تباشر الناس هذه الأيام بهطول الأمطار التي أتت عقب طول انتظار، وبدأوا يعيشون أجوائها الجميلة، بعد أن كانوا ينتظرونها بفارغ الصبر. وكم تغمر السعادة نفوس كل مايدب على الأرض، عندما يعيشُون الأجواءً الممطرةً والسحب الغائمة، شاكرين الذي منَ بها عليهم عقب طول غياب، فلا تكاد توجد صورة في الدنيا أجمل من ترقب ومتابعة نزول الغيث من السماء، لاسيَّما مع حاجة كل ما دب على الأرض إلى الماء. والسعوديون بالذات يعتبرون هطول الغيث أياما مغايرة عن بقية أيام السنة، فينتظرونه للخروج لما يسمىى بـبالكشتنه أوالمكشات ليغيرون روتينهم بالخروج من رتابة المدن وضجيجها إلى الصحراء فيحييها الله بعد موتها، عندما تكتسي أراضيها بالخضرة والكلأ، فتتحول إلى حدائق طبيعية غناء، وإذا تأخر نزول الغيث أصيب الناس والدواب بالضرر، فكم من فائدة تتحقق بنزوله. قال تعالى وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون، وقال سبحانه أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ. فسبحان من جعل بالماء حياة تسري في كل شيء، وإذا فارقه ذبل وسقط. يقول الشاعر أحمد السكران: الحمد لله رزّاق البريه جميع اللي رزقنا المطر من عقب طول انتظار عقبال يارب مانفرح بشوف الربيع عقب المحل تنقلب كل الخباري خضار المياه تعيد للأرض حياتها
مشاركة :