قوات الأسد تضييق الخناق على المعارضة بعد فرار المدنيين من شرق حلب

  • 11/27/2016
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

مئات المدنيين يفرون من شرق حلب بعد حملة القصف الجوي والاجتياح البري وتدمير منازلهم وحرمانهم من كل مقومات الحياة في أحيائهم ومناطقهم. العرب [نُشرفي2016/11/27] تحول في مسار الحرب السورية بعد تقدم قوات الأسد في شرق حلب حلب- تمكن مئات من سكان الاحياء الشرقية في مدينة حلب من الفرار الى مناطق تحت سيطرة قوات النظام ليل السبت الاحد، تزامنا مع تلقي الفصائل المعارضة ضربة موجعة بخسارتها اكبر الاحياء تحت سيطرتها. واستعادت قوات النظام السبت السيطرة على حي مساكن هنانو الاستراتيجي في شرق حلب، وتمكنت الاحد من التقدم باتجاه احياء مجاورة له، ما من شأنه ان يشكل تحولا في مسار الحرب داخل المدينة التي تشكل مسرحا لمعارك بين الطرفين منذ صيف 2012. وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن بان "اكثر من 500 مدني من سكان حيي الحيدرية والشعار في شرق حلب، توجهوا ليلا الى مساكن هنانو" مستغلين "تقدم قوات النظام داخل هذا الحي". وبحسب المرصد، "نقلت قوات النظام الفارين ليلا الى مناطق سيطرتها شمال مدينة حلب وتحديدا الشيخ نجار، قبل ان يصل قسم منهم صباح الاحد الى الاحياء الغربية في المدينة". وهي المرة الاولى، بحسب المرصد، ينزح هذا العدد من السكان من شرق حلب منذ العام 2012، حين انقسمت المدينة بين احياء شرقية تحت سيطرة الفصائل وغربية تحت سيطرة قوات النظام. وبث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد فيديو تظهر عشرات المدنيين معظمهم من النساء والاطفال لدى وصولهم الى مساكن هنانو حيث كانت حافلات خضراء بانتظارهم لنقلهم. وتظهر في احد المشاهد امرأة تجر عربة طفل وقربها ثلاثة اطفال فيما يحمل نساء ورجال حقائب واكياس سوداء، ويمكن سماع دوي الاشتباكات من منطقة مجاورة. واستأنفت قوات النظام في 15 نوفمبر حملة عسكرية عنيفة ضد الاحياء الشرقية، تخللها هجوم ميداني على اكثر من جبهة وغارات كثيفة على مناطق الاشتباك والاحياء السكنية. وتتهم قوات النظام الفصائل المعارضة بمنع المدنيين من الخروج من الاحياء الشرقية لاستخدامهم كـ"دروع بشرية". ويعيش اكثر من 250 الف شخص محاصرين في الاحياء الشرقية. وكانت اخر قافلة مساعدات دخلت شرق المدينة في يوليو. وحذر الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الاحد الماضي في دمشق من "كارثة انسانية" في شرق حلب مع استمرار التصعيد العسكري. الركوع او التجويع واعتبر ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين زنكي، احد ابرز الفصائل المقاتلة في حلب، ان نزوح المدنيين من شرق حلب "امر طبيعي جداً بعد حملة القصف الجوي والاجتياح البري وتدمير منازلهم وحرمانهم من كل مقومات الحياة في احيائهم ومناطقهم". ويأتي خروج المدنيين بعد اسبوع عنيف من المعارك في حي مساكن هنانو، قبل استعادة قوات النظام السيطرة عليه. ويحظى الحي، وهو اكبر احياء حلب الشرقية، باهمية رمزية باعتباره اول حي سيطرت عليه الفصائل المعارضة صيف العام 2012. وتشكل خسارته ضربة موجعة للفصائل المقاتلة والتي تسعى قوات النظام الى تضييق الخناق عليها. وتمكنت قوات النظام من التقدم الى الاحياء المجاورة الاحد والسيطرة على اجزاء من احياء الصاخور وبعيدين والحيدرية. وافاد الاعلام السوري الرسمي بسيطرة الجيش على جبل بدرو جنوب هنانو. واتهم اليوسف "النظام والروس والايرانيين بأنهم قرروا ابادة الثورة في ثاني اكبر مدن سوريا عبر اتباع سياسة الارض المحروقة مستفيدين من العجز الدولي الناجم عن التعطيل الاميركي". واضاف "على مرأى ومسمع الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، يتم تطبيق سياسة التجويع او الركوع من دون اي التزام بمواثيق حفظ السلم والامن الدولي". وبعد خسارتها مساكن هنانو، تخوض الفصائل معارك عنيفة للدفاع عن حي الصاخور المجاور الذي بات وفق المرصد "تحت مرمى نيران قوات النظام". فصل الاحياء الشرقية وتعمل الفصائل في حي الصاخور حاليا وفق اليوسف على "تعزيز نقاط الدفاع عن المدينة والاهالي"، لكنه اشار الى ان "الطيران يدمر كل شيء بشكل منهجي ومربعا تلو اخر" محذرا من انه "اذا لم يتم حظره، فسيدمر الطيران ما تبقى من مدينة حلب، حيا تلو اخر". وقال عبدالرحمن ان تقدم قوات النظام الى الصاخور يمكنها من "فصل الاحياء الشرقية الى جزئين عبر عزل القسم الشمالي منها عن الجنوبي". وبحسب المرصد، "تبعد اقرب مواقع قوات النظام على اطراف حي الصاخور من مواقعها في الجهة المقابلة، وتحديدا على اطراف حي سليمان الحلبي، نحو كيلومتر ونصف" كيلومتر. ويجمع محللون على ان معركة حلب اشبه بـ"معركة تحديد مصير"، ومن شأن نتائجها ان تحسم مسار الحرب المتواصلة منذ أكثر من خمس سنوات والتي اوقعت اكثر من 300 الف قتيل. وقال مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية بسام ابو عبدالله ان "العمل العسكري في مساكن هنانو اعتمد على قوات خاصة وكان متقنا اذ بدأ من المنطقة الاقل كثافة سكانية وعلى اكثر من محور، بحيث لم يكن لدى الجماعات المسلحة القدرة على التصدي وساهم بانهيار خطوطها الدفاعية".

مشاركة :