"غريبو الأطوار" أو "الجيكس" هي من المصطلحات المتعارف عليها عالمياً لوصف مبرمجي الكمبيوتر ومطوريه "الفئة الأكثر استهدافاً" من فعاليات تحدي "هاكاثون" مسك 2016 المقام حالياً في مدينتي الرياض ولندن تزامناً، لتقديم ابتكارات تقنية طبية بأفكار وسواعد شبابية، تسهم في مداواة وتطبيب آلام الكثير حول العالم.   ورغم أن مصطلح "هاكر" الذي تأتي منه تسمية هذا التحدي يوصف بها في الأساس المبدعون في مجال الترجمة والتطوير، إلا أن المصطلح بحكم إساءة الاستخدام تحور إلى معنى سلبي غير محبب في حين الأصح هو تسمية المخترقين المسيئين "كراكرز" وهذا ما يتلافاه متحدثو اللغة الإنجليزية بينما ما نزال نقع فيه عربياً يختم مصعب.   أما سبب هذه التسمية فيرجع لصورة ذهنية مسبقة عن هؤلاء المبرمجين تقدمهم كأشخاص لا يجيدون التواصل الحقيقي بوصفهم أشخاصاً غير اجتماعيين يحبون العزلة ويفضلون أجهزتهم وتطبيقاتهم الافتراضية على الواقع.   هذا فضلاً عن هيئات لا تواكب أحدث اهتمامات الشباب ممن هم في أعمارهم على مستوى الشكل والملبس ،إذن فلماذا هذه الصورة؟ وهل هي صحيحة أم لا؟ كلها أسئلة تنفيها صور التواصل الواقعي والتعاون الجماعي المشترك بين فرق "هاكاثون" مسك 2016، ومع ذلك تبقى أسئلة مشروعة.   ويقول ناصر الشاب المتخرج حديثاً من كلية علوم الحاسب تخصص برمجة "نعم قد نكون مختلفين بحكم بعض اهتماماتنا، ولكننا لسنا بالضرورة غريبي أطوار في كل أمورنا"، مضيفاً: هي صورة ذهنية عالمية، تجد من يغذيها ويكرسها من الشباب المبرمِج ذاته حين يتقمص بوعي أو بلا وعي هذه الصورة لبعض المشاهير كـ"بيل جيتس أو ستيف جوبز"، لدرجة أصبحت معها هذه الصورة من باب الموضة التي يتهافت عليها شباب لا علاقة لهم بالبرمجة، لا من قريب ولا من بعيد.   و"أفنان" مطورة ومحللة نظم تتحدث عن البرمجة "طريقة تفكير أكثر منها حالات عزلة غرائبية لأن بعض المبرمجين بوصفهم مبدعين يحتاجون للحظات تأمل ذاتية في أعمالهم أكثر من غيرهم، للخروج بابتكارات أكثر إتقاناً، ما يجعلهم عرضة للانتقاد، بل والتهكم في بعض الأحيان".   ويتداخل مصعب في الحديث حيث يقول:"هم من يظنون أن الهاكر بالضرورة شخص مخترق للخصوصيات والحقوق، سيئ السمعة والأغراض". إلى هذا يبقى تعليم البرمجة ولغاتها المتعددة منذ الصغر مطلباً عالمياً وفقاً لكثير من المختصين كما يقول مُؤسس شركة أبل "ستيف جوبز" قبيل وفاته، حيث يقول "يجب تعليم البرمجة لجميع المواطنين في أمريكا لأنها تُعلِمهم كيفية التفكير" وهو ما حدث فعلياً عن طريق مبادرة code.org التي دعمها الرئيس الأمريكي نفسه.   وأخيراً يبقى الأمر الذي تبنته "مسك الخيرية" اليوم محلياً باحتوائها لشباب لطالما تم تجاهلهم على المستويين الإعلامي والمهني خطوة في الطريق الصحيح.