تقول أحزاب يسارية متطرفة وقومية يمينية معارضة للاتحاد الأوروبي إن سيطرة روسيا على القرم وضمها لها كان نتيجة خطأ الاتحاد الأوروبي الذي عرض على أوكرانيا علاقات أوثق. ربما توحدت الحكومات الأوروبية وسياسيو التيار الرئيسي للتنديد بسيطرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود. إلا أن الحركات الشعبوية التي تتطلع إلى تحقيق مكاسب كبيرة في انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو أيار القادم ترى أن بروكسل هي من تتحمل القدر الأكبر من اللوم. ومن غير الواضح ما إذا كان تعاطفها مع موسكو سيساعدها أم سيضرها في الانتخابات. وقلما تركز الانتخابات على السياسة الخارجية وفي أحيان كثيرة تحقق الأحزاب المحتجة أفضل نتائجها في حالة الإقبال المتدني على التصويت والمتوقع على نطاق واسع في الانتخابات القادمة. ويعد زعيم حزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف هاينز كريستيان ستراخ الأكثر وضوحا في انحيازه لبوتين وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه قد يتصدر الانتخابات الأوروبية في النمسا. وقال هذا الأسبوع عن الاستفتاء الذي أجري في القرم في ظل الاحتلال الروسي "يتعين على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي نتيجة استفتاء القرم." لكنه وصف العقوبات التي أعلنت في غضون ذلك بأنها "مهزلة". وقال ستراخ إنه اجتمع مع بوتين في فيينا "ووجد أنه رجل دولة مستقيم جدا ومثيل للاهتمام." لكن بعض حلفاء ستراخ في اليمين المتطرف المعارض للاتحاد الأوروبي لا يشعرون بارتياح لربط أنفسهم بهذا الوضوح بالرجل القوي في روسيا. وأقرت مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي بأن بوتين "قاس بعض الشيء" ودعت إلى حل من خلال التفاوض في القرم. لكنها أوضحت أيضا أن الاتحاد الأوروبي يتحمل معظم اللوم في التسبب في الأزمة. ويعارض اليمين المتطرف توسيع الاتحاد الأوروبي في اتجاه الشرق باعتباره هاوية بلا قاع لأموال دافعي الضرائب ومصدرا للهجرة غير المحكومة. وقال حزب البديل لألمانيا إن على الاتحاد الأوروبي وقف "ردود أفعاله المجنونة للانقاذ" في أوكرانيا وأن يدرك أنه لا يستطيع تقديم حل لمشكلاتها. ونأى خيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية الهولندي المعارض للاتحاد الأوروبي والشريك السياسي للوبان بنفسه عن التحركات العسكرية الروسية لكنه قال إن الاتحاد هو الذي ارتكب الخطأ الأول وكان مخطئا حين دخل في مواجهة مع موسكو. واتهم حزبه -الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه قد يحتل المركز الأول في هولندا في انتخابات البرلمان الأوروبي- الاتحاد الأوروبي "بسكب الزيت على النار" بعرضه اتفاقية شراكة على أوكرانيا ليزيد التوترات بين الجماعات المختلفة لسكان أوكرانيا. واتحدت أحزاب اليمين المتطرف في معارضتها لعقوبات الاتحاد الأوروبي ضد موسكو التي يمكن أن تضر بالاقتصادات الوطنية في أوروبا. وعلى صعيد يسار ما بعد الحقبة الشيوعية فإن بعض الأحزاب تؤيد صراحة جانبا من التبرير الذي قدمه بوتين للتدخل العسكري. واتهم حزب التحالف اليساري الراديكالي اليوناني (سيريزا) المتوقع أن يأتي في المرتبة الأولى في الانتخابات الأوروبية الاتحاد بإضفاء الشرعية على إلغاء الديمقراطية في أوكرانيا ومساعدة "الفاشيين" مكررا وجهة نظره بأن بروكسل فرضت إجراءات تقشفية بطريقة غير ديمقراطية على أثينا في غمرة أزمة الديون في منطقة اليورو.
مشاركة :