الدمام محمد خياط أعاد مهرجان الساحل الشرقي الثاني زوار الواجهة البحرية مرة أخرى إليه، متشوقين لما يقدمه هذا المهرجان الذي ربط أهالي الساحل الشرقي بإرثهم البحري الذي تقام فعالياته في متنزه الملك عبدالله. ويقدم المهرجان الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالتعاون مع لجنة التنمية السياحية، والأمانة، وإمارة المنطقة الشرقية، طيلة أيامه، تأصيل الهوية البحرية، من خلال منتج نابع من المجتمع، بحسب الرئيس العام لهيئة السياحة والآثار في المنطقة الشرقية، المهندس عبداللطيف البنيان، الذي أضاف أن المهرجان يطرح رؤية جديدة لجودة المنتج السياحي الذي نطمح أن يصل إلى العالمية، ونعمل على بناء مهرجان اقتصادي تراثي بهوية بحرية يكون الأول خليجياً يستوعب 4 ملايين زائر من داخل وخارج المملكة، ويحمل مردوداً اقتصادياً للأسر المنتجة، مع اختلاف في النشاط والجودة من خلال تسويق الأسر لنفسها. وتفاعل زوار المهرجان في يومه الأول والثاني مع المجاميع على المسرح المفتوح الذي أعدته اللجنة المنظمة، واحتوى على أغانٍ بحرية وقف أمامها الزائر مستمتعاً بالدقة في التنفيذ، فيما تفاعل معها كبار السن، مستعيدين الحنين إلى الماضي الجميل. وجاءت أغاني «توب توب يا بحر ما تخاف من الله يا بحر أخذت وليدي يا بحر أربعة والخامس دخل، ودحرجوتي دوري دوري وحمامة نودي نودي سلمي على سيودي»، محركاً للزمن الجميل وأحلام الصيادين بكسب قوت يومهم عبر حناجر 800 مشارك من طلاب المدارس، ومن شباب جمعية الثقافة والفنون. وشارك فرع الدمام في جمعية الثقافة والفنون في المهرجان بــ 18 شاباً من فرقة شباب الجمعية، قاموا بتجسيد طقوس الغوص قديماً، وكيفية العمل على ظهر السفينة عند الإبحار، أو على اليابسة قبل الدخول إلى البحر، وغيرها مما تتعلق بالسفينة والعمل البحري، ومهامهم والمدة التي تكون على ظهر السفينة واستخراج اللؤلؤ، كما يستعرضون «الخراب»، و»البريخة»، وهي المرافقة لأعمال سحب الحبل المثبت للسفينة، التي تصاحبها تصفيقات البحارة التي تشبه حركة الأمواج وتلاطمها بالسفينة، بالإضافة إلى الألعاب الشعبية التي يمارسها الأطفال. وكان التأليف والإخراج لهذه المشاهد للفنان راشد الورثان، وفي دور الراوي الفنان خالد العبودي، وبدور الطفل خالد السليطين، وكان هناك «النهام» الذي ينهم في البحر على ظهر السفينة، ويملك صوتا جميلا وشجيا، ويؤدي أغاني البحر، والنهمة ترتبط بالعمل في السفينة أثناء رفع الأشرعة وإنزالها ولها ضوابط غنائية محددة لرفع الشراع، أو خطف الشراع، كما يسميه البحارة، ويطلق على هذا الأداء «الخطفة»، ثم تأتي بعد ذلك نهاية الرحلة وتسمى «القفال».
مشاركة :