تختلف الشخصيات وتختلف طرق التعامل ، وتكثر المجاملات والإنخداعات من حين الى آخر ! فهناك شخصية مرموقه ، مثقفة ، واعية ، تساعد الغير ، وتلبي سائر إحتياجاتهم على أكمل وجه ، وتسعى لبذل جهدها لإناس معينين فقط ، واذا رأيته تعجب بفعله وتتوق الى إكتساب تلك الأفعال منه ، وقد تراه بشوشًا ضاحكًا مع من حوله من أصدقائه وزملائه ولكن عندما يتوجه الى منزله علته الكآبة وظهر عليه العبوس عند أهله والأقربين ! ولا ينتج منه سوى التقصير والتهاون والضجر من حمل عبء عائلته !! أين ذلك الإعتناء الذي يقام من أجل الغريب؟ وأين تلك التضحيات التي تُبذل لإسعادهم؟ أولم يدرك قول الرسول -صلى الله عليه وسلم:- (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي)؟ ولأهمية الأمر قد كرر كلمة (خيركم) حتى يشد إنتباه المستمع ويقوم بتلبية أمره وتلبية إحتياجات عائلته وخدمتهم ، وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- أفضل الناس خُلقًا وتعاملًا ومساعدةً لأهله ، ودليلاً على ذلك : روى أحمد وابن حبان وصححه عن عروة قال: قلت لعائشة ما كان -رسول الله صلى الله عليه وسلم- يصنع في بيته؟ قالت: يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم. وهذا يدل على إعانته لأهله، لا كما يتوهمه بعض الناس من أن ذلك نقصاً وعيباً أن يعين الرجل أهله في أعمال البيت، وهذا التعاون يولد الألفة والمحبة بين الزوج وزوجته كما لا يخفى. ولكن في عصرنا الحالي طائفة من الناس لا يبالون أبدًا للمسؤوليات أو لخدمة أهلهم او مساعدتهم وذلك بحجة الإنشغال وعدم القدرة على تلبية رغباتهم !! وبسبب تلك المشكلة وتكاسل بعض الابناء في خدمة عائلتهم فقد ظهرت مهنة جديدة لبعض الشباب وهي (مندوب) ومهمتهم يقومون بتوصيل كل مايحتاجه الفرد الى موقعه ومقابل مبلغ مادي ، وليس عيبًا ان يلتحق شابًا بهذه المهمة ولكن العيب أن يتواجد رجلًا في المنزل وعائلته تتصل بمندوب ليجلب لهم مايحتاجونه ! ورغم ماأسلفت فقد أوصى الله -عز وجل- بالأقربون فهم أولى بالمعروف وألزم بالقيام بهم ، وهم الأحوج إليه في السراء والضراء ، ومقابل تلك الشخصية التي خدعت الكثير من حولها : شخصية معطاءه عادله. تبذل جهدها وتسعى لأجل الطرفين عائلتها ومعارفها ، وهذي الشخصية قد أحسنت صنعًا وفازت وتميزت بفعلها ، وهذه حقًا من يتمنى الإنسان ان يكون مثلها ويقتدي بفعلها وتكثر أمثالها.
مشاركة :