أعادت بنغلادش اليوم (الإثنين) قوارب مليئة بلاجئين من أقلية «روهينغا» المسلمة لجأ آلاف من أفرادها في الأسابيع الأخيرة إليها، هرباً من ممارسات جيش ميانمار ضدهم. وقال رئيس حرس الحدود في مدينة تكناف الحدودية الكولونيل ابو ذر الزاهد: «أعيدت ثمانية قوارب كانت تحاول عبور نهر ناف الذي يفصل ولاية راخين في ميانمار عن جنوب بنغلادش»، بالإضافة إلى رفض دخول ستة قوارب أمس. وتحدث أفراد الأقلية الذين عبروا الحدود عن أعمال عنف مارسها جنود ميانمار في غرب البلاد من قتل وتعذيب واغتصاب. ودعت بنغلادش ميانمار إلى اتخاذ «إجراءات عاجلة» لوقف دخول أفراد هذه الأقلية إلى أراضيها، متجاهلة ضغوط الأسرة الدولية لفتح حدودها لتجنب أزمة إنسانية. وقال مسؤولون إنه في الأسبوعين الماضيين، منع حرس الحدود البنغالي أكثر من ألف شخص، من بينهم العديد من النساء والأطفال من دخول البلاد عبر القوارب. وانضمت زعيمة المعارضة في بنغلادش خالدة ضياء أمس إلى أصوات عدد من الأحزاب السياسية والجماعات الإسلامية المتشددة في بنغلادش، داعين الحكومة لتوفير ملاذ لهؤلاء الأشخاص. وتقول الأمم المتحدة إن أعمال العنف أدت إلى تهجير 30 ألف شخص وسقوط عشرات القتلى منذ بداية عملية جيش ميانمار بعد سلسلة هجمات استهدفت مراكز للشرطة في مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ومصير أفراد الـ«روهينغا» الذين يعيشون في ميانمار منذ أجيال هو ملف قابل للانفجار في البلاد، جنوب شرقي آسيا لأنهم مكروهون من قبل جزء من السكان (95 في المئة منهم بوذيون) ويعتبرون أجانب في ميانمار ويتعرضون للتمييز في عدد من المجالات من العمل القسري إلى الابتزاز وفرض قيود على حرية تحركهم وعدم تمكنهم من الحصول على العناية الطبية والتعليم. ويعيش آلاف منهم في مخيمات في راخين منذ أعمال عنف وقعت بين المسلمين والبوذيين في العام 2012، أسفرت عن سقوط مئتي قتيل. ويحاول آلاف منهم الهرب كل عام بعبور خليج البنغال للوصول إلى ماليزيا. واتهم ممثل للأمم المتحدة في بنغلادش سلطات ميانمار بشن حملة «تطهير عرقي» ضد «الروهينغا»، الأمر الذي رفضه حكومة ميانمار بقيادة أونغ سان سو تشي، الحائزة جائزة «نوبل» للسلام. وقالت اللاجئة سميرة أخطر (27 عاماً) بعد وصولها إلى مخيم غير رسمي للاجئين في بنغلادش «الجيش قتل زوجي وأحرق منزلنا. هربت مع أطفالي الثلاثة والجيران». وأكد دودو ميا في المخيم أن 1.338 شخص على الأقل وصلوا منذ منتصف الشهر الماضي.
مشاركة :