ثبات التشكيلة والجهاز الفني في التعاون عاصفة التغيير تجتاح الرائد بعد الدور الأول قراءة - غالب السهلي يلتقي قطبا مدينة بريدة فريقا التعاون والرائد اليوم في مباراة مختلفة نوعيا عن باقي المباريات التي جمعتهما خلال السنوات الأخيرة، ذلك لأن المباراة تحدد مصير كل طرف نحو هدفه الذي باتت بوادره تلوح من نقاطها الثلاث . التغيير الحاصل في ديربي القصيم هذا الموسم سببه طموح الفريقين الذي يجتمع لأول مرة في منافسات الدوري، حيث كانت مباريات الفريقين الدورية منذ عام 1406 تحدد مصير طرف واحد إما صعود للممتاز أو هروب من الهبوط ، فالرائد الذي يستضيف التعاون في مباراة الدور الثاني من دوري عبد اللطيف جميل هذا الموسم يبحث عن طوق النجاة من مغبة الهبوط، والتعاون يبحث عن أمل التأهل كرابع الفرق السعودية لبطولة آسيا للأندية المحترفة، وهذا الأمر يدفع مباراة اليوم لأن تكون ذات شحن إعلامي وجماهيري، وانتظار وترقب من عشاق الفريقين ومن المتابعين. إنها المباراة المفضلة لكل تعاوني وكل رائدي، كيف لا وهي تجمع فريقين يملكان طموح الفوز الحافل بالإثارة والندية ونظراً للتنافس الواقع فيها والشحن الإعلامي فإنها تأتي دائماً بمستويات مبهرة حتى وإن كان أحد الفريقين ليس بمستوى الآخر، ولكنها تبقي شيقة وفيها من الندية ما يجعلها جاذبة للجمهو والمتابعين. حالة خاصة كل فريق أعطي اهتماما واستعدادا غير عادي لهذه المباراة إن كان على المستوى البدني أو التكتيكي من عمل مدربين واستعداد إداريين، لأنها حالة خاصة فيها من الكبرياء وحب السيطرة وعوامل قد تكون غير كروية أحيانا، وصراع على التميز مما يدخل المدينة (بريدة) في تنافس كروي يعطي كرة القدم المتعة المصحوبة بقليل من القوة المشروعة على أرض الملعب، والنقطة الإيجابية هي إن التاريخ سيتحدث بعد نهاية المباراة عن عمل مقارنة الفريق الفائز بالفريق الخاسر، فالفائز سيقلص فرص الخاسر لتحقيق ذاته ، إذ يعتبر فوز الرائد خطوة جيدة نحو البقاء في الوقت الذي سيقلص فرصة التعاون في بلوغ الآسيوية، وفي المقابل فوز التعاون سيزيد فرصه ببلوغ المركز الرابع وسيعمق من جراح الرائد الذي سيعاني في رحلة البحث عن البقاء لتقلص الفرص. تباين استعدادات الرائد من خلال لعبة مباريات رسمية يكون استعداده أكثر من غريمه التعاون حيث لعب الرائد أولا مع فريق الجهراء الكويتي وفريق صحم العماني ضمن منافسات البطولة الخليجية، كما لاعب فريق هجر ضمن بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين وكان خلالهما ذا حضور مميز. أما التعاون فقد لعب مع فريق الطائي ضمن منافسات كأس خادم الحرمين الشريفين فيما اكتفى إلى جانب تمارينه الخاصة لمباراة اليوم باللعب وديا مع الفيصلي ثم مع فريق التعاون الأولمبي معتمدا على الإعداد غير المرهق. هذه التحضيرات تعتبر خلال فترة توقف الدوري الحالية والتي تنتهي اليوم، مما يعني أن الإعدادات أخذت مدة طويلة قد تكون مفيدة بالنسبة للرائد تحديدا الذي خاض تجارب متنوعة أكثر من غريمه التعاون الذي اعتمد على جانب التحضير البدني، في حين تكون سلبية إذا ماجاء الحديث عن منطقية أن تلك المباريات قد ترهق الرائد، أما التعاون فقد يكون عمل على تعزيز جوانبه الفنية وتجهيز لاعبيه لياقيا وذهنيا. تغييرات قبل الديربي بعد مباراة الفريقين في الدور الأول والتي انتهت تعاونية 2ـ1 كان فريق التعاون في حال أفضل من غريمه الرائد، ذلك أنه استمر في تقدمه نحو المراكز المتقدمة وقدم مستويات جيدة نالت استحسان الشارع الرياضي السعودي، حيث حقق المركز الثالث في مرة وفي مرات المركز الرابع وحاليا يقبع في المركز الخامس وينافس بقوة لانتزاع المركز الرابع. والفريق لم يغير في جلده حتى خلال فترة التسجيل الشتوية حيث ثبت على جهازه الفني بقيادة المدرب توفيق روابح (جزائري)، ولم يسجل أي لاعب سواء محليا او أجنبيا بل بقي على نفس عناصره التي استعد بها للدوري ثم لعب بها جميع مبارياته الماضية. في المقابل طرأت متغيرات عديدة في فريق الرائد بعد ذلك اللقاء ، حيث عاش الفريق حالات فنية متفاوته لم يكن خلالها قادرا على السير نحو المراكز الآمنة وخاصة في بداية الدور الثاني الذي يعتبر أكثر تأزما حينما تم الاستغناء عن مدرب الفريق نور الدين بن زكري (إيطالي الجنسية جزائري الأصل) بعد أن دعت الحاجة للاستغناء عنه وتوكيل المهمة للمساعد حاتم السالمي (تونسي) الذي حالفه بعض الحظ للتجديد ، ليأتي الآن الدور على المدرب مارك بريس (بلجيكي) وهو ليس بالغريب عن الدوري السعودي فقد كان قبل ذلك يدرب فريق الفيصلي، حيث نجح هذا المدرب ومن خلال مباراتين فقط في إيجاد توليفة جيدة للفريق ساهمت في التعادل مع صحم العماني ثم الفوز على هجر برباعية متأهلا بالفريق لدور الثمانية ضمن منافسات كأس خادم الحرمين الشريفين. كما عمد الرائد إلى الاستعانة باللاعبين عبدالرحيم العمودي من فريق النهضة وفهد السبيعي من فريق القادسية خلال فترة التسجيل الشتوية ، فكان للسبيعي دور في الفريق مع المدرب البلجيكي الذي منحه الفرصة التي حرمها إياه ابن زكري ، فيما بقي العمودي بعيدا عن التشكيل الرائدي.
مشاركة :