لم تبدأ حلقات مسلسل إراقة الدماء منذ فض الاعتصامين الإجراميين برابعة العدوية وميدان النهضة قبل أسبوع من الآن. مسلسل إراقة الدماء ابتدأ منذ اليوم الذي تلا عزل الرئيس الذي فقد شرعيته، محمد مرسي، حيث ابتدأ أعضاء الجناح العسكري بتنظيم الإخوان، بشن حرب استنزاف ضد القوات المسلحة في سيناء. الكثيرون من المغرضين إضافة لدراويش حقوق الإنسان الذين يفصلون بين ما كفلته مبادئ حقوق الإنسان للفرد من حقوق وما ألزمته به من واجبات، أسقطوا من المشهد هذا الجزء الخطير الذي ساهم في مقتل عشرات الضباط والجنود من المنتمين للجيش العربي المصري الذي خاض خمس معارك طاحنة ضد إسرائيل، العدو الاستراتيجي والأزلي الوحيد للأمة العربية. واستهداف الجيش في أي بلد هي جريمة ليست لها تسمية أخرى حسب كل القوانين المتبعة في جميع أنحاء العالم، سوى: الخيانة العظمى. المشكلة أن أنصار هذا التنظيم الدولي الإرهابي في الوطن العربي، ما زالوا يُصرِّون على تبرئة الجماعة مما يحدث في سيناء من أعمال إرهابية أودت كل هذا الكم من منسوبي الجيش، كان آخرهم ما يقارب من ثلاثين شهيداً سقطوا قبل يومين، رغم اعتراف محمد البلتاجي القيادي بالجماعة والقائد الميداني لمعركة رابعة، بأن الجماعة وراء ما يحدث هناك، حيث قال بالحرف الواحد: أعيدوا الرئيس محمد مرسي إلى سدة الحكم وسيتوقف ما يحدث في سيناء خلال ثوان معدودات. مسلسل إراقة الدماء لم يبدأ عندما مارست الدولة ممثلة في جيشها وجهازها الأمني مهمة الدفاع عن سيادتها التي اقتضت فض الاعتصامين. الكارثة بدأت منذ وصول هذه الجماعة الإرهابية للحكم، حيث تم تهريب وتكديس السلاح بمعاونة زملائهم من الإرهابيين في ليبيا على مدار عام كامل. ولو لم يتحمل وزير الدفاع الجنرال عبدالفتاح السيسي مسؤوليته أمام الله والشعب والتاريخ، ويستجيب لإرادة ما يربو على ثلاثين مليون خرجوا إلى الشوارع لإسقاط فاشية الإخوان، لتمكّنت الجماعة من تجهيز جيش كامل، ولكان التعامل مع هؤلاء الإرهابيين أصعب بعشرات المرات من التعامل معهم في الفترة الحالية. وهو ما كان سيؤدي إلى سقوط عشرات أضعاف أعداد الضحايا الذين سقطوا. إن تنفيذ كل تلك العمليات الإرهابية التي تلت فض الاعتصامين، يدل على أن الجناح العسكري لهذا التنظيم كان يمتلك مخططاً مدروساً بعناية، كما أنه يُؤكِّد على أن التنظيم كان يمتلك بنك أهداف واسعا ومتعدد الغايات شمل ضمن ما شمل، الهجوم على أقسام الشرطة وحرق الكنائس واستهداف المقار الحكومية وبالذات مباني المحافظات والوزارات. إن كل ما حدث يُؤكِّد بأن أعضاء الجناح العسكري بالتنظيم، كانوا سيستخدمون السلاح طالما أن معزولهم لم يعد للحكم. وهو ما قاموا بارتكابه في سيناء فعلا، ومنذ اليوم الثاني لإسقاط المعزول. السماح بسقوط كيان الدولة في مصر تحت ذريعة حقن الدماء، وكأن الدولة هي المسؤولة عن إراقة الدماء، هو إما خيانة، أو حماقة وغفلة وعدم قدرة على تقدير خطورة الموقف. لا سكوت عن إسقاط كيان الدولة. anaszahid@hotmail.com anaszahid@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (7) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :