في الوقت الذي أوضح فيه المتحدث الإعلامي في الأمانة خالد بن متعب أن ظاهرة الكتابة على جدران مقبرة البقيع مستمرة ومتكررة رغم الجهود الحثيثة لمعالجتها وطمسها حفاظا على قدسية المكان، لا تزال الكتابات والشخبطات التي يخطها المعتمرون والزوار وبعض الجاليات بمختلف الأعراق على سور مقبرة البقيع وحول المسجد النبوي الشريف تثير استغراب الأهالي والمقيمين والزوار على حد سواء. ودعا المهتمون أمانة المنطقة والمسؤولين إلى المبادرة وإزالتها أو طمسها قبل بدء استقبال الزوار الوافدين إلى هذه البقعة الطاهرة مع حلول شهر رمضان المبارك، كما طالب الأهالي بالحفاظ على الصورة الذهنية المشرفة والانطباع السائد لهذه المشاعر المقدسة، لافتين إلى أن هذه الكتابات تشوه الجهود المبذولة وتخلف بلبلة وغموضا لدى زوار المسجد النبوي. وفي استطلاع (عكاظ) أكد عدد من الأهالي أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل تعداه إلى انتشار العقد والأربطة والمسابح وبعض الرسومات الخرافية والمنهي عنها على جدران مقبرة البقيع، إذ يقول المواطن عناد بن طلق: هذه الكتابات تسيء لجمال وروح وقدسية هذا المسجد النبوي الشريف ومقبرة البقيع التي تحتضن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم ولا يمكن أن نغفل عن هذه البقعة التي تضم في ثراها أجساد زوجات وصحابة رسول الله ونطالب الجهات المسؤولة بالمسارعة في الحفاظ على هذه البقعة الطاهرة ومضاعفة الجهود وأخذ التدابير التي تمنع وتحد من تكرار مثل هذه التصرفات من قبل من يسلكون هذا المسلك، مناشدا بأن يكون لهذه المقبرة اهتمام من كل النواحي وتشمل المحافظة على نظافة وطهارة سورها من الكتابات وغيرها. يشاطره الرأي نايف بن غبن الوسمي مضيفا أن الكتابة على الجدران بشكل عام ظاهرة تشوه المنظر العام للأحياء، كما أن وصولها إلى المدارس والمقابر يستدعي تدخلا عاجلا من الجهات المعنية للقضاء على هذه الظاهرة، مطالبا باحتواء الشباب أصحاب هوايات الكتابة والرسم على الجدران ووضع حيز مناسب في الأماكن العامة ليظهروا فيه هواياتهم وينموها في الصالح العام. أما المواطن محمد بن تركي فيقول إن مقبرة المعلاة الملاصقة لمسجد الرسول لها خصوصية من نوع مختلف ويجب أن تتضاعف الجهود للمحافظة عليها، محذرا الشباب من هذه الممارسات التي لا تمت للدين بصلة، فيما يشير المواطن محمد الهذلي إلى أن مثل هذه الكتابات والسلوكيات تخدش المنظر الجمالي العام فكيف بمثل هذه البقعة الطاهرة التي حباها الله بروحانية وقدسية بين كل أصقاع الأرض، مطالبا بالوقوف في وجه هذه الأفعال وطمسها دون تردد استشعارا بعظمة المكان.