فأووا إلى الكهف / أين جحر الضب؟ - إسلاميات

  • 11/25/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في كثير من الأحيان أتمنى لو أن الأمة الإسلامية قد وجدت جحر ذلك الضب الذي دخله المشركون فتقدموا وتطوروا حتى ندخل من خلفهم لكي نحظى ببعض النصيب مما أخذوه في دنياهم، وفي بعض الأحيان أقف مندهشاً أمام المشركين حين أراهم يأخذون بجميع الأسباب المادية لنيل ما يريدون وما يحلمون، لكني بعد ذلك ألجم اندهاشي وأقول بأنهم مشركون وينبغي علينا ألا نركض خلف ما يقومون به فهو شرك محض وأن الله لن يفلح عمل المشركين. ولا تكاد دموعي تقف من الضحك تارةً ومن الحزن تارةً أخرى على حال مجتمعاتنا التي تسمي نفسها بأنها إسلامية المنشأ وتتفاخر بعقيدتها الصافية حين علقت آمالها على تفسير الأحلام التي تراها في منامها، فمقولة (خيراً رأيت) هي المهدي المنتظر الذي سيخلص الأمة من جهلها ويجعلها في عليين، ولم تقف تلك المجتمعات محترمة عند تفسير الاحلام بل اتجهت نحو (العين) لكي تعلق عليها كل اخفاقاتها وفشلها، حتى أصبحت تلك ثقافة مغروسة في الأسرة والأفراد، فأول ما يتبادر إلى لسان الفاشل هو اصابته بالعين، وتجده في نفس الوقت قد هجر كل الاسباب المادية التي كان يجدر به الاخذ بها لكي ينال التوفيق من رب العالمين. فمن المفارقات العجيبة في حال أمتنا اليوم أن تركت الأسباب جانباً وفي نفس الوقت ترفع أكفها طالبةً النصر والتأييد والتقدم والرفعة من رب العالمين، ولو أنهم نظروا لواقع المشركين وكيف هم محيدون لتلك الأوهام والأمراض النفسية الانهزامية عن حياتهم العملية وسعيهم لكسب الرزق وطلب العلم ونيل الصدارة بين الامم لفعلوا خيراً بأنفسهم، ولكنهم تصدروا من خلال أئمة وعلماء تسموا باسم الدين وأصبحوا يتاجرون به لكسب العيش من خلال الرقية الشرعية والقراءة على الماء والزيت حتى امتلأت السماوات والأرض وما بينهما بتخلف الأمة وجهلها. إن اليقينيات المتواترة لدينا بأن النصر والتمكين لأمة القرآن لن تتحقق طالما أن حياتنا تبدأ بتفسير للأحلام وتنتهي بشماعة الاصابة بالعين، وبينهما رجل دين مرتزق يبحث عن فرصة استثمارية على حساب أمته.

مشاركة :