أسعار النفط العالمية تحت وطأة ارتفاع الإنتاج

  • 11/25/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تتوقع الأسواق أن تتمكن «أوبك» من تحقيق موجة صعودية على المدى القصير، لكن ما لم يتم التوافق حول خفض حقيقي ومستمر، فإن ضعف أساسيات السوق سيؤدي إلى بقاء هذه الموجة فترة قصيرة. ارتفعت أسعار النفط مجدداً قرب مستوى 50 دولاراً للبرميل مع تزايد تفاؤل المستثمرين حيال اتفاق «أوبك» لخفض الإنتاج وتحسن احتمالات توافق الأعضاء حول خطة مشتركة قبل اجتماع المنظمة نهاية الشهر الجاري في فيينا. وعرض العراق ثلاثة مقترحات على أعضاء المنظمة، في إشارة إلى استعداده التفاوض بعد أسابيع من الخلافات حول بيانات الإنتاج وحصص الخفض المقترحة لكل دولة، بحسب تقرير لموقع «أويل برايس». «أوبك» تحرك الأسعار ظلت تفاصيل مقترحات بغداد سرية لكن بدا المسؤولون العراقيون على استعداد للتعاون، وقال وزير النفط عبدالجبار اللعيبي، إنه يجب عدم النظر إلى مطالب العراق المشروعة باعتبارها عقبة أمام اتفاق جديد لتجميد الإنتاج. وأصبح العراق أكثر تفاؤلاً بشأن التوصل إلى اتفاق عادل يأخذ بعين الاعتبار مصالح الجميع، ويحد من تخمة المعروض، وفقاً لـ«اللعيبي»، بينما أبدى مسؤولون من إيران ونيجيريا وروسيا مرونة بشأن التوافق حول خطة مشتركة. وارتفعت أسعار النفط حوالي 4 في المئة يوم الاثنين على خلفية هذه الأنباء، ليقترب سعر برميل النفط من 50 دولاراً، في إشارة إلى نجاح «أوبك» مجدداً في تحريك السوق. ووفقاً لتحركات «أوبك» رفع بنك «غولدمان ساكس» توقعاته لمتوسط سعر النفط إلى 55 دولاراً للبرميل خلال النصف الأول من العام المقبل بدلاً من التقدير السابق، الذي تراوح بين 45 و50 دولاراً للبرميل. وأكد محللو «غولدمان ساكس»، أن هناك مبررات قوية لمنتجي النفط منخفض التكلفة للمضي قدماً في تفعيل اتفاق للحد من المخزونات. مخاوف واحتمالات لم يتسع نطاق التفاؤل داخل سوق العقود الآجلة للنفط حتى الآن، وكثفت صناديق التحوط وغيرها من المؤسسات، التي تدير الأموال رهاناتهم على أسعار الخام قبيل اجتماع «أوبك» الأسبوع المقبل. وأشارت «بلومبرغ» إلى أنه بحلول منتصف الشهر الجاري بلغ تقلب أسعار النفط أعلى مستوياته في سبعة أشهر، ووصلت الرهانات على العقود الآجلة إلى 1.47 مليون عقد، وهو أكبر حجم تداول خلال 10 سنوات تقريباً. وارتفعت أسعار النفط منذ منتصف نوفمبر، مما يشير إلى أن بعض المتعاملين ربما يقتربون من المراكز المكشوفة بدافع من التفاؤل حيال فرص نجاح اتفاق «أوبك». ويلاحظ في الوقت ذاته أن منحنى العقود الآجلة ليس جيداً بما يكفي، وسط إشارات على توقع السوق استمرار وفرة المعروض العالمي من النفط. بمعنى آخر، تتوقع الأسواق أن تتمكن «أوبك» من تحقيق موجة صعودية على المدى القصير، لكن ما لم يتم التوافق حول خفض حقيقي ومستمر، فإن ضعف أساسيات السوق سيؤدي إلى بقاء هذه الموجة لفترة قصيرة. إحياء الصخري تنتج «أوبك» حالياً بأكثر من مستويات سبتمبر/ بحوالي 236 ألف برميل يومياً، مما يعني أنها بحاجة لخفض يتراوح بين 600 ألف برميل و1.1 مليون برميل يومياً لتحقيق مستهدف اتفاق الجزائر.علاوة على ذلك، تشير أحدث التقارير إلى أن «أوبك» تناقش خطة لخفض الإنتاج لمدة ستة أشهر وليس سنة، ما يستدعي قليلاً من التضحية من أعضاء المنظمة حال عدم مشاركة إيران والعراق في الخفض. بطبيعة الحال، إذا انتهت فاعلية اتفاق خفض الإنتاج بعد 6 أشهر فحينها ستكون المجهودات المبذولة غير كافية لتحقيق التوازن المطلوب للسوق. وبافتراض أن «أوبك» ستجري تخفيضات جوهرية ومستدامة فمن المرجح نجاحها في رفع أسعار النفط، لكن ذلك قد يعيد صناعة النفط الصخري إلى الحياة حال وصل سعر البرميل قرب 60 دولاراً. حتى مع قرب الأسعار من مستوى 50 دولاراً عاودت منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة ارتفاعها، بزيادة بلغت 200 منصة منذ مايو، لذا فمكاسب هذا القطاع تعتمد بالأساس على دفع «أوبك» للأسعار.

مشاركة :