أمير «المدينة» يرعى حفل افتتاح مؤتمر ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام

  • 11/24/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

رعى أمير منطقة المدينة المنورة فيصل بن سلمان مساء أمس (الثلثاء) حفل افتتاح مؤتمر «ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام» الذي تنظمه «جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة»، بمشاركة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وذلك في حضور عضو الهيئة العليا للجائزة الأمير نواف بن نايف، وجمع من المسؤولين والعلماء، وضيوف المؤتمر من باحثين وأكاديميين من داخل المملكة وخارجها. وألقى وزير الشؤون الدينية والحج والأوقاف في باكستان الدكتور سردار محمد يوسف نيابة عن ضيوف المؤتمر كلمة أكد فيها أن «المؤتمر جاء في توقيته الصحيح، إذ أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تشكل جزءاً كبيراً من حياة الكثير من الناس حول العالم وانتشرت من خلالها فوائد كثيرة ومنافع جمة، وفي الوقت نفس لا تخلو من مضار عظيمة وشرور مستطيرة إذا استخدمت في شكل سلبي»، لافتاً إلى أن «المؤتمر يقوم بدور الوقاية وتبيان الحقيقة وإنارة الطريق لكل من يتعامل مع شبكات التواصل الذين نشاركهم هذا العالم الفسيح»، وفق «وكالة الأنباء السعودية» (واس). ونوّه الدكتور سردار محمد يوسف بالاهتمام الدائم الذي توليه السعودية لقضايا الأمة الإسلامية وقضايا شبابها، مشدداً على أن «المملكة لم تتوان يوماً من الأيام عن تقديم الخدمات لأبناء الأمة الإسلامية كافة من غير تفضيل لون أو جنسٍ لذلك». وأعرب عن «استنكاره وشجبه لما حدث من استهداف قبلة المسلمين مكة المكرمة بصاروخ أطلقته الميليشيات الحوثية المفسدة، إذ ثبت بالبرهان الناصع أن أعداء الإسلام يسعون إلى زعزعة أمن هذه البلاد المباركة»، مؤكداً أن «باكستان حكومة وشعباً تقف إلى جانب المملكة». بعد ذلك ألقى مدير الجامعة الإسلامية الدكتور حاتم المرزوقي كلمة بين فيها «عظم التأثير الذي تحدثه شبكات التواصل الاجتماعي على الأفراد والمجتمعات»، مشيراً إلى أن «عصر العولمة الثقافية وفي زمن الإعلام الجديد أصبح لشبكات التواصل الاجتماعي تأثيراتها على الجميع، وخصوصاً الشباب». وقال إنه «انطلاقاً من الدور الرائد والثابت للمملكة في خدمة الإسلام والمسلمين في شتى المجالات كان لجائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات المعاصرة بالشراكة مع الجامعة الإسلامية السبق في تنظيم مؤتمر ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام الذي يسعى للتأصيل الشرعي للتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي والإفادة منها في تعزيز العقيدة الصحيحة والدعوة الإسلامية ونشر منهج الاعتدال والوسطية والتسامح البعيد عن التطرف والغلو والتأكيد على إنسانية الإسلام وأخلاقياته وتعاملاته وتعزيز الانتماء الديني والوطني ووسائل مكافحة الممارسات السلبية وترويج الشائعات ونشر الأفكار المنحرفة». عقب ذلك استعرض مستشار ولي العهد الأمين العام للجائزة الدكتور ساعد الحارثي أبرز المخاطر التي تحدثها شبكات التواصل الاجتماعي في الجوانب الفكرية والمعرفية والسلوكية للأجيال الناشئة، لافتاً إلى أن «هذا المؤتمر ليس كافياً بل يجب أن يتبعه مؤتمرات ودراسات وورش عمل لكي نصل إلى منطلقات تحقّق التحصين لأجيال الغد، وتكفل الاستخدام الصحيح لمخترع في مقدوره بحكم خصائصه بناء المجتمع أو هدمه». ونوه الحارثي بقدرة المفكرين والباحثين في المملكة على التعامل مع مخاطر شبكات التواصل الاجتماعي قائلاً، إنه «عندما أطلّ شيطان الإرهاب بوجهه القبيح على العالم، وجد السعودية له بالمرصاد، فأحبطت خططه وجفّفت منابعه، وأضحت تجربة المملكة في مكافحة الإرهاب فكرياً وأمنياً تجربة عالمية رائدة، ولمّا أدرك رؤوس الشرّ من مخططي الإرهاب أن خططهم ووسائلهم التقليدية القديمة لم تعد تجدي، وأن مخططاتهم باءت بالفشل، وسوءاتهم بدت وتكشّفت، خلعوا الثوب التقليدي البالي، ولبسوا زياً جديداً، أخفوا به معالمهم القديمة، وتقنّعوا بأقنعة تلائم متطلبات العصر، واستخدموا وسائل تناسب المرحلة الحضارية المعاصرة، فانتقلوا إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت، لبثّ سمومهم وفكرهم الخارجي المارق، واستهدفوا شباب المسلمين وأغروهم ليستخدموا معاول هدمٍ وقنابل تفجير موقوتة، مستغلين عواطفهم الإيمانية وحماستهم الدينية، وظنوا أن استخدامهم وسائل التقنية الحديثة بشبكاتها الاجتماعية سيتيح لهم فرصاً ثمينة للتفرّد بأبنائنا الشباب، ولبثّ شبهاتهم في عقولهم وقلوبهم من دون أن يكتشف ذلك». وأضاف أن شبكات التواصل سرّعت وتيرة الحياة وكسرت الضوابط والقيود، وهتكت ستر الخصوصيات ومعايير الأخلاق وعولمة الأفكار، وأًصبحت ظاهرة إعلامية ساحرة ومؤثرة، وبدأ سوء استخدامها يفرز آثاراً سلبية انعكست على المجتمعات الإسلامية والعربية عموماً، وأصبح شبابنا بكل أسف مستهدفين في عقيدتهم وفكرهم وأخلاقهم، وكان لا بد من التصدّي لذلك بالعلم والفكر للارتداع وبالحزم للردع فجاء انعقاد مؤتمر «ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام»، تأكيداً على عزم المملكة مواصلة التعامل مع ظاهرة الإرهاب والانحراف الفكري ومحاربته، واستباق خطط الإرهاب، فلم تقف مواجهته على وضع الخطط الأمنية وتنفيذها فقط، بل تتم بنهج علمي حضاري وتقني يفوق تصوّرات رؤوس الضلال ورموزه. وعقد المؤتمر اليوم  جلسته الرابعة في قاعة الملك سعود في الجامعة الإسلامية والنساء في قاعة دار الحديث المدنية. وترأس الجلسة مدير جامعة حائل الدكتور خليل البراهيم ومقرر الجلسة عميد كلية القرآن الكريم والدراسات الاسلامية في الجامعة الاسلاميةالدكتور أحمد السديس، ومنسقة القاعة النسائية الدكتورة إيمان محمد علي عزام من «جامعة طيبة». وبدأت الجلسة ببحث الدكتورة ولاء ربيع مصطفى علي، من مصر، حول «استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لدى ذوي الاحتياجات الخاصة وعلاقتها بجودة الحياة الأسرية لديهم»، مبينةً أنه «في عصرنا الراهن لا يخلو منزل من الأجهزة الذكية من هواتف وأجهزة لوحية وتعرض إلى فئات ذوي الاحتياجات الخاصة واستخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي وأهميتها لدى بعض هذه الفئات في تحسين التواصل الاجتماعي وتحسين جودة الحياة الأسرية، وأنها قد تكون ضاره لدى فئات أخرى وتسبب تدنى في جودة الحياة الأسرية نتيجة لسوء الاستخدام لمثل هذه الشبكات». ثم تناول الدكتور هشام بن مسفر البشر، من السعودية، «أركان جريمة التشهير في شبكات التواصل الاجتماعي»، موضحاً أنه يقصد بالتشهير إشاعة سوء عن معين من دون وجه حق، وهذا الفعل لا يمكن أن يعد جريمة في النظر القانوني أو النظر الشرعي من دون وجود الركن الشرعي بناءً على القاعدة المشهورة «لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص»، موضحاً أنه «إلى جانب النصوص القانونية الواردة في الجرائم المعلوماتية نجد أن التشهير في النظر الشرعي يأخذ تقسيم أخر خلاف الحظر والإباحة، فنجده إما واجباً، أو مباحاً، وقد يكون محرماً، والمحرم منه هو الذي يعد جريمة تعاقب عليها الشريعة الإسلامية، أما الركن المادي للجرائم ولجريمة التشهير نجد أنه يقوم على عناصر ثلاث: السلوك الإجرامي، النتيجة الضارة، العلاقة السببية، وهي نفسها أركان المسؤولية الجنائية، أما الركن المعنوي لجريمة التشهير فهذا الركن هو السبيل إلى تحديد المسؤول عن تلك الجريمة، فقوام هذا الركن الأصول النفسية لماديات جريمة التشهير، ومن ثم كان هذا الركن في جوهره قوة نفسية متمثلة في الإرادة، والإرادة وحدها لا تكفي بل يتطلب القانون فيها شروطاً حتى تكون معتبرة شرعاً وقانوناً وذات أهمية». بعد ذلك تحدثت الدكتورة نادية محمد السعيد أحمد الدمياطي، من مصر، حول «استشراف مستقبلي للوقاية من الشائعات الالكترونية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي»، موضحة أن «الاشاعات الالكترونية تمثل إحدى أدوات الحروب الالكترونية المستحدثة، والذي تعد فيه الإشاعة الالكترونية أحد الأساليب المهمة، وترويجها في موضوع معين لا يتم بشكل عشوائي، وإنما قد تقوم أجهزة معينة تابعة إلى بعض الدول بترويج بعض الإشاعات عن قيادات دولة ما أو الوضع الاقتصادي لدولة ما لتحقيق مجموعة من الأهداف التي تخدم الدولة التي روجت هذه الإشاعة كما تنطوي على متغير حيوي، هو التهديد الذي ينبع من الداخل بحيث يتم توظيف عناصر وعوامل داخلية معينة لتوظيفها وتحريكها من طريق الإشاعات الالكترونية، ومن هنا تنبع أهمية تعميق قيم الولاء والانتماء إلى الوطن، وتبرز كذلك أهمية الالتفاف والتوحد والالتحام حول راية الوطن وقيادته الرشيدة، كما تتضح خطورة التنظيمات والجماعات عابرة الوطنية التي تتجاوز الولاءات الوطنية والانتماءات الجغرافية للأرض والمكان، إذ تصبح مثل هذه الجماعات أداة يمكن توظيفها بسهولة في شن حروب الكترونية ضد الأوطان من الداخل من خلال شبكات التواصل الاجتماعي». وأستعرض الدكتور مدحت محمد محمود أبو النصر، من مصر، «مفهوم وأهداف وخصائص شبكات التواصل الاجتماعي». وأوضح الدكتور محمد علي من كندا والدكتور أحمد أبو العز من مصر في بحثهما المشترك حول دمج وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز التفكير الايجابي لدى الشباب لمنع التطرف الفكري في العصر الرقمي أن وسائل التّواصل الاجتماعي تلعب دورًا حيويًّا في تشكيل فكر الشّباب، لذا اهتمت هذه الدّراسة بدمج وسائل التّواصل الاجتماعي في المناهج لتشجيع الشباب على التّفكير الإيجابي لمنع التّطرف الفكري توصلت إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة عند مستوى دلالة 0.01 بين متوسّطات درجات طلّاب الجامعة الإسلاميّة في استبانة وسائل التّواصل الاجتماعي، ووجود فروق ذات دلالة إحصائيّة عند مستوى دلالة 0.01 بين متوسّطات درجات طلّاب كل كلّيّة من كليّات الجامعة الإسلاميّة في هذه الاستبانة، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة عند مستوى دلالة 0.01 بين متوسّطات درجات طلّاب الجامعة الإسلاميّة في هذه الاستبانة وجنسيّاتهم، ووجود فروق ذات دلالة إحصائيّة عند مستوى دلالة 0.01 بين متوسّطات درجات طلّاب الجامعة الإسلاميّة في هذه الاستبانة وأعمارهم. وبين الباحث الدكتور محمد بن زين العابدين رستم، من المغرب، دور التقنية الحديثة في الانحراف بشعيرة الجهاد عن معناها الصحيح جاعلاً من بعض مواقع التواصل الاجتماعي الإرهابية نموذجاً شرح فيه مصطلحات البحث كالتقنية الحديثة، والجهاد ومفهومه الصحيح المؤصَّل في الإسلام، والانحراف بمفهوم الجهاد، ومواقع التواصل الاجتماعي. وتطرق إلى توظيف الجماعات الضالة للتقنية المعاصرة – الشبكة العنكبوتية- لنشر المعنى المنحرف للجهاد ثم درس مفهوم الجهاد المنحرف المنشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي الإرهابية وطرق مكافحة المفهوم المنحرف للجهاد المروَّج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي الإرهابية. وتتواصل اليوم جلسات المؤتمر الذي تستمر أعماله يومين، بمشاركة باحثين ومفكرين من داخل المملكة وخارجها، فيما يختتم المؤتمر بإصدار جملة من التوصيات في عدد من المحاور المتعلقة باستخدامات شبكات التواصل الاجتماعي.

مشاركة :