من ينقذ جبهة الإنقاذ من نفسها ؟! | أنس زاهد

  • 7/24/2013
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

تحدثت في مقال الأمس عن أن نجاح ثورة الثلاثين من يونيو الشعبية في إسقاط حكم جماعة الإخوان، ورغم كل ما يمثله ذلك من أهمية، ليس إلا مجرد خطوة في بداية طريق طويل لإرساء أسس دولة مدنية حديثة ونظام ديمقراطي يكون بمثابة الحارس لقيم الدولة المدنية، لا وسيلة يمكن أن تستخدمها التيارات الفاشية لتقويض مكتسبات هذه الدولة. ثورة الثلاثين من يونيو التي جاءت لتصحيح مسار ثورة الخامس والعشرين من يناير، توفرت لها وبالعكس عن سابقتها، واجهة سياسية تمثلت في جبهة الإنقاذ الوطني. أما حركة تمرد الشبابية، وبالرغم من دورها المحوري في إشعال الثورة حيث قامت بتجميع ما يربو على اثنين وعشرين مليون توقيع لإسقاط حكم الإخوان، ومن ثم تحديد تاريخ الثلاثين من يونيو للنزول إلى الشوارع لإعلان الثورة، فإن الحركة لم تسع حتى هذه اللحظة إلى إنشاء حزب سياسي يمثل توجهاتها التي ما زالت غير معروفة بدقة حتى هذه اللحظة. المشكلة أن جبهة الإنقاذ التي تعتبر الواجهة السياسية الوحيدة المعتمدة لثورة الثلاثين من يونيو، تتكون من العديد من الأحزاب والتيارات المختلفة والمتخالفة والتي لا يوجد ما يوحّد بينها جميعا، سوى الرغبة في إسقاط الحكم الإخواني. والآن وقد سقط ذلك الحكم الفاشي، يحقّ لنا أن نتساءل عما إذا كانت توجد رؤية موحدة لجبهة الإنقاذ، بخصوص ماهية الدولة والنظام السياسي، أم أن حلفاء الأمس الذين اجتمعوا على إسقاط الخصم المشترك، سيتحوّلون اليوم إلى فرقاء غير معنيين بصياغة رؤية وطنية على أساس من التوافق أو شبه الإجماع؟! أعتقد أن مشكلة معظم الأحزاب والتيارات السياسية في الوطن العربي، هي أنها لا تُفرِّق بين العمل السياسي والعمل الوطني. طبعاً أنا لا أقصد أن الخلافات في وجهات النظر غير مشروعة في هذه المرحلة، لكنني أقصد أن الخلاف على أساس المغالبة وفرض الأجندات الخاصة والرؤى الذاتية، لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة في الظرف الراهن، حيث ينتظر الشعب ترجمة ثورته إلى دستور وطني يحدد شكل الدولة ويبين أسس العلاقة التعاقدية بينها وبين الشعب. فهل تشغل قضية الدستور بال القوى السياسية في مصر فعلا، أم أن هناك قبولا عاما باللجوء إلى تعديلات دستورية على الدستور الذي تمت صياغته في عهد الإخوان خلال مجرد أيام؟! أخشى أن يؤدي ضعف المعارضة وسذاجتها وعدم نضجها، إلى تدخل الجيش في الحياة السياسية وإدارتها من وراء الستار. ويبقى السؤال: هل يوجد من هو قادر على إنقاذ جبهة الإنقاذ من رعونتها؟!. anaszahid@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (7) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :