«حراج المواسم» :صمود على رغم السلبيات... وازدهار موقت

  • 3/22/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

المتجه إلى سوق الصواريخ في مدينة جدة يحتاج إلى مركبة رباعية الدفع، لوعورة الطريق ولأنها مليئة بالحفر والتحويلات، ودائماً ما يكون مزدحماً في أوقات الذروة، إذ إن السوق تقع على الطريق الرئيس الذي يسلكه سائقو الشاحنات للذهاب إلى الميناء، إضافة إلى كثرة مرتادي السوق ما سبب اختناقات مرورية عند مدخلها، وافتقارها لمواقف المركبات. كل هذه السلبيات لم تقلل من قيمة السوق لدى مرتاديها الذين تحملوا كل هذه الصعاب والمعاناة من أجل قضاء بضع ساعات في سوق الصواريخ، والتي يعدها البعض أكبر سوق على مستوى الشرق الأوسط، لتميزها بمساحة كبيرة ووفرة منتجاتها، فقاصدها لا يحتاج إلى أن يقصد سوقاً أخرى، فكل ما يفكر في شرائه موجود في مكان واحد وبسعر مخفض مقارنة بالأسواق الأخرى. وما تتميز بها مجاراتها للمواسم العامة، فقبل المدارس تمتلئ البسطات بالأدوات المدرسية وملحقاتها، وفي فصل الشتاء تسيطر ملابس الصوف على البسطات ويعرض كل صاحب بسطة أجمل ما لديه من مضادات البرد القارس، إضافة إلى تنوع المحال وكثرتها وتنوع البضاعة الموجودة فيها، ما يعني تميز كل محل عن الآخر وإتاحة خيارات أكبر للعميل. هذه المميزات جعلت السوق ملجأً للتجار المقبلين من جميع أنحاء العالم، إضافة إلى المعتمرين والحجاج الذين جعلوا السوق مزاراً يقصدونها لشراء الهدايا والمستلزمات الشخصية، ما كوّن شهرة عالمية لهذه السوق حتى خارج السعودية، فأصبحت منارة يوصّى المسافرون بزيارتها والتبضع منها. «سوق الصواريخ» رغم الرواج الكبير لها في جدة وخارجها، إلا أن وضع السوق غير مؤهل لمرتاديها، ما يجعلهم يترددون كثيراً في الذهاب إليها، ما دفعهم إلى المطالبة بتشكيل إدارة خاصة للسوق لتنظم العمل فيها ورفع منسوب الأمان، خصوصاً مع تزايد ظاهرة الحرائق فيها والتي تلتهم في كل مرة أجزاءً كبيرة منها. وفي الأونة الأخيرة بدأت العمالة الوافدة في بسط نفوذها على السوق، في ظل غياب الرقابة عنهم، حتى أصبحوا مسيطرين عليها بشكل شبه كامل، وهم المتحكمون في أسعارها وما يعرض فيها من بضائع. ومن نتائج هذه السيطرة إغراق السوق بالبضائع المستعملة، فظهرت أكوام الملابس المستعملة المعروضة للبيع، فساتين الزفاف المعروضة للإيجار، قطع غيار المركبات النادرة، أدوات السباكة والنجارة، ومستلزمات المنازل والتي تتوافر بأسعار زهيدة ربما تصل إلى ربع القيمة الحقيقية لها.     السعوديةجدةسوق الصواريخ

مشاركة :