“الجرافيتي”.. يشوه جدران مكة المكرمة

  • 3/23/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تفشت ظاهرة الكتابة والرسم على المرافق العامة والجدران بين عدد من الشباب في معظم الأحياء الشعبية والشوارع، والتي اعتبرها البعض تعبيرًا عما يجيش في نفوس الشباب من مشاعر، وكذلك ما يخطر لهم من أفكار، عبر تلك الهواية المعروفة في العالم باسم «الجرافيتي»، ولكن في مقابل ممارسة الشباب لتلك الهواية عشوائيًا، تم تشويه العديد من الحوائط والشوارع واللوحات الإرشادية، ورغم أن هناك العديد من العبارات والأبيات الشعرية الجميلة والمفيدة والرسومات والأشكال اللافتة، إلا أنها تبقى ظاهرة سلبية وتشوه صورة المجتمع، لاسيما أن هناك بعض الكلمات والرسومات تضر بالممتلكات العامة والخاصة. وحول تلك الظاهرة يؤكد عدد من أساتذة علم الاجتماع والنفس وأساتذة الفنون التشكيلية أن هؤلاء الشباب يعانون من فراغ، وتعد الكتابة على الجدران ما هي إلا محاولة للتنفيس عن ذلك. تعبير عن الكبت فيقول الأخصائي الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية بمكة المكرمة جابر بن محمد الفاهمي أن ظاهرة الكتابة والرسم على المرافق العامة هي ظاهرة سلبية ناتجة عن كبت داخل كل فرد، ويرغب الفرد في تنفيس ذلك الكبت الناتج عن عدم تلبية احتياجاته في هذا المجتمع، أو فشله في الحياة الاجتماعية أو ظروف قاهرة خارجة عن إرادته الفردية. وقال الفاهمي إنه يمكن تحويل هذه الظاهرة إلى عمل إبداعي، وذلك بتحديد أماكن مخصصة للكتابة والرسم، وتكون الجهة المسؤولة عنها وزارة التربية والتعليم في كل منطقة، وتحفيز الشباب في هذا المجال بوضع مسابقات وجوائز لهذه الفئة، وهناك أماكن مخصصة لذلك وهي بيوت الشباب التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب الموجودة في كل منطقة ومدينة. فيما قال أستاذ الإرشاد النفسي والتوجيه بجامعة أم القرى الدكتور عبدالمنان ملا معمور إن الدراسات النفسية والاجتماعية والتربوية أكدت أن الفئة التي تكتب في المرافق العامة والجدران هم من الفئات العمرية في مرحلة الشباب، سواء أكانوا مراهقين أو في سن الرشد.. أما من يفعل ذلك متعمدًا تشويه المرافق العامة فهم أصحاب المؤهلات التعليمية المتدنية، وبعض من يعانون اضطرابات نفسية وسلوكية واجتماعية، ويصعب عليهم التعبير بطريقة صحيحة، فيقومون بعملية التنفيس الانفعالي عن الكبت عبر الكتابة على المرافق العامة والجدران بأسلوب لا يليق بثقافة البلد. جوانب إبداعية وعن إمكانية تحويل هذه الظاهرة من عمل سلبي إلى عمل إبداعي وجمالي قال الدكتور عبدالمنان: إن بعض تلك العبارات، التي ينظر لها بأنها عبارات تافهة فإن بعضها قد تكون عبارات لها جوانب إبداعية، وقد تعبر عن صاحبها الذي أهمل في بيئته الأسرية والتربوية، وبالتالي حدث له اضطراب سلوكي، إلا أن له جوانب إبداعية من خلال كتابة بعض الكلمات والعبارات ورسم الأشكال. رسالة غضب ومن جانبه تحدث الفنان التشكيلي حسين مجاهد عن تاريخ بداية ظاهرة الكتابة والرسم على الجدران حيث قال: بدأت هذه الظاهرة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي عرفت بـ»الجرافيتي» كوسيلة لتعبير الطبقات المسحوقة من المهمشين، واليوم تتباين الآراء وتختلف المفاهيم حول فهم الدلالات التي قد تعنيها، لكن الكل يتفق على أنها أسلوب قديم للتعبير، وتختلف باختلاف المكان والزمان. ومن سلبياتها الإضرار بالممتلكات الخاصة والعامة وتشويه المنظر العام وتناسقه. وحذر مجاهد من الاستهانة بهذه الظاهر فهي تريد إبلاغ رسالة وإن لم تعجبنا طريقة التعبير، فصاحب هذه الرسالة يريد لفت الانتباه واستخدام الألوان الصارخة والخطوط الكبيرة هي نوع من الغضب الذي يرغب صاحبه في مغايرة المألوف. وقال: إن هناك فرقًا بين من يلجأون للكتابة على الجدران بدافع الهوس وطيش الشباب لأنهم لا يخافون من رادع يردعهم، وبين الكتابات التي تحمل رسائل غضب، لذا يجب علاج هذه الظاهرة باتجاهين متوازيين؛ الأول شغل أوقات الفراغ للشباب مع ضرورة فرض عقوبات مالية تعوض أصحاب المنشآت عن هذا الضرر.

مشاركة :