أفيد أمس بإنجاز اتفاقين بين القوات النظامية السورية من جهة وفصائل معارضة من جهة أخرى لإخراج المعارضين من منطقتين في ريف دمشق، في وقت فتحت فصائل معارضة «معركة حمراء الجنوب» بين دمشق والجولان لـ «تخفيف الضغط عن المحاصرين» قرب العاصمة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أنه «جرى التوصل لاتفاق في منطقة التل بريف دمشق، بين قوات النظام والفصائل العاملة في منطقة التل، عقب أيام من الاشتباكات التي دارت بين الطرفين في محيط المدينة، التي ترافقت مع قصف لقوات النظام على مناطق الاشتباكات وقصف للطيران المروحي». وتضمن الاتفاق، بحسب «المرصد»، عدداً من البنود نصت على تسليم الأسلحة فيما عدا الفردية منها وخروج المقاتلين ومن يرغب بالخروج من مدينة التل، وتسوية أوضاع من يتبقى ويكون «مطلوباً للنظام»، و «تسوية أوضاع المتخلفين عن التجنيد الإجباري والمنشقين»، بمدة لا تتجاوز 6 أشهر، وفتح الطرق الواصلة بين مدينة التل وباقي المناطق السورية، وتشكيل جهاز أمني من أهالي المدينة يكون قائماً على حماية المدينة من الداخل، وعدم دخول النظام إلى المدينة إلا في حال وجود أسلحة وبمرافقة اللجنة الأمنية الأهلية. وكان مقرراً أن يتم البدء بتنفيذ بنود الاتفاق. وأشار «المرصد» إلى أن ذلك ضمن اتفاقين لخروج مقاتلي المعارضة بأسلحتهم من أجزاء من ضواحي دمشق فيما تكثف الحكومة من هجماتها على المناطق المتبقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة حول العاصمة. وجاء الاتفاقان في إطار محاولات الحكومة السورية إبرام اتفاقات محلية مع مقاتلي المعارضة في المناطق المحاصرة والتي تتضمن ضمان ممر آمن لمقاتلي المعارضة للتوجه لمناطق أخرى خاضعة لسيطرتهم. ويقول مقاتلو المعارضة الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد إن تلك الاتفاقات جزء من استراتيجية حكومية للتهجير القسري من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بعد حصار وقصف على مدى سنوات. وقال «المرصد» إن اتفاقاً لبدء خروج مقاتلي المعارضة بأسلحتهم من مخيم خان الشيح سيطبق اعتباراً من أمس. وخان الشيح مخيم للاجئين الفلسطينيين إلى الجنوب الغربي من دمشق وتقدر الأمم المتحدة أن به 12 ألفاً تحاصرهم قوات الحكومة السورية. وقبل شهر قطع الجيش النظامي السوري وحلفاؤه خطوط الإمداد بين خان الشيح وبلدة زاكية إلى الجنوب والهادئة بشكل كبير بسبب اتفاق سابق مع الحكومة. وقال «المرصد» إن مخيم خان الشيح شهد شهراً من الاشتباكات العنيفة والضربات الجوية انتهت الأسبوع الماضي بوقف لإطلاق نار واتفاق الإجلاء. وضيقت الحكومة السورية المدعومة بقوة جوية روسية ومسلحين مدعومين من إيران الخناق على المعارضة المسلحة في المناطق المحيطة بالعاصمة عبر سلسلة من اتفاقات «التسوية» وهجمات الجيش. ومع تقدم القوات الحكومية تقلصت في الأشهر الأخيرة المساحة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة من الغوطة الشرقية المحاصرة منذ عام 2013 والتي تعد أكبر معقل لهم قرب دمشق. وتشهد الغوطة الشرقية منذ الأسبوع الماضي ضربات جوية وقصفاً وصفه شاهد بأنه أسوأ موجة هجمات بالمنطقة منذ عام على الأقل. وفي 15 تشرين الثاني استأنفت طائرات حربية سورية وروسية حملتها الشرسة على الشطر الشرقي الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة من مدينة حلب شمال سورية. ويعتقد أن نحو 270 ألف شخص محاصرون في أوضاع متردية في شرق حلب. إلى ذلك، قال «المرصد» إن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وحركة أحرار الشام وجند الملاحم وأنصار الهدى وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى من جانب آخر، في محيط السرية الرابعة وتل النقار الغربي والكتيبة الثالثة ومحاور أخرى في ريف القنيطرة الشمالي، حيث أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية عن معركة «حمراء الجنوب»، لـ «فتح الطريق للمحاصرين في الغوطة الغربية وثأراً لشهداء الكتيبة المهجورة».
مشاركة :