يملك رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرنسوا فيون فرصة كبيرة للفوز على منافسه آلان جوبيه في منافسات حزب «الجمهوريين» (يمين الوسط) لانتخابات الرئاسة المقررة في أيار (مايو) المقبل. ورجح استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «أوبنيون واي» نيل فيون 61 في المئة من الأصوات في الجولة الثانية من اقتراع ناخبي الحزب اليوم، في مقابل 39 في المئة لجوبيه. وفي خطاب حماسي أمام مؤيديه فــي باريـــس، لعب فيون (62 سنة) على وتـــر المشاعر الوطنية متعهداً وقف «تراجـع فرنسا» الذي حدث خلال حكم الاشتــراكيين عبر التمسك بما وصفه بأنه «برنامج واقعي» يشمل إنهاء قانون العمل لمدة 35 ساعة في الأسبوع، وتوفير مبالغ ضخمة عبر خفض الإنفاق العام. وقال: «لا شيء يوقف شعباً ينهض ليعبر عن آلامه»، مدافعاً عن مشروع يتحمل مسؤولية راديكاليته ويتبنى جرأته. أما جوبيه (71 سنة) فدافع عن سياساته الأكثر اعتدالاً، وقال لأنصاره في نانسي: «لن أشارك في أي إجراءات غرضها الإضرار بخدماتنا العامة التي أريد أن أديرها وليس أن أشوه سمعتها». وخلال المناظرة التلفزيونية الأخيرة ليل الجمعة، هيمن حجم الاصلاحات التي يريدانها على النقاشات التي طغت عليها الارقام وافتقدت الحماسة. ورسم فيون الذي عرض مشروعاً اقتصادياً يذكر بسياسة رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت ثاتشر، صورة لفرنسا منهكة «تكاد تلفظ انفاسها»، معتبراً انه «حان وقت نزع البيروقراطية عنها لإنعاشها». اما جوبيه فقدم نفسه باعتباره شخصية جامعة في بلد «غني بتنوعه». وتتـــوقـــع استطلاعــــــات الرأي انحـصار المنافســـة الرئاسية بين أحد الفائزَين «الجمهـــوريَين» وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن التي حقق حزبها المناهض للهجرة وللإتحاد الأوروبي تقدماً ضد أحزاب اليسار واليمين التقليدية، في وقت تعاني فرنسا مع معدل بطالة مرتفع يناهز 10 في المئة، ومن نمو اقتصادي متواضع. كما زادت الهجمات الإرهابية التي خلفت أكثر من 230 قتيلاً منذ مطلع 2015 شعبية حزب لوبن. ولم يعلن الرئيس فرنسوا هولاند الذي تدنت شعبيته كثيراً، إذا كان يعتزم الترشح لولاية ثانية، لكنه ينظر بارتياح على ما يبدو الى تقدم فيون، اذ يعتبر بحسب أوساطه أن برنامجه «سيُحفز ناخبي اليسار».
مشاركة :