قال الشاعر عمرو بن أبي ربيعة : فقلت أباديهم فإما أفوتهم وإما ينال السيف ثأرا فيثأر المثل الصيني يقول ( أن من يثار لإهانة صغيرة يسعى وراء إهانات أكبر) وهذا ينطبق على ندوة رئيس المجلس المنحل مرزوق الغانم التي أطلق عليها (الحقيقة بلا قيود) فهي عبارة عن وصلة ردح واستعراض للعضلات والتعهد بالانتقام فمثلا جاء في كلمته عبارة (اقول للعصابة أقسم بالله سواء كنت مواطنا أو نائبا أو رئيسا للمجلس سأتصدي لمخططكم الرامي إلى حرق البلد وسوف أواجه رأس الأفعى وشريكه) ولايخفى على أحد أن العصابة التي يقصدها الرئيس السابق للمجلس المنحل هم أبناء الشهيد وفي مقدمتهم الشيخ أحمد الفهد . لاشك أن هذا الصراع المرير سوف يستمر ولن يؤثر فقط على طرفي الصراع ولكن سوف يؤثر على التنمية في البلد وعلى مستقبل الأجيال القادمة فإذا كان رئيس مجلس أمة سابق لايفكر إلا بالانتقام رغم أنه استطاع أن يحقق الكثير من طموحاته وأحلامه وأولها وصوله إلى منصب رئيس المجلس وهو ثالث منصب رفيع في الدولة ومن خلاله استطاع تمرير الوثيقة الاقتصادية التي هي خارطة طريق غرفة التجارة لاحتكار العقود والمناقصات ونهب لخيرات الكويت وأموال الشعب الكويتي . لايخفى على أحد أن من يحتكر كل المشاريع والمناقصات هي عائلات تعد على أصابع اليد الواحدة وهي معروفة لدرجة أن مثلا مشروع المطار رفضه ديوان المحاسبة بسبب كلفته العالية وعدم كفاءة الشركة المنفذة إلا أن مجلس الوزراء سحب المشروع وأعاد ترسيته بنفس السعر الذي يصل إلى مليار ونصف المليار دينار على نفس الشركة التي وكيلها هو قريب لرئيس المجلس المنحل. إن العصابة هي التي تحتكر القرار في البلد وهي التي يطلق عليها الحكومة الخفية التي تدير المجلس والحكومة وليست التي خسرت كل شيء لدرجة الحكم على أفرادها بالسجن وتنفيذ الأحكام عليهم ومنهم من يعيش خارج البلد فهي عصابة وهمية موجودة فقط في ذهن رئيس المجلس المنحل مرزوق الغانم الذي يثير هذه القضايا في ندوة انتخابية الهدف منها التكسب الانتخابي ودغدغة المشاعر والرجوع إلى رئاسة المجلس وما أحلى الرجوع إليه !! . نعتقد أن من يصل إلى منصب رئيس مجلس الأمة ينبغي أن يكون قدوة للآخرين فهو اليوم يمثل الأمة ونريد أن نضرب مثالا على ذلك فمثلا الرئيس السابق لمجلس الأمة أحمد السعدون مهما تعرض لانتقاد أو اتهامات قد تسئ له شخصيا من خلال مقالات أو تغريدات إلا أنه لم يرفع قضية على أي شخص انتقده وأساء له وكان رده على ذلك أنه شخصية عامة ولهذا عليه أن يتحمل ضريبة منصبه السياسي ويتحمل لأنه يؤمن بحرية التعبير وهو أقسم على الدستور الكويتي الذي كفل حرية التعبير والمفروض أن يسعى من يصل إلى المجلس كنائب أو رئيس إلى تشريعات تؤدي إلى مزيد من الحريات وليس إلى تشريعات تكمم الأفواه وتصادر الحريات مثل قانون الإعلام الإلكتروني وقانون المسيء الذي بسببه تم منع بعض المرشحين من المشاركة بالانتخابات مما يدل على نية الانتقام وليس التنمية والإصلاح. نقول لرئيس مجلس الأمة المنحل مرزوق الغانم الذي يتشدق بأن المجلس المنحل أنجز 114 قانونا وهو الأكثر تشريعا منذ مجلس 1963، إن ما تقول صحيح ولكن هذه القوانين الحكومة قدمت 73% منها فهي إنجازات حكومية وليست إنجاز المجلس المنحل الذي تفوق على كل المجالس ليس بالتشريعات والإنجازات ولكنه تفوق عليها بأنه أكثر المجالس بصما وموالاة للحكومة. أيضا نقول لرئيس المجلس المنحل أن أكبر إنجاز لك هو قانون الإصلاح الرياضي رقم 5 / 2007 الذي تسبب في وقف النشاط الرياضي على المستوى الدولي وحرمان الشباب الرياضي من المشاركات الخارجية وكل الحلول الترقيعية لم تنفع بل زادت الطين بلة وآخرها اللجنة المؤقتة لإدارة اتحاد الكرة التي تهاوت وولدت ميته. نعتقد أن الكويت اليوم بحاجة إلى ثقافة التسامح واحترام الرأي والرأي الآخر أما ثقافة الإقصاء التي يمارسها أي طرف من أطراف الصراع سوف تكون نتائجها مدمرة وتداعياتها خطيرة على خطط التنمية ومستقبل الأجيال القادمة ومع بزوغ فجر يوم الأحد الموافق 27 نوفمبر الجاري سوف يكون هناك مجلس أمة جديد لانريد أن يكون نسخة من المجالس السابقة فقد كفر الشعب الكويتي بالديمقراطية فهل يكون هناك نفس جديد مبني على التسامح ومقولة عفا الله عما سلف أم ترجع حليمة لسيرتها القديمة وتضيع الفرص لسبب إصرار البعض على الانتقام وتصفية الحسابات. أحمد بودستور
مشاركة :