يرى مدير شركة وكيلة لإحدى علامات القهوة العالمية سامي العنبري أن العلاقة بين السعوديين والقهوة حالة مزاجية مستوردة بامتياز. وقال العنبري لـ"الوطن" إن "العديد من الموردين المحليين والإقليميين يؤكدون ارتفاع مدخولات هذا القطاع الاقتصادية، ويخططون للتوسع، ويضعون في ذلك أبعادا جديدة ترتبط بالسياق الديموجرافي والاجتماعي، أهمها دخول جيل الألفية السعودي سوق استهلاك القهوة، وهو ما دفع الشركات إلى توسيع خارطة تمددها في السوق السعودية". نمو متوسط أوضح العنبري أن "مدخولات قطاع تجارة القهوة في المملكة مرتفعة، رغم عدم وجود إحصاءات رسمية، حيث يتزايد الطلب على القهوة سنويا بمعدل يتراوح من 0.5% و0.85%، وهو نمو متوسط على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وتركيا". وأضاف أن "تعزيز ذلك تقف خلفه مساحة المملكة الكبيرة، ومعدل نموها السكاني المرتفع الذي وصل منتصف العام الجاري إلى 2.54%، بحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء". الشرائح الشابة أبان المدير الإقليمي لإحدى شركات القهوة العالمية التي تعمل في السوق المحلية بيهان سينج، لـ"الوطن" أن "هناك عوامل رفعت مستوى الطلب على القهوة من قبل الشرائح العمرية الشابة في المملكة خلال السنوات الأربع الماضية، ومن ذلك وسائط التواصل الاجتماعي، وبخاصة "تويتر" و"إنستجرام"، و"سناب شات" التي ساعدت على جذب مستهلكين جدد للقهوة". وأضاف أن "الفئة العمرية ما بين 15 و22 عاماً تلعب دورا مهما في رواج القهوة، حيث أوضحت الدراسات أن طريقة عرض الصور الإعلانية، والمكونات، والإضافات أسهمت في جذب تلك الفئة، وأن صورة المنتج الدعائية تحدد اختيار المستهلك في المرة الأولى، يأتي بعد ذلك الاسم التجاري الذي غالباً ما يعرف من الأصدقاء، أو مواقع التواصل الاجتماعي". طالبة الثانوية في محل لتحضير القهوة العالمية بشارع التحلية في جدة، يمكن التعرف على طلبات الفئات العمرية الشابة، وخاصة طلبة التعليم الأساسي، قبيل ذهابهم للدوام المدرسي. تفضل الطالبة في الصف الأول الثانوي مهرة عبدالرحمن المجيء إلى المحل من مرتين إلى ثلاث في الأسبوع، وكذلك في العطلة الأسبوعية، لأخذ حصتها من "فرابتشينو القهوة"، وهي عبارة عن خلطة مثلجة ممزوجة بـ 12 نكهة متنوعة. عن سبب إعجابها بهذا النوع من القهوة، قالت إن صديقاتها في المدرسة نصحنها باختيار هذا النوع. وتفضل مهرة وغيرها من البنات – حسب قولها - تدوين اسمها على العبوة البلاستيكية للقهوة، مع طقوس أخرى تتمثل في تصوير سناب شات صباحي يوثق علاقتها بمشروبها المفضل، أو رفع صورتها برفقة طلبها على حسابها في "إنستجرام" أو "فيسبوك". تغيرات اجتماعية قال مدير العمليات في شركة بون كافيه محمد عثمان لـ"الوطن" إن "القهوة دون إضافات لم تستهو بعد جيل الألفية السعودي، فأكثر شريحة عمرية تفضل هذا النوع ما فوق الـ35 عاماً، وجمهورها 80 % ذكور، مقابل 20 % نساء". وأضاف أن "التغيرات الاجتماعية للجيل الجديد من الشباب السعودي لعبت دوراً مهما في إقبال الشباب على إضافات القهوة، إضافة إلى برامج الابتعاث التي أثرت بشكل مباشر في دعم هذا التوجه"، مشيرا إلى تأثير وسائل الإعلام الأميركية بشكل عام على توجهات ثقافة القهوة لدى السعوديين. قهوة الأميركيين بينت وكالة بلومبيرج في تقرير نشرته الشهر الماضي أن "الشريحة العمرية ما بين 19 ـ 34 عاما في أميركا تفضل – بخلاف السعوديين- تناول القهوة دون إضافات، حيث تستهلك 44%، وأن معدل الاستهلاك للفئة من 18 ـ 24 عاماً ارتفع إلى 48%، كما ارتفع أيضاً الاستهلاك لدى الفئة من 39 ـ 25 إلى 60%".