل إعادة تنظيم الحركة وتجديد شرعية القيادة». في الفترة التي سبقت الاجتماع مثل محمد دحلان القيادي السابق في حركة فتح والذي يعيش الآن في منفاه الاختياري بالإمارات العربية المتحدة تهديدا محتملا لسلطة عباس. لكن دحلان طُرد من فتح وقلص عباس حضور المندوبين للمؤتمر؛ إذ خفض العدد إلى نحو 1300 من 2500 في آخر اجتماع في 2009، ما زاد من صعوبة أن يمثل الموالون لدحلان تحديا لعباس. وقال الرجوب: «من هو دحلان؟ دحلان غير موجود... إنه لا شيء. لقد فصل من الحركة. هو ليس حلا». وفي المقابل يقول مسؤولون فلسطينيون وقادة فتح: إن اجتماع رام الله الذي يبدأ في 29 نوفمبر ويستمر ثلاثة أو أربعة أيام سيعزز موقف عباس في القيادة وينتخب في الوقت نفسه نحو ستة أسماء جديدة في اللجنة المكونة من 21 عضوا والتي تضع جدول أعمال الحركة. وقال ناصر القدوة، ابن شقيقة عرفات وعضو اللجنة المركزية والذي عمل سفيرا لفلسطين في الأمم المتحدة لمدة 14 عاما: «آمل أن نرى مزجا مناسبا بين الموجودين حاليا في الهيئات القيادية وبين الجيل الجديد... ممثلي الحرس الجديد. «ستكون هناك بعض التغييرات عن الاجتماع الأخير». سيخرج القرار الأهم في الأيام التي تعقب الاجتماع عندما تجتمع اللجنة المركزية الجديدة لكي تنتخب من بين أعضائها نائبا لعباس في الحركة. وذكر المسؤولون الفلسطينيون مرارا أربعة أسماء كمرشحين للمنصب وهم: القدوة والرجوب وتوفيق الطيراوي وهو رئيس سابق للمخابرات ومحمود العالول المحافظ السابق لنابلس في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.;
مشاركة :