بوصلة تحرير المناطق اليمنية تتجه صوب تعز والساحل الغربي استعادة مدينة تعز من أيدي المتمرّدين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، أصبحت هدفا ذا أولوية لدى الشرعية اليمنية المدعومة من التحالف العربي، أملا في أن يطلق ذلك مفعول الدومينو في تحرير باقي مناطق الساحل الغربي للبلاد، الأمر الذي يجعل المتمرّدين عمليا محاصرين في مناطق داخلية ومنقطعين عن الدعم الإيراني. العرب [نُشرفي2016/11/26، العدد: 10467، ص(3)] جاهزون للحسم صنعاء - تكشف التطورات السياسية والميدانية المتسارعة في اليمن عن حدوث تغيير في أولويات عملية تحرير المناطق اليمنية من سيطرة المتمرّدين الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، من استعادة العاصمة صنعاء إلى تحرير تعز بجنوب غرب البلاد المشرفة على مضيق باب المندب الذي يكتسي أهمية قصوى للملاحة البحرية الدولية. وقالت مصادر عسكرية إنّ الهدف من معركة تعز الكبرى التي تشير الدلائل إلى قرب موعدها، أن تطلق مفعول الدومينو في تحرير باقي مناطق الشريط الساحلي الغربي من محافظة الحديدة إلى حجّة بأقصى شمال غرب اليمن ليُقطع بذلك شريان تهريب الأسلحة اليمنية للمتمرّدين الذين سيصبحون محاصرين في مناطق داخلية تتصيدهم طائرات التحالف العربي من الجو، وتداهمهم القوات الموالية للحكومة الشرعية من جيش ومقاومة من البرّ. وتواترت الأنباء خلال الأيام الماضية عن توجّه تعزيزات عسكرية صوب تعز. وبداية الأسبوع الجاري، وبعد ساعات من انتهاء هدنة الثماني والأربعين ساعة أجرى الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، تغييرات واسعة في قيادة الجيش، فسّرها مصدر حكومي بالتمهيد لعمليات أوسع، يذهب خبراء بالشؤون العسكرية إلى أنها تشمل بالأساس التركيز على تحرير محافظة تعز بجنوب غرب البلاد من قبضة مسلحي جماعة أنصار الله الحوثي، المتحالفة مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وبالتزامن مع إعلان الحكومة استئناف القتال إثر فشل الهدنة، قرر الرئيس اليمني، الإثنين الماضي، تعيين اللواء أحمد سيف اليافعي نائبا لرئيس هيئة الأركان العامة، وهي الجهة المشرفة بشكل رئيسي على عمليات تحرير المحافظات، مع تعيين اللواء فضل حسن بدلا عنه في قيادة المنطقة الرابعة، المشرفة على محافظات عدن، أبين، لحج، الضالع وتعز. وأطاح عبدربه منصور هادي باللواء عبدالرحمن الحليلي من قيادة المنطقة العسكرية الأولى المرابطة في سيئون بمحافظة حضرموت بشرق البلاد، وعيّن بدلا عنه اللواء الركن صالح محمد طيمس، الذي كان قائدا للواء 37 مدرع. وكان لافتا تعيين العقيد أحمد حسين الضراب رئيسا لأركان حرب المنطقة العسكرية الأولى في وداي حضرموت، ثم الإطاحة به سريعا، الأربعاء الماضي، ليحل محله العميد يحيى محمد أبوعوجا في قيادة المنطقة التي تشرف على منابع النفط ومنفذ الوديعة الحدودي مع السعودية. ارتباط الحوثيين بالأجندة الإيرانية القائمة على رفع منسوب التوتر في المنطقة العربية يمنعهم من الاستجابة لجهود السلام وإضافة إلى التغيير الذي طال قادة المناطق العسكرية، جرى تعيين القائد العسكري المناهض للحوثيين، ثابت مثنى جواس، قائدا لمحور العند، وقائدا للواء 131 مشاة المرابط في محافظة لحج بجنوب البلاد، والعميد فهمي محروس الصيعري، قائدا للواء 11 حرس حدود، والعميد عبدالكريم الزومحي نائبا لمدير دائرة العمليات الحربية. ولم تعلن الرئاسة اليمنية أسبابا لهذه التغييرات العسكرية، لكن مصدرا حكوميا مسؤولا، طلب عدم نشر اسمه، قال لوكالة الأناضول، إن تلك “التغييرات تفرضها متطلبات الواقع العسكري على الأرض، وتعد تحضيرا لعمليات عسكرية أوسع”. وبينما أحجم المصدر الحكومي عن تحديد ميادين العمليات العسكرية المقبلة، تتصاعد ترجيحات مراقبين باحتمال تركيز الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، وبدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية، بالأساس على تحرير محافظة تعز، التي يسكنها نحو ثلاثة ملايين نسمة يعانون أوضاعا معيشية صعبة للغاية جرّاء الحصار والقتال. ويدعم هذه الترجيحات أن تغييرات عبدربه منصور هادي شملت قائد المنطقة العسكرية الرابعة، التي تضم خمس محافظات، أربع منها محررة، بينما لا تزال تعز في قبضة المسلحين الحوثيين وحلفائهم من المسلحين الموالين للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح المدعومين من قبل إيران بالمال والسلاح. ولتعز الواقعة على بعد 256 كلم من العاصمة صنعاء أهمية استراتيجية تنبع من إشرافها في البحر الأحمر على ميناء المخا ومضيق باب المندب، أحد أهم ممرات الملاحة الدولية، فضلا عن توسط المحافظة لشمال وجنوب اليمن، حيث تقع جنوب العاصمة السياسية صنعاء وشمال العاصمة المؤقتة عدن؛ ولهذا جعل مسلحو الحوثي وصالح من تعز مركزا ينطلقون منه إلى المحافظات القريبة. ويربط مراقبون توقيت التصعيد العسكري بفشل اتفاق مسقط الذي رعاه وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورغبة الحكومة الشرعية في استغلال الفترة القادمة حتى تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يوم 20 يناير القادم، في استعادة السيطرة على المزيد من الأراضي، وتحسين شروط التفاوض، تمهيدا لاحتمال العودة إلى طاولة المفاوضات. ودون جدوى، قدم المجتمع الدولي العديد من المبادرات لحل النزاع اليمني. ورعت منظمة الأمم المتحدة ثلاث جولات من مشاورات السلام، لكنها أخفقت في وضع نهاية لهذه الأزمة، لا سيما مع رفض خارطة طريق أممية ينص أحد بنودها على نقل صلاحيات الرئيس هادي إلى نائب رئيس جديد توافقي حتى إجراء انتخابات عامة. ويشكّك يمنيون في جدوى الحلول السلمية في بلادهم، مرجعين ذلك إلى ارتباط المتمرّدين الحوثيين بالأجندة الإيرانية التي تقوم أصلا على رفع منسوب التوتّر والصراعات في بلدان الجوار العربي. :: اقرأ أيضاً أوروبا تذكر نفسها: لا نريد أن نكون جيرانا لإيران وسوريا الإضراب العام يعمق الأزمة في تونس في العراق: تريد سلاحا؟ عليك بفيسبوك الجيش المصري في مواجهة مريرة مع الجماعات الإرهابية
مشاركة :