ربط «شبكات التواصل» بضوابط شرعية ينشر الوسطية ويحد من التطرف والشائعات

  • 11/24/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

استنكر المشاركون في مؤتمر ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، المحاولة الاجرامية التي قامت بها ميليشيات الحوثي بإطلاق صاروخ باليستي تجاه منطقة مكة المكرمة، مؤكدين وقوفهم إلى جانب المملكة العربية السعودية وما اتخذته من إجراءات من أجل الدفاع عن الحرمين الشريفين والمقدسات الإسلامية وردع الظلم والاعتداء على أراضيها. وكانت فعاليات المؤتمر - الذي نظمته جائزة نايف بن عبدالعزيز للسنة النبوية ودراساتها بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة- قد اختتمت جلساتها أمس بـ 18 توصية تركزت على أهمية تطبيق الضوابط الشرعية في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وبيان دورها في نشر الوسطية ومواجهة فكر التطرف والإرهاب، وضرورة توجيه ومراقبة الآباء أبناءهم وإرشادهم وحمايتهم من سوء استخدام شبكات التواصل الاجتماعي. وجاء في التوصيات: يرى المشاركون في المؤتمر أن الإعلام الجديد مظهر من مظاهر التواصل البشري وضرورة اجتماعية وثقافية في توظيفه، فله ايجابياته وسلبياته، ولابدّ من تحصيل الإيجابيات وتلافي السلبيات، منوهين إلى أهمية التحلي بالفضيلة ونشر القيم الدينية وتنمية هذه القيم في أفراد المجتمع، والالتزام بالتعاليم الشرعية ومنهج الوسطية والاعتدال والقيم الاجتماعية والأخلاقية والثقافية بما يجعلهم يحرصون على انتمائهم وأصالتهم، والبعد عن التحريض وإثارة الفتن الدينية والعرقية، ومراعاة الأمانة وتحري الصدق والتثبت قبل نشر الأخبار ونقلها، وحرمة التشهير وإشاعة الفاحشة، وحرمة القذف، وعظم جريمة القذف عبر شبكات التواصل الاجتماعي لانتشارها بين مساحة أكبر من الناس، وحرمة نشر الأسرار. ويشمل خصوصيات الإنسان وعيوبه التي يكره أن يطلع عليها الناس، وغض البصر عما لا يحل النظر إليه، ومراعاة أدب الحوار مع الآخر وآداب النصح وفق الضوابط الشرعية، والحذر من استخدام شبكات ومواقع أهل الضلال والبدع والأهواء، واستثمار الوقت في الأمور النافعة وعدم الإفراط في ارتياد مواقع التواصل الاجتماعي وتنظيم أوقات خاصة للإفادة منها. كما أكد المشاركون في المؤتمر - عبر توصياتهم- على أهمية التوافق بين الفقهاء والمفتين والباحثين المعاصرين على منهج علمي متوازن واضح المعالم في دراسة الوسائل وشبكات التواصل الاجتماعي؛ تجنباً لازدواج الفتوى، واختلاف الاجتهادات في معالجة هذه الوسائل، وتشكيل لجان من الجهات المختصة للقيام بالمراجعة الدورية للأنظمة والتشريعات القضائية في ضبط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي نظرا لكثرة مستجداتها وتنوعها وانتشارها واختلاف تأثيراتها، وضرورة تفعيل دور المؤسسات القضائية في ضبط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي من خلال تشريع الأنظمة التي تحدد الاستخدام الأمثل لهذه الوسائل بما يعود بالخير والصلاح على الفرد والأمة، وتعزيز الانتماء للإسلام والمجتمع، وتعزيز التعاون بين المؤسسات الدولية المعنية لتبادل الأنظمة والتشريعات التي تحدد الاستخدام الأمثل لشبكات التواصل الاجتماعي بما يعود بالخير والصلاح على الفرد والأمة. كما دعت التوصيات المؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية لبذل المزيد من العناية بإعداد وبناء الكفاءات والكوادر البشرية المؤهلة وتقديم البرامج التأهيلية اللازمة للقيام بأدوارها الإعلامية والتربوية لتوجيه الشباب إلى الاستخدام الأمثل لشبكات التواصل الاجتماعي، وتعزيز ودعم المؤسسات الإعلامية الإسلامية للقيام بدورها في التوعية بالعقيدة الصحيحة والمنهج السليم لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية ووقاية أفراد المجتمع من الأفكار المنحرفة وسبل مواجهتها من خلال شبكات التواصل الاجتماعي. كما أوصى المشاركون المؤسسات الفكرية، والثقافية، والتعليمية، بإقامة حملات توعية، ونشاطات تثقيفية، حيال التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي، ووضع استراتيجية إعلامية وقائية تستخدم كافة وسائل الإعلام من أجل التوعية بمفهوم الشائعات والظروف المرتبطة بنشأتها وتطورها والمخاطر والآثار الناجمة عنها، وكيفية تحليلها للكشف عما تتضمنه من أكاذيب ومغالطات. وتوصية المنظمات والهيئات الإسلامية بإنشاء شبكات اجتماعية لترسيخ القيم الإسلامية ونشر الوعي الوسَطي في مختلف أنشطة الشَّباب في المدارس والجامعات وفي الحياة اليوميَّة، وتكثيف الجهود حتى تكون الوسطيَّة وعيًا يوميًّا وممارسةً متواصلة وثقافة مجتمع.كما تضمن التوصيات دعوة وزارة الثقافة والإعلام السعودية بإنشاء مركز الكتروني متخصص وظيفته حصر الشائعات والشبهات عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي توجه ضد المملكة، ومن ثم القيام بالكشف عن مصادرها وملاحقتهم قضائياً. وكذلك تكثيف المؤتمرات السنوية في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي العربية والإسلامية لتعزيز وتبادل الخبرات في مجالات توظيف شبكات التواصل الاجتماعي في نشر الوسطية، وتعزيز الانتماء للإسلام والمجتمع، وتشجيع المشاركة فيها ومواجهة فكر التطرف والإرهاب. وأشاد المشاركون في المؤتمر بالتجربة الرائدة للمملكة في توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لبيان الحق والرد على الشبهات وإبطالها من خلال خدمة:«المناصحة الإلكترونية» في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، الذي يُعنى بمناصحة المنحرفين فكرياً ورعاية وتأهيل المتراجعين عن الفكر الضال. وأوصى المؤتمر بوضع ميثاق شرف أو مدونة سلوك بالإعلام الجديد، يحدد الضوابط الشرعية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وبإنشاء كرسي باسم صاحب السّموّ الملكيّ الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله- يعنى بوسائل التواصل الاجتماعي ودراساتها لتعزيز الايجابيات وتلافي السلبيات، وبأن تقوم جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية من خلال (مركز الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود للتدريب والتأهيل العلمي) بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بتدريب الدعاة والخطباء والأئمة في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي واستثمارها في الدعوة والإرشاد. واختتم المشاركون توصياتهم بالإشادة بالتعاون البنّاء بين جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية والجامعة الإسلامية في عقد هذا المؤتمر الناجح. مهيبين بالجائزة أن تتبنى ضمن موضوعاتها في الدورات المقبلة محوراً يخصص للتوظيف الأمثل لشبكات التواصل الاجتماعي واقتراح الحلول المناسبة لمشكلاتها بما يعود بالنفع على المسلمين حاضراً ومستقبلاً. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن نايف بن عبدالعزيز عضو الهيئة العليا لجائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة على أهمية عقد مؤتمر ضوابط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الإسلام الذي يأتي في وقت أصبحت فيه هذه الوسائل حاضرة في كل المجتمعات وتميزت بالانتشار والسرعة وتنوع المحتويات وبخاصة لدى فئة الشباب والفتيات ولما لها من تأثيرات في المجالات المعرفية والسلوكية والفكرية والثقافية ومن منطلق رسالة الجائزة العالمية وعنايتها بالقضايا الإسلامية المعاصرة رأت عقد هذا المؤتمر بمشاركة الجامعة الإسلامية. وبين سموه أن المؤتمر الذي يعقد بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والباحثين والمتخصصين من مختلف دول العالم سيحقق - بمشيئة الله- أهدافه السامية التي تتمثل في بيان الرؤية الشرعية في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وضوابطه، بيان أثر شبكات التواصل الاجتماعي في الأفراد والمجتمعات، والإسهام في تحديد أسس وطرق الاستخدام الأمثل لشبكات التواصل الاجتماعي، والى تعزيز سبل استثمار شبكات التواصل الاجتماعي في مجالات التوعية والتثقيف المجتمعي، والى بيان دور الشبكات في ترويج الشائعات وإثارة الفتن ونشر الأفكار المنحرفة. وقال سموه في تصريح بمناسبة انطلاق فعالية المؤتمر: إن محاور المؤتمر تنوعت وشملت كافة الجوانب المتعلقة بدراسة ووضع ضوابط لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الإسلام ورفع سموه الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا للجائزة وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز المشرف العام على الجائزة بما تلقاه الجائزة من دعم واهتمام وتحقيق اهدافها السامية. كما شكر سموه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة لرعاية سموه حفل افتتاح المؤتمر كما شكر مدير الجامعة الإسلامية الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي واللجان العاملة في المؤتمر والمشاركين.

مشاركة :