داخل أحداث مسرحية «سيدتي الجميلة» التى ألفها جورج برنارد شو، واقتبس نصها بهجت قمر وسمير خفاجي، وقام ببطولتها فؤاد المهندس وشويكار، التي ظهرت في دور فتاة متشردة شرسة همجية تُدعى، «صدفة حسب الله بعضشي»، تعيش في حارة شعبية، فيما يسعى المهندس الأرستقراطي، فؤاد المهندس، إلى إعادة تقديمها كفتاة مجتمع راقية. وداخل الحارة الشعبية، التى دارت بها أحداث المسرحية عام 1969، كان هُناك شخصيات في الظل، صنعوا التفاصيل الصغيرة التى أضافت الدفء للمسرحية، وجعلتها حيَّة، ربمّا اشتهرت الشخصيات الأساسية بدءً من شويكار وفؤاد المهندس، وحتى زوزو شكيب، حسن مصطفى، سيد زيّان، ونظيم شعراوي، إلا أن من قاموا بالأدوار الثانوية ساهموا في نجاحها أيضًا. ويرصد «المصري لايت» 9 وجوه لا تُنسى من مسرحية «سيدتي الجميلة»، بترتيب الظهور داخل أحداث المسرحية، وفقًا لموقع «بيانات السينما العربية». 9. «عز الدين إسلام» «فوضت فيك الأمر لله يا بعضشي»، يظهر في بداية المسرحية، واقفًا خلف جدار أسمنتي، تهدّم بعضه فيما بقى البعض الآخر، يقاوم آثار الزمن، إنهُ الممثل، عز الدين إسلام، الذي تفتتح بهِ مسرحية «سيدتي الجميلة» أحداثها، فيما يبقى هو خلف الجُدران، يظهر ويختفي، مثلما سارت حياتُه الفنية فيما بعد، فهو أجاد دور الممثل، خفيف الظل، الذي تميز بالأدوار الكوميدية، التى كانت قليلة جدًا طوال مسيرته الفنية؛ مثل دور مدير المستشفى في فيلم «إسماعيل يس في مستشفى المجانين»، والحانوتي في فيلم «فيفا زلاطه». 8. «محمد يوسف، أسطى عطا» مُرتديًا بدلة السائق، يظهر الفنان، محمد يوسف، داخل أحداث المسرحية، حيثُ يقوم بتوصيل الفنان، حسن مصطفى، إلى الحارة الشعبية، وسط وصلات كلمات لا تنتهي أبدًا، فيصل الحال بالطرف الآخر لأن يقول لهُ في النهاية: «يا أسطى عطا أنت سواق وبس، أنت حشري ليه؟». محمد يوسف، فنان كلاسيكي، ولد في 27 يونيو 1928، وكان أحد أعضاء فرقة «ساعة لقلبك»، حيثُ جسد شخصية المعلم، إلى أن انفصل عن الشخصية واتجه للعمل في المسرح، وما لا يعرفه الكثيرون أنه عمل أيضًا بالتدريس، بجانب مسيرته الفنية خلال مشاركته في عدة مسرحيتها، أبرزها «حواء الساعة 12»، «نمرة 2 يكسب»، و«دوّر على غيرها». تواصلت أدوار الفنان، محمد يوسف، فيما بعد على غرار دوره في مسرحية «سيدتي الجميلة»، أدوارا صغيرة لكنها لا تُنسى ولا يُمكن أن تمحى من الذاكرة، مثل دوره البارز في فيلم «صاحب صاحبُه»، حينما قام بدور «عم زرجينة» عام 2002، بصحبة الفنان، محمد هنيدي، وأشرف عبد الباقي، فعرفه أجيال الألفية قبل أن يتوفى في فبراير 2004. 7. «علي المعاون، صاحب الخمارة» في بداية الأحداث، وداخل الحارة الشعبية أيضًا، ظهرت «الخمارة» كعُنصر أساسي في بناء ديكور المسرحية، وكانت «الخمارة» مملوكة لصاحبها الفنان، علي المعاون، والذي قام بأحد الأدوار الثانوية داخل المسرحية، ولكنها كانت مميزة أيضًا بسبب المشاجرة التى بدأت بينهُ وبين عم لولا الطُرشجي. وعن مسيرة الفنان، علي المعاون، فيما بعد، يُذكر أنه أدى دورًا لا يُنسى في تاريخ السينما المصرية، خلال أحداث فيلم «الكرنك»، 1975، حيثُ أدى دور «فرج»، مخبر أمن الدولة الذى أدى مشهد الاعتداء الشهير على سُعاد حسني، داخل أحداث الفيلم. 6. «فهمي أمان، عم لولا الطرشجي» وبجانب الخمارة، كان يجلس «عم لولا الطُرشجي» أمام دكانه، يتشاجر مع صاحب الخمارة، ويرُد على سلامات أهالي الحارة، ممن يمرون أمامه قائلين: «أهلاً يا عم بنجر»، كنوع من السخرية التى تُضيف بعدًا كوميديًا خلال أحداث المسرحية. أما صاحب دور «عم لولا الطُرشجي» هو الفنان، فهمي أمان، ممثل مصري ولد في 26 أكتوبر 1902، عمل بالعديد من الفرق المسرحية منها فرقة «الريحاني» و«المهندس». عرف أكثر عندما تقدم في السن، واشتهر بشخصية الرجل العجوز، خفيف الظل، الذي يغلب على صوته الخنف، مثل الدور الذي أداه في مسرحية «سيدتي الجميلة»، واستكمله في أفلام أخرى بنفس النمط والشخصية. ويعد من أبرز الأفلام التى شارك بها الفنان، فهمي أمان، «الزوج العازب»، «لوكاندة المفاجآت»، إلى أن توفى في 8 أكتوبر عام 1976. 5.«سمير ولي الدين، شحتة النشال» «مش عاجبك ياللي بتحلق قفاك برغيف، ودقنك بصباع محشي»، هكذا كانت تتشاجر شويكار، مع «شحتة» النشال داخل أحداث المسرحية، ورغم جسمانه الضخم، لم يستطع أن يجاريها، تلك هي الشخصية التى قام بها الفنان، سمير ولي الدين، والد الفنان، علاء ولي الدين. يعرف الفنان، سمير ولي الدين، بأنه ممثل مصري، مولود لأب أزهري، اكتشفه عبدالرحمن الخميسي، وضمه إلى فرقته، عمل بالمسرح والسينما، اشترك في عدة مسرحيات منها «أصل وصورة»، «شفيقة القبطية»، و«درب العوالم»، لكن ظلّ دوره الأبرز «الشاويش حسين» في مسرحية «شاهد مشافش حاجه». 4. «عصمت رأفت، مدام شجرة الدُر» أطلقت عليها شويكار لقب «أم 44»، داخل أحداث المسرحية، حيث امتازت بشخصية السيدة، صارمة الملامح التى توجد داخل بيت بطل المسرحية، الفنان، فؤاد المهندس، باسم «مدام شجرة الدر». و«مدام شجرة الدر» هي عصمت رأفت، ممثلة مصرية ذات أصول فرنسية، درست في باريس، وبدأت نشاطها الفنى سنة 1954، بعد أن انهت دراستها وانضمت إلى الفرقة القومية ومن بعدها انتقلت إلى فرقة اسماعيل ياسين حتى سنة 1959. استكملت عصمت مسيرتها الفنية بسلسلة أدوار ثانوية، تدور حول السيدة الأجنبية، التى تتعثّر اللغة العربية على لسانها، فتخرُج شبه أجنبية، ومن أبرز أدوارها دور «ماريانا»، صاحبة بنسيون ميرامار، في الفيلم الذي يحمل نفس الاسم، وفيلم «مدرسة البنات»، و«حدوتة مصرية». كما أنها عملت مذيعة ومعدة برامج بالإذاعة المصرية، وتحديدًا في البرنامج الأوروبي، بجانب قيامها بترجمة الأعمال المسرحية إلى اللغة الفرنسية واخراجها للإذاعة، ذلك بالإضافة إلى عملها الأساسى وهو الترجمة الفورية فى المؤتمرات الدولية فى الداخل والخارج وهى من ضمن الممثلين المؤسسين لمسرح التلفزيون سنة 1960. 3. «فاطمة التابعي، راقصة استعراضات» لم يكن اختيار أصحاب الأدوار الثانوية فقط داخل مسرحية «سيدتي الجميلة» يدور بعناية، بل من يأدون الرقصات الاستعراضية، فكانت من بينهم، الممثلة المصرية، فاطمة عبده محمد التابعي، الوجه التسعيناتي الشهير باسم «فاطمة التابعي»، فكانت ترقُص ضمن فتيات الصف الأول من الاستعراضات، ولم تصل لدور ممثلة ثانوية، وبالرغم من ذلك استطاعت أن تكون وجه مميز لا يُمكنك أن تنساه بسهولة. وعن مسيرتها الفنية، ولدت فاطمة التابعي في عام 1953، حصلت على درجة البكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية في عام 1978، وركزت جهودها بشكل كبير في الدراما التليفزيونية، ومن مسلسلاتها: «محمد رسول الله إلى العالم»، «الحضارة العربية الاسلامية»، «شارع المواردي»،و«الطاحونة»، كما مثلت في بضعة أفلام، منها: «محطة الأنس»، «ألف بوسة وبوسة»،و«تل العقارب»، وفي منتصف التسعينيات، اعتزلت فاطمة الفن وارتدت الحجاب. 3. «هدى زكي، جلبهار هانم» أدت الفنانة، هدى زكي، ابنة الممثل، زكي إبراهيم الفيومي، دور «جُلبهار هانم»، المرأة الارستقراطية، داخل أحداث مسرحية «سيدتي الجميلة»، ورغم قلة ظهورها، إلا أن من شاهد المسرحية، لا يستطيع أنّ ينسى جُلبهار هانم، وابنها، مجدي. يقول الكاتب، محمود عبد الشكور، في كتابه «وجوه لا تُنسى»: «كُنت أظن في طفولتي أنها تعاني عبطًا وبلاهة حقيقية، فهي أجادت دور البلهاء، بضحكتها المميزة، وصوتها الخشن، كمّا كانت تلعب دور في حلقات (عادات وتقاليد)، الشهيرة في السبعينيات، حيثُ تقوم بدور ناعسة الابنة البلهاء، للستْ حفيظة، عقيلة راتب، وفي أحداث المسلسل، أطلق السنطاوي على زوجته البلهاء، اسم (الهم الثقيل)، حيثُ توقعه دائمًا في مصائب مختلفة». ومن الملاحظ أن هدى زكي كانت تختفي لفترات طويلة، ثُم تظهر من جديد في عمل مُميز، فرغم اختفائها، نجحت في أن تبقى في الذاكرة لدى المشاهدين، مثلاً في دور خادمة فاتن حمامة، في مسلسل «ضمير أبلة حكمت»، واستكملت هدى زكي، حياتها هكذا، تظهر وتختفي، ثُم تظهر وتختفي، حتى توفيت في عام 2014. 1. «أحمد شكري، ابن جولبهار هانم» أما دور ابن جولبهار هانم، فكان يؤديه الفنان، أحمد شكري، والذي تمحور أداءه حول الفتى الطائش، المفتون بالسيدات، فلا تمُر أمامه سيدة إلا ويُلاحقها بسيل من الإعجاب يبدأ بـ «بحبك بحبك بحبك» ولا ينتهي، وكانت شكوى والدته الدائمة، جولبهار هانم، لصديقاتها «أهو طول النهار كده، يخلص من بنت، يقابل التانية». وعن مشوار الفنان، أحمد شكري، فهو ممثل مصري، عمل بالسينما والإذاعة والتلفزيون، واشترك مع فؤاد المهندس وشويكار في أكثر من عمل، كما عمل في مسلسلات التليفزيون مثل «أرض النفاق» عام 1975، و«الوتد» عام 1996.
مشاركة :