«صالون الخريف» يعود إلى متحف سرسق بروح غير نمطية

  • 11/24/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يعود «صالون الخريف» بدءاً من مساء اليوم إلى متحف سرسق في بيروت، في دورته الثانية والثلاثين، ويستمر حتى ٢٧ شباط (فبراير) ٢٠١٧. وهو أول نشاطات متحف سرسق منذ افتتاحه العام ١٩٦١، اذ كان يضمّ فنّانين ناشئين ومكرّسين في معرضٍ يتوّج دعوة مفتوحة إلى تقديم الأعمال الفنيّة هي الأطول في لبنان. وعلى هدي «صالون باريس» التاريخي، مثّل معرض الخريف على الدوام مكانًا أتاح للفنّانين عرض أعمالهم الجديدة أمام جمهورٍ عريض، كما أشارت كلّ دورة من دوراته إلى الحال الراهنة للفن وإلى التحوّلات الطارئة في مضماره. وأقيمت الدورة الأكثر تميّزًا العام ١٩٦٤، حين بدت الخطوات نحو التجريد واضحةً جليّة. ويجمع صالون الخريف فنّانين ونقّاداً وجمهورًا فنيًّا عريضًا، في نقاشات وسجالات حيويّة تتناول حال الفنّ في لبنان. يقام معرض الخريف بدءاً من اليوم، مرّة واحدة كلّ سنتين، وذلك كجزء من برنامج متحف سرسق الممتدّ والمتنوّع، والمُتضمّن ثلاثة معارض رئيسة كلّ عام. ويمثّل نموذج التقدّم إلى الدعوة المفتوحة فرصة للمتحف للتعرّف على تشكيلة واسعة من الممارسات الفنيّة التي يعتمدها الفنّانون المقيمون في لبنان، وفرصة للفنّانين الناشئين لتقديم أعمالهم في معرض رئيس في المتحف. ويضمّ صالون الخريف هذا العام ٥٢ فنّانًا يعتمدون مختلف الوسائط، من الرسم إلى الفيديو. يقدّم المتحف كلّ عام جوائز عدّة: «جائزة متحف سرسق»، و «جائزة الفنّانين الشباب المبدعين»، تقدمة هند سنّو لمن يُظهر في مطلع مسيرته الفنيّة تميّزًا واضحًا. وأضاف المتحف في هذا العام، للمرّة الأولى، «جائزة إعجاب الجمهور»، إذ يمكن انتخاب العمل الفنّي الذي يفضّله الزوّار عبر الإدلاء بأصواتهم في المكان المخصّص، قبل مغادرة المتحف. وتتألف لجنة التحكيم التي أوكل إليها اختيار الفنانين المشاركين الذين اختيروا من بين 182 فناناً، من ريم فضّة، وليد صادق، رشا سلطي، هند الصوفي، وكايلن ويلسن - غولدي. وفي حديث إلى «الحياة» أكدت مديرة المتـــحف زينة عريـــضة وكايلن ويلســن - غولدي أن تجاوب الفنّانين مع دعوة متحف سرسق المفتوحة أتاح تنوّعًا كبيرًا في الإجابة عن مسائل الأسلوب، والوسائط، والمهارة، والخبرة، والانخراط السياسيّ، والتطلّعات الفنيّة».   روح تجديدية وأفادتا بأن لجنة التحكيم فوجئت بالوفرة في ميدان الرسم. كما تأثّر أعضاؤها بما بدر من توجّهات تجريبيّة في مشاريع توسّلت الخزف والصور الفوتوغرافيّة المتسلسلة. وفي بيان صدر عن اللجنة: «يودّ اختيارنا الإضاءة على هذه الحيويّة، وأكثر، أن يحتفي بها. فقد أسرتنا تلك الأصوات الجديدة، والاتّجاهات المخــتلفة، وفُتنّا أمام ذلك القَطْعِ في الأعمال الراهنة مع السبل الماضية التي انتهجها في أعمالهم فنّانون مكرّسون، وأمام الملامح الواعدة، تحديدًا في أعمال الفنّانين الأصغر عمرًا وتجربةً». وهنا شدّدت ويلسن - غولدي على أن اللجنة «أرادت إبعاد المعرض عن النماذج النمطيّة والتقليدية، وتناغمنا على نحو خاصٍ مع الأعمال ذات الحدّة العاطفيّة، والإلماحات، والاهتمام المفعم باللون والبُنْيَة، وتلك التي تميل إلى التفكّر في كينونة الفنّانين وظروف حيواتهم، وهذه الكينونة والظروف ترتبط بنا أيضًا، وبالمدينة ومجموع سكّانها». وحول المواضيع الأكثر طرحاً لدى الفنانين المشاركين، قالت كايلين إن الفنانين في غالبيتهم تطرقوا في أعمالهم الى تحوّلات العاصمة بيروت السياسية والاجتماعية وخصوصاً ما يتعلق بقضية النفايات. وأضافت أن هناك ثيمات مهمة طرحها الفنانون تتعلق بالحميمية واستقلال الفرد عن الجماعة والدور الإنساني للفرد في المجتمع، إضافة الى الشؤون المتعلقة بالجندر السياسي والقضايا «الجنسانية» والعائلة والتجريد المحض. أما الفنانون الـ 52 المشاركون في المعرض وهم من مختلف الأعمار (بين 22 و72 سنة)، فهم: بلسم أبوزور، ريما أميوني، ريم عاصي، محمود بعيون، فتاة بحمد، تمارا براج، اتيان بسطرمجي، نيفين بويز، قاسم دبجي، جيمي دبّاغ وكريستين لبّان، رولا دلّي، كريستيانا دي ماركي، مجموعة انغرام، شانتال فاهمي، جوزف فالوغي، كريمة الجيلاني، ريمون الجميّل، سعادة جورج، جيلبير حاج، ديانا الحلبي، عيسى حلّوم، ايمي حنا، عبد القادري، ماريا كساب، ناتالي خياط، بتينا خوري بدر، سيرج اوهانس مانوكيان، ليان ماتس رباط، ادكار مازجي، ريا مازجي، سيمون مهنّا، سمر مغربل، جميل ملاعب، فاطمة مرتضى، مروان مجاعص، عبير المقدّم، طارق مراد، دالا ناصر، عليا نويهض نهرا، إليسّا رعد، جاكو رستيكيان، محمود الصفدي، هلا شقير، ستيليو سكامنغا، أنطوان سويد، هانيبال سروجي، أدليتا اسطفان، لارا تابت، تانيا طرابلسي، كارمن يحشوشي، حسّان زهرالدين، وغادة الزغبي.   منصّة تفاعلية تضم الأعمال المشاركة التي اختيرت من بين 322 عملاً، لوحات ومنحوتات وخزفيات وملصقات وأعمال حفر وتطريز وزخرفة وغواش ونقش تظليلي وكولاج وتصوير فوتوغرافي وتجميع (كولاج) وتجهيزات فنية وفيديو. وهي أعمال كما قالت زينة عريضة «منصّة تفاعلية ومساحة لقاء بين هؤلاء الفنانين والجمهور وفرصة لإطلاع هذا الجمهور المتعطش للفن على أنماط جديدة ومختلفة لمروحة من الفنون». وتشرح كايلين ويلسن - غولدي أن «وسائل الفن ووسائطه وثيماته وطريقة التعبير من خلالها تغيّرت كثيراً منذ أنشئ «صالون الخريف» في العام 1961، كما أن دور متحف سرسق تغيّر أيضاً. لذا يأتي هذا المعرض الذي كان من أعمدة هذا الصرح الفني العريق ليترجم كل هذه التغيرات والتطورات في مجال الفن في لبنان، وفي مجالات التربية والثقافة والبحث والمهنية أيضاً». يبقى أن نتنتظر لنشاهد هذه الأعمال المهمة في المعرض لنقدّر كم هي غير نمطية ومدى تأثيرها في تيار التجديد في الفن المعاصر.

مشاركة :