طهران ـ ينمو لدى إيران شعور قوي بأنها قد أصبحت قوة عسكرية عظمى ضمن القوى الدولية التقليدية وأن هذا الأمر يعطيها تماما الحق في أن تنشئ قواعد عسكرية خارج أراضيها تعبر عن وضعها العسكري الجديد على أن تكون البداية باستخدام أراضي الدول العربية التي أعلنت صراحة أنها باتت تسيطر على دوائر القرار في اربع دول منها. وقال رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري السبت إن بلاده قد تصبح لديها قاعدة في سوريا أو اليمن. وأوضح باقري في كلمة ألقاها باقري في ملتقى قادة المناطق بسلاح البحرية في الجيش، أنه "بهدف الحضور بالبحار البعيدة والتصدي للقرصنة، يتعّين إيجاد أسطول بحري في المحيط الهندي على غرار بحر عُمان". وأضاف بحسب ما نقلت عنه وكالة "فارس" الإيرانية "من المحتمل أن تصبح لدينا يوما ما قاعدة على سواحل اليمن أو سوريا، أو إيجاد قواعد عائمة وعلى الجزر". ويقول مراقون إن القائد العسكري الإيراني يلمح من بين الأسطر إلى أن بلاده التي تسيطر فعليا على العراق لن توقف حربها المفتوحة التي تخوضها بشكل مباشر وعن طريق وكلائها في سوريا واليمن، إلا بعد انتصارها النهائي على جميع خصومها في هذين البلدين، لأن إنشاء قاعدة عسكرية في أي من الدولتين يتطلب أن يكون حكامهما من الحلفاء وقادرين بالفعل على أن يتخذا قرار بخطورة السماح لإيران بتكريس احتلالها وتأسيس قواعد عسكرية هناك. وأشار باقري إلى أن "إيران حققت انجازات إلى حد ما في المجال النووي وامتلكت قدرات تخصيب تصل إلى 95 بالمئة دفعت القوى الكبرى للجلوس على طاولة المفاوضات مع طهران". وأضاف أنه يتعين التفكير بهذا الموضوع وأن امتلاك قاعدة في المناطق النائية لا تقل أهمية عن التقنية النووية، بل وبحسب اعتقادي تفوقها اهمية بعشرات المرات. ويؤكد محللون أن إيران ماتزال أمامها حواجز وموانع عديدة لكي تكون قادرة على تحقيق مثله هذه التفاصيل الدقيقة في حلمها الامبراطوري الكبير، وأن كلام قادري عن القواعد في اليمن وسوريا هو من قبيل الخطاب الدعائي لأنه يتجاوز عن حقيقة أن اليمن وسوريا لن تكون دولا سائبة لها إن بقوة رد فعل السوريين واليمنيين وحلفائهما العرب على مثل هذه المبالغات أو بفعل تداخل مصالح القوى الدولية الكبرى في هذين البلدين العربيين وفي عموم المنطقة. ويضيف المحللون أن ايران استطاعت ان تتدخل في سوريا واليمن لتعميق الشرخ الطائفي واشعال مزيد من الفوضى هناك لكن لا شيء يوضح انها في الطريق للسيطرة عليهما لوجود اغلبية شاسعة من السوريين واليمنيين ترفض رفضا قاطعا التدخل الإيراني ومستعدة لقتاله الى النهاية. كما ان العامل الدولي بدوره سيكون حاجزا قويا لأن تنفذ ايران مثل هذه المخططات التوسعية الخطرة إذا لا الروس سيسمحون بأن تنافسهم على مصالحها في روسيا ولا الولايات المتحدة سيسمح لها بالتواجد على مسافة عين من حليفها الإسرائيلي. وفي اليمن، يقف التحالف العربي بقيادة السعودية بالمرصاد بقوة لمحاولات الهيمنة الحوثية ومن ورائها ايران على هذا البلد. وتهدت السعودية بردّ أي تدخل إيراني فيه حتى ول بإمداد الأسلحة فما بالك وأن الأمر قد يتحول الى انشاء قاعدة عسكرية. وأكد رئيس الأركان الإيراني أنه "لا يوجد تكافؤ مع العدو (في إشارة للولايات المتحدة الأميركية التي تجوب اساطيلها محيطات العالم ومنها ما يركز جهوده العسكرية على مقربة من ايران نفسها) في المجال البحري، وعلى ضوء ذلك فإن الأساليب التقليدية غير مجدية، إذ يتوجب التدريب على أساليب أخرى تبقى قيد السرية، ليتمكن قائد السفينة العسكرية من امتلاك أداء جيد في المواجهات القتالية". وشدد أمام قادة البحرية على "ضرورة التركيز على المواضيع الاستخباراتية والحصول على معلومات العدو عبر الطائرات دون طيار المنطلقة من البحر". وقال المراقبون إن قادري ناقض نفسه بنفسه عندما اعترف في نهاية حديثه عندما أشار ن بلاده غير قادرة على مقارعة الولايات المتحدة في وحلفائها الغربيين في الأساليب التقليدية للهيمنة، مثل انشاء القواعد العسكرية العائمة أو على أراضي الدول الأخرى الحليفة.
مشاركة :