دخلت العاصمة السودانية الخرطوم أمس اليوم الثاني للعصيان المدني المعلن من قبل ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت تواصلت فيه معركة جدلية حامية للناشطين مع أنصار الحكومة حول الاستجابة ونجاح وفشل العصيان. لكن على أرض الواقع فقد سجل العصيان استجابة اقل من يومه الأول الذي وجد استجابة بنسب متفاوتة في أحياء مدن العاصمة الثلاثة. وجاءت الدعوات للعصيان بعد احتجاجات محدودة، ضد قرارات اقتصادية قاسية قضت برفع الدعم الحكومي عن الوقود وأسعار شراء الكهرباء والدواء وتحرير جزئي لسعر صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني. وواصل الناشطون دعواتهم في اليوم الثاني بكثافة على مواقع التواصل، ونشر الكثيرين منهم صورا لشوارع في المدينة تبدو خالية من المارة في الصباح وقت الذروة مقابل صور تظهر اكتظاظا للسيارات بالشوارع من قبل المناصرين للحكومة. وأقر مراقبون لحركة العصيان بضعف الاستجابة في اليوم الثاني، ولم تتأثر حركة المواصلات العامة بالعصيان، خلال اليومين حيث كان ملاحظا تواجدها في المحطات العامة الرئيسية والفرعية. وقام جهاز الأمن السوداني بمصادرة صحيفة الجريدة بعد طباعتها أمس، كما أوقفت السلطات بث قناة أم درمان بتهمة عدم حصول القناة على ترخيص. وقال مالك ومدير القناة الصحفي المعروف حسين خوجلي انه حصل على ترخيص وأن القناة ستعمل مع بقية القوى الحية بالبلاد لإعادتها عبر الوسائل القانونية والشرعية. وأكد مسؤولون حكوميون فشل العصيان وانسياب دولاب العمل في المؤسسات كافة من دون أية تأثير. وحذر معتمد محلية الخرطوم الفريق أحمد عثمان أبو شنب في تصريح صحفي من تداول وتعاطي الشائعات المنتشرة علي مواقع التواصل الاجتماعي بنجاح العصيان. وأضاف قمت بزيارة إلى جميع مرافق الدولة في الخرطوم ووجدت ان العمل يسير بشكل طبيعي ولا اثر لأي عصيان. وبالمقابل هاجم الحزب الشيوعي المعارض حزب المؤتمر الوطني الحاكم، داعيا في بيان قيادات الحكومة للترجل عن السلطة. وشدد البيان على أن الحزب الشيوعي لا يعترض على أي عمل يقود لإسقاط النظام.