يحق للمتظاهر بالصلاح ما لا يحق لغيره!

  • 3/22/2014
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

ثارت موجة من النقد لدخول داعية إسلامي في مدرسة الأوجام الثانوية للبنات في القطيف والتي وضعت ضمن جدولة معدة مسبقا لقائمة من المدارس لإقامة المحاضرات الدينية التي يمكننا تخمين موضوعاتها واتجاهاتها، وهذا يذكرني بأيام الدراسة الثانوية في أواخر التسعينات، فقد كانت بعض المدارس تقوم بتجميع الطالبات في فناء المدرسة وإلزام الجميع بالاستماع إلى داعية يقدم محاضرات دينية في موضوعات الحجاب والغناء والحب الشرعي والحلال والحرام، مع السماح بجزء مستقطع في نهاية المحاضرة للإجابة على تساؤلات البعض من الطالبات التي يبعثنها له مكتوبة على الأوراق مع حارس المدرسة، وكان يبدو لي من خلال تحليل الرسائل أن التساؤلات حول الحب والزواج وشكل العباءة والممارسات المنحرفة تشغل اهتمام الطالبات بشكل كبير، وطرحهن للأسئلة المتوقعة إجابتها مسبقا كان لهدف البحث عن فسحة في الرأي الديني لجواز ما قد يرينه احتياجا مهما يقابله الرفض والتحريم. وبغض النظر عن الموضوعات التي يمكن مناقشتها في المحاضرات الدينية، وخصوصا إذا كانت موجهة للنساء كحالة خاصة، إلا أنه يمكننا ملاحظة ما يحدث في بيئة التعليم خصوصا، فقبل أشهر حصلت حادثتان في جامعة الملك سعود وجامعة الإمام بالرياض ومنع الإسعاف للفتيات مما أدى إلى وفاة إحداهن، بينما داهمت الأخرى حالة الولادة في مبنى الجامعة مع إغفال ضرورة التجهيز الطبي والمتخصص لمثل هذه الحالة، وكل هذا بحجة أن فريق الإسعاف مكون من الرجال الذين يخشى عليهم الافتتان بمرأة تنازع الموت في ظل غياب المحرم، وهنا أقترح أن يعين فريق من رجال الهيئة أو المشايخ المحصنين ضد فتنة النساء في الحالات الطارئة التي يحتجن فيها إلى من يسعفهن! الدور الذي يمارس هنا في الصعود على الاعتبارات الأخلاقية لإظهار الصلاح يبدو وكأنه يحتكر طابع الفضيلة على فئة معينة من الناس، بينما مظاهر التقى والصلاح تضفي درجة من الثقة والاحترام وتعطي تأشيرة صلاحية للدخول في أوساط النساء والتعامل معهن بشكل متعارف عليه يميز خصوصيتهم عن غيرهم من الرجال، وهذا يمكن ملاحظته في حالات كثيرة كدخول الدعاة إلى المدارس، وكوجود رجال الهيئة المشرفين على انصراف الطالبات وخروجهن وتنظيم تحركاتهن أمام بعض المدارس أو الجامعات، وفي مرة لاحظت أن أحدهم قام باحتجاز الطالبات المثيرات للفوضى -على حد أسبابه- بينما كانت ردة فعلهن لا تعطي دلالة على التقبل، إنما تهجمن عليه بالكثير من الكلمات الساخرة، وهذا ما تفعله أي فتاة يعترض طريقها لأنها ترى أنها غير مضطرة لاحترام وجوده، فضلا على أن هذه الوصاية لا تنمي حس المسؤولية، لأن المبالغة في الاعتداد بدور حماية المرأة قد ينقلب إلى الضد في يوم ما.

مشاركة :