اليابان الوجه الآخر

  • 11/28/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عندما ننظر للشعوب الأخرى، خصوصاً الشعوب المتقدمة تقنياً وحضارياً، تأسرنا النظرة القريبة والعجلى ولا ندقق ولا نتفحص ولا نبحث خلف الكواليس.. رغم اللطافة واللباقة التي يتحلى بها الشعبُ الياباني، وحسن التعامل والترحيب بالآخرين ومنهم الأجانب إلا أنهم يعيشون في كآبة عظيمة.. اليابان أكبر بلد في العالم في عدد المنتحرين سنوياً.. الكآبة ظاهرة ملموسة في حياتهم.. عندما يكبر الإنسان يشعر بالسأم والفراغ الشديد فلا حياة أسرية ولا صحبة اجتماعية.. المجتمع انعزالي بشكل كامل وما يجمع الناس هو العمل فقط، أما العلاقات الاجتماعية فهي في أدنى الدرجات.. حتى على مستوى الأسرة هناك تفكك شديد وافتراق كبير بين الأبناء.. كل في عزلة عن الآخر.. همه عمله.. يليه بعض الاهتمامات الفردية فحسب.. الآباء يفتقدون أبناءهم، والجيران قلما يزورون جيرانهم.. والزملاء نادراً ما يقابلون زملاءهم الفردية والذاتية في الحياة الاجتماعية متأصلة بينهم.. أمراض الحضارة الغربية انتقلت إليهم.. تأخر الزواج وأحياناً كثيرة فوات قطار الزواج يمثل ظاهرة.. عدد الأبناء يتقلص باستمرار والرغبة في بناء أسرة يقل مع الزمان.. يحدثني أحد الفضلاء -ممن عاش في طوكيو زمناً ليس باليسير وخبر المجتمع الياباني وكان على علاقة جيدة به- عن ظهور أنماط أخلاقية اجتماعية غريبة وشاذة.. يقول: تنتشر الآن في أوساط الطالبات في الثانوي والجامعة إقامة علاقة عابرة مع أعزاب بمقابل مادي (من أجل تحسين الدخل وزيادة الرفاهية الشخصية).. لسن ممن يمتهن الدعارة فأولئك عالم آخر ولسن يقمنها مع أصدقاء (كما هو منتشر في الغرب)، لكنها سلوكيات جديدة شاذة تعبر عن حب المال وزيادة في اقتنائه حتى لو تطلب الأمر معاشرة الغريب. ويزيد الأخ أنه وزملاءه تعرضوا لكثير من المواقف من طالبات المدارس حيث يعرضن أنفسهن بشكل واضح مباشر دون حياء أو تردد امرأة يابانية أسلمت حديثاً ذكرت أن المرأة في اليابان تعاني كثيراً.. ليست المسألة في مناصب إدارية، بل لا يزال ينظر لها من قبل الرجل بدونية واحتقار لدرجة أن البعض منهن ترفض الزواج لهذا السبب.. ولا يغرنك واقعهم في العمل فهذا شيء آخر مبني على النظام الجماعي وتوزيع المسؤوليات. الحياة الأسرية خاصة في المدن تتآكل بسرعة والرأسمالية الغربية بعوارها أصبحت واقعاً لديهم ورغم الكماليات وأدوات الترفيه لديهم إلا أنهم يفتقدون السعادة، خصوصاً إذا علمت أن الدين الحق لا يزال غائباً ومغيباً عنهم وعن حياتهم اليومية. في هذه المجتمعات الإسلام يقدم حلولاً والدعوة الإسلامية تحتاج اختراقاً فقط بسلوك حميد ونشر وتعريف. رغم الجهود المحدودة جداً دعوياً إلا أن النتائج طيبة فما بالك لو فهم اليابانيون الإسلام واتضح لهم القيم العالية والحلول المناسبة للمجتمع ورأوا سلوكاً حميداً وقدوات إيجابية في ظني سيكون الإقبال هائلاً بالذات إذا تم توظيف الأساليب الإعلامية الحديثة في الخطاب والتأثير على الناس.

مشاركة :