كشفت القاهرة أمس توقيف «خلية إرهابية» اتهمت عناصرها بتلقي تدريبات في معسكرات تنظيم «داعش» في ليبيا، قبل المشاركة في القتال هناك. وقالت إن أحد عناصرها شارك في عملية ذبح 21 قبطياً مصرياً في ليبيا، والتي نفذها «داعش: مطلع العام الماضي، وأعقبها توجيه سلاح الطيران المصري ضربات لمعاقل التنظيم في سرت. كما اتهمت متهمين في القضية بتنفيذ تفجيرات وهجمات على أقسام شرطة تركزت في مدينة مرسى مطروح (شمال غربي القاهرة). وكشف متهمون في اعترافاتهم أنهم آووا سبعة أجانب يحملون الجنسية الألمانية، كانوا يرغبون في التوجه إلى ليبيا للانضمام إلى «داعش»، ودربوهم على فك وتركيب واستعمال الأسلحة الآلية في مطروح. ووفقاً للتحقيقات التي أجرتها نيابة أمن الدولة العليا في القضية، فإن الخلية تضم 20 متهماً من محافظة مرسى مطروح، أحيلوا على محكمة الجنايات لمحاكمتهم، وأنهم «كانوا أدوا البيعة لتنظيم داعش، والتحق بعضهم بمعسكرات تدريبات للتنظيم في ليبيا وسورية». وأشارت إلى أن «المتهم الثامن في القضية عبدالله دخيل حمد عبدالمولى اعترف بأنه كان ضمن عناصر داعش الذين نفذوا عملية ذبح 21 قبطياً مصرياً، وظهر ملثماً في الفيديو الذي بثه التنظيم في شباط (فبراير) العام الماضي، مشيراً إلى أن الهدف من العملية كان استدراج الجيش المصري لقتال عناصر التنظيم داخل ليبيا». وأفادت التحقيقات بأن المتهمين «تواصلوا مع قيادات في داعش ليبيا عبر الإنترنت، قبل أن يتسللوا إلى هناك، واتفقوا معهم على تأسيس جماعة تابعة لداعش في محافظة مرسى مطروح، تزعمها المتهم الثاني في القضية محمد السيد حجازي، على أن تتولى تنفيذ أعمال عدائية داخل البلاد ضد القضاة وأفراد الجيش والشرطة والمسيحيين». ولفتت إلى أن «الخلية اعتمدت على المتهم الثاني الذي أمدها بالسلاح الذي تم تهريبه من ليبيا، فيما كان دور المتهم الأول محمد خالد حافظ المكنى أبو يوسف، إعداد برنامج لأعضاء التنظيم يرتكز على محورين أولهما فكري بعقد لقاءات تنظيمية في مسكنه لتدارس الأفكار التكفيرية، فيما يقوم المحور الثاني على تلقين عناصر الخلية تدريبات عسكرية داخل البلاد وخارجها». وأضافت أن «المتهمين الرابع فتح الله فرج، والخامس إسلام محمد فهمي، توليا مسائل تدريب أعضاء الخلية على الأسلحة الآلية في المناطق الصحراوية في أطراف مرسى مطروح، قبل أن يتم إلحاق بعض المتهمين بمعسكرات داعش في ليبيا، لتلقي تدريبات متقدمة فيها على أساليب حرب العصابات، وكيفية تصنيع العبوات المتفجرة وأدوا البيعة لوالي التنظيم في ليبيا المكنى أبو عبدالعزيز». وأشارت إلى أن المتهمين محمد خالد حافظ ومحمود عبدالسميع محمد وإسلام محمد فهمي وعبدالله دخيل ومحمد مصطفى دسوقي ومحمد عادل الطيباني، «التحقوا بالفعل بداعش ليبيا وتلقوا تدريبات عسكرية في أحد معسكراته». وأضافت أن «المتهم عبدالسميع تولى مسؤولية أحد معسكرات داعش في مدينة سرت الليبية، بينما اشترك دخيل في واقعة قتل 21 قبطياً مصرياً في ليبيا». ووفق اعترافات المتهمين، فإنهم اشتركوا في عدد من عمليات «داعش» في ليبيا، منها «إغارة التنظيم على مخزن أسلحة وذخيرة تابع لقوات الجيش النظامي الليبي، والتمركز في مكمن لاستهداف قوات فجر ليبيا، وتفجير حقل بترول خاص بأحد الأشخاص الممولين للقوات النظامية الليبية وقتل حراس فيه». وقال المتهم فهمي إنه في أعقاب فض اعتصام ميدان المحطة في مطروح لأنصار الرئيس السابق محمد مرسي في العام 2013 فرّ إلى ليبيا لاعتقاده بأنه ملاحق أمنياً، وانضم إلى جماعة «أنصار الشريعة» التي بايعت لاحقاً تنظيم «داعش» في معسكرها في مدينة درنة، وتلقى تدريبات عسكرية على استخدام الأسلحة الثقيلة، وعقب عودته تولى مسؤولية الجماعة خلفاً للمتهم الثاني الذي تم ضبطه. وجاء في اعترافات المتهم الطيباني، أنه تسلل مع آخرين من عناصر الجماعة إلى ليبيا عبر منطقة النجيلة الحدودية، بالتنسيق مع أحد العناصر البدوية، إلى أن بلغوا منطقة أجدابيا الليبية، حيث كُنّيَ بـ «أبو عمر» وكُنّيَ المتهم الخامس بـ «أبو سيف»، وجرى نقلهم برفقة عدد من العناصر الراغبة في الانضمام إلى التنظيم إلى منطقة النوفلية في ليبيا الخاضعة لسيطرة «داعش». وأشار إلى أنه «إلى جانب تلقيه دروساً في الفكر التكفيري، وتدريبات بدنية وعسكرية، شارك في إعطاء البيعة لأبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش، وعقب البيعة وتمهيداً لغزو قرية هراوة في ليبيا تسلم المتهم سلاحاً آلياً (بندقية كلاشنيكوف) وتوجه برفقة عناصر من التنظيم إلى البلدة، حيث تمكنوا من السيطرة عليها، ثم عاد إلى النوفلية ليتولى مسؤولية مخزن الأدوية». وقال إنه «نظراً إلى كثافة الغارات الجوية التي ضربت منطقة النوفلية وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد من عناصر التنظيم، شرع وآخرون في العودة إلى داخل مصر، وتوجه إلى المنفذ الحدودي في السلوم حيث تم ضبطه». والتحق متهمان آخران هما محمود عصام وإسلام يكن بصفوف «داعش» في سورية، وتلقيا تدريبات على استخدام الأسلحة النارية في معسكراته وشاركا في المواجهات ضد الجيش النظامي السوري. وكان تردد أن يكن قُتل في سورية في العام 2014. إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية «تفكيك خلية إرهابية» أخرى في السويس (إحدى مدن القناة) «كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية». وأوضحت الوزارة في بيان أن «أجهزة الأمن رصدت وجود بؤرة تكفيرية في السويس تتبنى الأفكار الهدامة وتخطط لتنفيذ أعمال عدائية تجاه مؤسسات الدولة، وتم استهداف تلك العناصر وضبط 10 منهم القيادي في الخلية عادل حسين محمود وعبدالرحمن الهادي المكنى أبو مالك الكناني، وعُثر في حوزتهم على طبنجة مسروقة من مديرية أمن السويس في العام 2011، وخزينتين في داخلهما 27 طلقة، إضافة إلى ثلاثة أسلحة محلية الصنع». وأضافت الوزارة أن «المتهمين اعترفوا بقناعتهم بالأفكار التكفيرية وحتمية تنفيذ أعمال عدائية تجاه مؤسسات الدولة ورصد بعض المقار الأمنية والقضائية وعدد من أفراد وضباط وسيارات الشرطة لاستهدافهم، كما توصلت النتائج إلى أن المتهم عبدالرحمن الهادي تربطه علاقة بالعناصر الإرهابية في شمال سيناء، وسبق تلقيه لدورات تدريبية هناك على استخدام الأسلحة وإعداد العبوات المتفجرة لفترة أعقبها تكليفه بالعودة إلى محل إقامته تمهيداً لتنفيذ التكليفات الخاصة بعملياتهم الإرهابية». وفي سيناء، أفادت مصادر أمنية بأن حملة مزودة بالأسلحة الثقيلة استهدفت أمس مناطق جنوب غربي مدينة العريش في شمال سيناء، ونفذت سلسلة من عمليات الدهم لضبط مسلحين يتحصنون في هذه المناطق عقب فرارهم من مناطق جنوب الشيخ زويد ورفح.
مشاركة :