«مشروبات الطاقة» تدمر الجسم

  • 11/27/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تصنف مشروبات الطاقة ضمن المواد الغذائية وهي تشبه إلى حد كبير المشروبات الغازية، غير أن بها إضافات أكثر من المواد المنبهة وغيرها، ومشروبات الطاقة من المواد التي يقبل عليها الشباب بصورة كبيرة، على اعتقاد أنها تمد الجسم بطاقة عالية، وتجعل الجسم أكثر قدرة وقوة من الوضع الطبيعي، والشباب يقبلون على أي منتجات يعتقدون أنها ترفع من قدراتهم العضلية والذهنية. مع التطورات المستمرة في أساليب الحياة ظهرت العديد من المشروبات الغذائية المتنوعة الجديدة والتي تحتوي على منشطات مثل مادة الكافيين وغيرها، وحظيت مشروبات الطاقة بأنواعها المختلفة باهتمام المستهلكين، حتى إنه أصبح لدينا الآن مشروبات طاقة تتجاوز 600 نوع ومنتج وعلامة تجارية، والتي تطرح في الأسواق على امتداد أنحاء العالم، وهذه المنتجات تستهدف قطاع الشباب بالتحديد، ولذلك أسست وأنتجت إعلاناتها على هذا الأساس، فهي في الغالب تخاطب الشباب، وتعلم ميوله وصفاته ورغباته، وتلعب على أوتار هذه الصفات،، وإيهام الكثيرين بأنها تركز على رفع القدرات الذهنية والجسدية إلى درجات عالية، وتجعل الشاب متميزاً بين أقرانه، ومتفوقاً عليهم بدنياً وذهنياً، ولذلك أقبل قطاع عريض من الطلبة والأطفال على هذه المشروبات باعتبارها عاملاً مساعداً على تحصيل المواد الدراسية، وتنمية العضلات ورفع القدرات الذهنية والعقلية. أضرار جسيمة والمفاجأة أن الكثير من الأبحاث والدراسات الحديثة أثبتت أن هناك أضراراً جسيمة وخطورة كبيرة على صحة المستهلكين لمشروبات الطاقة، طبقاً لما نشرته مجلة لانسيت الطبية المتخصصة، بل ونصحت الدراسات الكثير من الأشخاص وخاصة الشباب بالتقليل من هذه المشروبات واستبدالها بمشروبات الطاقة الطبيعية التي لا تترك آثاراً سلبية على الجسم، حيث أثبتت بعض الدراسات تأثير هذه المشروبات في المخ وخلايا الجهاز العصبي، وأيضاً الدورة الدموية في جسم الإنسان، وبعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي، حيث تحتوي على كميات كبيرة من مادة الكافيين وبعض الأحماض الأمينية الضارة، وكميات عالية من السكر والسكريات البديلة، بالإضافة إلى كميات الدهون الأخرى، وكما هو معروف أن كميات الكافيين الكبيرة أو غيرها من المواد المنبهة سوف تعمل على رفع حالة اليقظة والنشاط إلى دراجات عالية، في تأثير مماثل لما تحدثه تأثيرات بعض المخدرات، من وجود حالة عالية من التنبيه والطاقة، كما أن الدراسات أكدت أن الاستمرار في تناول مشروبات الطاقة لفترات طويلة يؤدي إلى هلاك أجهزة الجسم وتدميرها، فتزيد مشروبات الطاقة من فرص واحتمالات إصابة المعدة بالقرحة، لأنها تعمل وتساعد على زيادة الحموضة في المعدة بصورة كبيرة، ما يجعل جدار المعدة لا يتحمل هذه الحموضة الكبيرة والمستمرة، ومن ثم يتآكل ويحدث آلام القرحة، وإن لم يتم التوقف عن هذه المشروبات ربما تحدث قرحة كاملة ومزمنة، وقد يمتد تأثير هذه التقرحات إلى باقي الجهاز الهضمي كله، وفي أماكن متعددة منه. عسر الهضم وتذكر العديد من الدراسات والأبحاث أن مشروبات الطاقة تحتوي على كميات ونسب عالية من السكريات الطبيعية والبديلة والمصنعة، وهذه الكميات تسبب حالة شديدة من عسر الهضم، وما يتبع ذلك من حالات إمساك مزمنة، أو الإصابة بحالة إسهال أيضاً، ناهيك عن أن هذه الزيادة الكبيرة في السكريات تؤدي إلى الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن بصورة غير طبيعية، وبالتالي تصبح فرص واحتمالات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني كبيرة، ثم الإصابة بارتفاع مستمر في ضغط الدم وما يتبع ذلك من مشاكل كبيرة على القلب والأوعية الدموية، وتصلب الشرايين، وأمراض القلب، وأكدت كثير من الدراسات أن مشروبات الطاقة تؤدي إلى حالة من الإدمان لدى الأشخاص المستهلكين، لأنها تحتوي على مواد مثل الكافيين وغيره، وهي مواد مؤثرة في الجهاز العصبي وتجعل الإنسان في حالة مستمرة إلى هذه المنبهات، لكي لا يصاب المستهلك بحالة من الصداع وعدم التركيز، كما سجلت بعض الأبحاث أن هذه المشروبات تزيد من معدلات ضربات القلب، ما يجعل عضلة القلب في حالة إجهاد وتعب مستمرة، ويؤدي إلى ضعفها بصورة ملحوظة، ثم الوقوع في مشاكل أكبر للقلب. هشاشة العظام وتوضح بعض الدراسات أن مشروبات الطاقة قد يكون لها دخل مباشر بالإصابة بحالة من هشاشة العظام، ولذلك ينصح الأطباء المتخصصون بعدم إعطاء هذه المشربات للطفل على الإطلاق، لأن جسمه في حالة تكوين وما زالت عظامه تحتاج إلى الكاليسوم والعناصر الأخرى، لكي تقوى وتتكون بصورة طبيعية وتواجه قسوة الحياة، كما ثبت أن هذه المشروبات تصيب المستهلك بتسوس الأسنان وضعفها بشكل كبير، ما يؤدي إلى تساقطها في أسرع وقت ويفقد الإنسان عدداً كبيراً من أسنانه، كما تسبب هذه المشروبات الإصابة بالصداع المتكرر والمزمن والحاد، وفي بعض الحالات تؤدي هذه المشروبات إلى حالة كبيرة من الأرق، والاستيقاظ المتكرر من النوم، مع صعوبة في مواصلة النوم إلا بعد فترة، كما يكون الشخص المستهلك أكثر عصبية وتوتراً على مدار اليوم، وكذلك تزيد هذه المشروبات من عدد مرات التبول بشكل كبير، مما يسبب حالة من الجفاف في الجلد والجسم عموماً، وألمحت بعض الدراسات إلى أن هذه المشروبات قد تقود بعض الحالات إلى الاكتئاب النفسي. والخطورة كما تشير بعض الأبحاث تكمن في أن هذه المشروبات قد تؤدي إلى حدوث حالات من الوفاة عند الأشخاص المستهلكين الذين لديهم بعض المشاكل أصلاً في عضلة القلب، وإضافة إلى تضيق بعض الشرايين والأوردة الدموية عموماً، كما أن نسبة الكافيين العالية تحدث خللاً في إفرازات الهرمونات الهضمية وزيادة الحموضة، ما ينعكس على إصابة المريء والإثني عشر والأمعاء بالالتهابات الشديدة، والتقرحات كما ذكرنا من قبل، ومع استمرار تأثيرات هذه المشروبات يصاب الشخص بضعف كبير في صمام المريء، وبحالة ارتجاع المريء، والحموضة الدائمة وتقرحات المريء، وكثرة السكريات الصناعية تساعد وتساهم في تدمير فيتامين ب ما يسبب مشاكل هضمية، والمحليات الصناعية تسبب إسهالاً، كما تسبب هذه السكريات والدهون في زيادة معدلات ومستويات الكوليسترول الضار في الدم، كما أثبتت بعض الأبحاث أن مشروبات الطاقة تعمل على تخفيض نسبة استجابة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين، مما ينذر بالخطر من مرض السكري من النوع الثاني، كما أن خطورة بعض الأحماض الفسفورية التي توجد في هذه المشروبات قد تسبب هشاشة العظام. تساقط الأسنان وتضيف بعض الدراسات أن حمضي الفوسفوريك والكارنونيك يسببان تآكل وتساقط طبقة المينا الخارجية للأسنان، ولاحظت بعض الأبحاث أن كثرة تناول هذه المشروبات يصيب بعض الأشخاص بحالة من التقيؤ والجفاف، وربما تصاب بعض الحالات من الأشخاص المستهلكين بالحساسية من بعض مكونات هذه المشروبات، ما يؤدي إلى الإصابة ببعض الانقباضات في الشعب الهوائية، وصعوبة في عملية التنفس، كما تكشف بعض الدراسات أن مشروبات الطاقة عند دمجها وخلطها ببعض الخمور وأقراص المخدرات المنشطة، وكذلك بودرة الهيروين، قد تسبب أخطاراً متضاعفة، تصل إلى الإصابة بالتشنجات في العضلات والإصابة بحالات الصرع، وقد لا يستطيع الشخص التنفس في بعض الحالات من انقباض العضلات الشديد، والجدير بالذكر أيضا أنها قد تسبب إصابة بعض الرجال بحالة من العقم، لأنها تساهم في تخفيض عدد الحيوانات المنوية بصورة ملحوظة، تؤثر في عملية الإنجاب، وهذا الخليط من الخمر ومشروبات الطاقة يدمر الكبد ويؤثر فيها تأثيرات جسيمة، ويقلل من أدائها ووظائفها الحيوية للجسم على المدى الطويل من الاستمرار في هذه العادة السيئة. وتشير الدراسات إلى أن علبة واحدة من مشروبات الطاقة تحتوي على كمية كافيين تتراوح بين 85 إلى أكثر من 220 ملليجراماً في كل علبة، كما يوجد بالعلبة ما يقرب من 30 ملليجراماً من فحم الكوك و65 ملليجراماً من مادة ماونتن ديو، وهذه الكميات كبيرة ومضرة بصحة الأشخاص بصورة كبيرة، كما أن هذه المشروبات تحتوي على حمض التورين، وهذا الحمض حظرته بعض الدول تماماً في أي من مشروباتها لأنه يسبب أضراراً على الصحة العامة، وتذكر الدراسات أن هذه المشروبات تحتوي على نوع من فيتامين ب وهذا النوع في حالة الإفراط فيه يسبب حدوث حالة من تسمم الكبد ونوع آخر من فيتامين ب يضر الأعصاب ويسبب نوعاً من الحساسية، كما تتضمن مشربات الطاقة مادة الجينسينج التي تسبب انخفاض ضغط الدم وخفقان القلب والتهابات في الكبد وتساعد على الإصابة بالنزيف المهبلي ووجع شديد في الثدي، بالإضافة إلى مكسبات الطعم الصناعية، وهي غالباً ما تحتوي على مادة الاسبرتام، والتي اختلف الكثير حول تأثيرها في الصحة، البعض قال إن لها أضراراً جمة على الإنسان والبعض قال إنها آمنة ولا تأثير على صحة الإنسان من هذه المادة. علاقتها بالسكتة القلبية أكدت الأبحاث الميدانية على أن مشروبات الطاقة يمكن أن تؤدي إلى حدوث السكتة القلبية، وذلك إذا تم الإفراط في تناول هذه المشروبات وفي أوقات قريبة، فقد تؤدي إلى الإصابة بالسكتة القلبية المفاجئة، ثم الموت المحقق، وثبت أيضاً في بعض الحالات أنها قد تؤدي إلى الإصابة بمرض الرعاش ونقص حاد في الكالسيوم، وأيضاً في بعض الحالات تسبب تسمم الكافيين.

مشاركة :