حذر الملك عبد الله الثاني من أن «أي تقسيم لسورية سيخلق مشاكل خطرة للشعب السوري والمنطقة برمتها»، مشدداً على أن «كل سيناريوات التقسيم كارثية النتائج». واعتبر أن التقسيم والتفكك «سيُنتجان كيانات هشة تشكل عبئاً أمنياً وبشرياً على جيران سورية وقد يغذي ذلك توجهات انفصالية خطرة في المنطقة». وكان العاهل الأردني يتحدث إلى «الحياة» التي التقته في عمان عشية انعقاد القمة العربية المقررة في الكويت. (نص الحديث ص 5) وشدد الملك عبد الله الثاني على ضرورة ضمان وحدة سورية و «إنجاز حل سياسي وعملية انتقالية وسلمية شاملة بما ينقذ سورية ويجنبها والمنطقة مزيداً من العنف والفتنة والخراب»، لافتاً إلى تصاعد المخاطر الإرهابية مع استمرار النزاع ومشيراً إلى أن «أكثر من ستين جنسية تقاتل في سورية». سألت «الحياة» العاهل الأردني عن انطباعاته بعد لقائه الأخير مع الرئيس باراك أوباما الذي استغرق ساعتين ونصف الساعة. قال: «كان الرئيس أوباما واضحاً في تأكيده على العلاقة التاريخية والاستراتيجية بين الولايات المتحدة وأصدقائها من الدول العربية وحرصه على أمن المنطقة واستقرارها». وأشار إلى أن «الإدارة الأميركية واضحة في ربط موضوع الحوار مع إيران بسقف زمني محدد وبحسب النتائج». وشدد على «أن تعزيز العلاقات وتقارب وجهات النظر بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة هو مدخل مهم لاستقرار المنطقة». وأضاف: «آمل أن توفر زيارة الرئيس أوباما المقبلة (إلى السعودية) نافذة لإحراز تقدم إيجابي في مسائل ترتبط بعملية السلام والوضع في سورية. ومن الضروري والمفيد استماع الإدارة الأميركية إلى آراء ووجهات نظر الأشقاء في المملكة العربية السعودية فهي الدولة العربية الأكثر تأثيراً». وشدد على أهمية الدور المحوري لمصر في استقرار المنطقة، لافتاً إلى أن الوضع فيها يتطلب «قيادة قوية تتمتع بثقة غالبية المصريين وحكيمة وقادرة...»، داعياً إلى تطبيق «خريطة الطريق» ومعتبراً «أن الشعب المصري سيُقرر، والتاريخ سيُبين من عمل لمصر ومن عمل ضدها». وتطرق إلى الوضع في لبنان متحدثاً عن مؤشرات مقلقة. وقال: «قلبنا على لبنان ومعه لأنه الأكثر تأثراً من الأزمة السورية في ظل تركيبته الديموغرافية». ولاحظ «أن تركيبة لبنان لا تحتمل من أي طرف لبناني أن يتدخل في الأزمة السورية فيُقحم كل لبنان في تبعات هذه الأزمة». وبعدما شدد على أن حل الدولتين هو الحل الوحيد، وقال إن الأردن سيقبل بما يتفق عليه الفلسطينيون والإسرائيليون تحت رعاية أميركية «وبما لا يمس سيادة الأردن بالتأكيد وبما يضمن السيادة الفلسطينية الكاملة». وعن وجود سرب من الطائرات الأميركية في الأردن وبطارية صواريخ «باتريوت»، قال: «علينا مسؤولية حماية الأردنيين... فالحيطة الآن أفضل من الأسف لاحقاً لا قدر الله»، مضيفاً: «كيف يمكن أن نطمئن والإقليم من حولنا ملتهب». وعن احتمال انعكاس الأزمة في أوكرانيا على الوضع السوري، حذر العاهل الأردني من «أن أي إهمال للأزمة السورية أو تباطؤ في معالجتها سيزيد من تعقيداتها وستصبح أكثر صعوبة وخطورة وسيدفع المجتمع الدولي بأسره الثمن».
مشاركة :