بتوجيهات من قائد الخدمات الطبية الملكية اللواء بروفيسور الشيخ خالد بن علي آل خليفة انطلقت في المستشفى العسكري، صباح اليوم الثلثاء (29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016)، فعاليات الأسبوع الخاص بتوعية الممارسين الطبيين في كيفية التعامل مع مخلفات المرضى تحت عنوان "أنا أهتم"، والتي تهدف إلى منع انتشار الأمراض في أقسام المستشفى المختلفة بمشاركة فريق مكون من 25 طبيبا وممرضة. وتعتبر هذه الفعالية الأولى من نوعها في المستشفى، حيث يتم تعريف الممارسين الطبيين، أطباء وممرضات وجميع العاملين بالخدمات الطبية الملكية، في كيفية التعامل مع مخلفات المرضى الخطيرة، والتي يمكن أن تؤدي لانتشار العدوى في المستشفى ومن ثم انتقالها إلى المجتمع. وفي لقاء خاص مع وكالة أنباء البحرين (بنا)، أوضح استشاري الأمراض المعدية، ورئيس مختبر الأحياء الدقيقة في المستشفى العسكري، ورئيس فريق التوعية المقدم طبيب مناف محمد القحطاني، أن الفريق الطبي سيقوم خلال الأسبوع بزيارات إلى مختلف أقسام المستشفى بواقع زيارتين أسبوعيا من أجل تقديم المعلومات للطواقم الطبية في كيفية التعامل ومن ثم التخلص من مخلفات المرضى، مشيراً إلى أن إدارة المستشفى ممثلة بالعميد بدرية سالم قررت منح جائزة خاصة للأقسام التي ستلتزم بالمعايير الصحية في معالجة مخلفات المرضى. يذكر أن المشاركين في أسبوع (أنا أهتم) سيشمل كل العاملين في المستشفى من أطباء وممرضين وعاملين في المختبرات وكافة الأقسام، إلى جانب العاملين في مجال النظافة، حيث سيتم توزيع مطويات خاصة عليهم لإرشادهم إلى كيفية التعامل مع المخلفات، إلى جانب استقبال كافة الاستفسارات المتعلقة بهذا الأمر. وعن أهمية هذا الأسبوع في التوعية، قال القحطاني؛ أن إحدى الدراسات في الولايات المتحدة الأميركية أثبتت أن هناك تزايداً في انتشار الأمراض في المستشفيات نتيجة جهل أو إغفال العاملين من الطواقم الطبية والطواقم المساعدة في كيفية التعامل مع المخلفات الطبية الخطرة، مضيفاً أنه في إحدى الولايات الأميركية أصيب حوالي 50 ألف من الممارسين الطبيين بأمراض معدية مثل الإيدز أو التهاب الكبد وغيرها من الأمراض، وأن 20% منهم قد فقدوا وظائفهم إلى جانب تعرضهم لحالات نفسية وصحية صعبة. وأضاف أن الفكرة الأساسية لهذا الأسبوع ترتكز على الاستفادة من تجارب الدول الأخرى، وتفعيل دور الوقاية، مشيراً إلى أن المستشفى العسكري يقوم بعمل دراسات سنوية متعلقة بإصابة الممارسين الصحيين بالإبر وغيرها من أنواع العدوى الصحية، مؤكداً أن المستشفى لم يشهد حالات في السابق، وإنما نقوم على اتخاذ التدابير والإجراءات ونشر التوعية والثقافة بين العاملين لتفادى وقوع مثل هذا الأمر. وعن وجود تعاون بين المستشفى العسكري وبين المستشفيات المدنية سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، أعرب عن الاستعداد التام لأي تعاون مع المستشفيات الأخرى لتبادل التجارب والخبرات بينهم، ولتفادي وقوع حالات إصابة بين الممارسين الطبيين، معتبراً ذلك يصب في مصلحة البحرين ككل، وأن كل المؤسسات الطبية هي مكملة لبعضها البعض وتعمل على تقديم أفضل الخدمات للمرضى والمراجعين. وعن المرضى والمراجعين ومدى استفادتهم من هذا الأسبوع، أشار القحطاني إلى أن للمرضى دورا أساسيا في مكافحة الأمراض المعدية في المستشفيات، كون المرضى اليوم يتمتعون بمستوى عال من الثقافة، فإذا شعر أن هناك التزاما من الطواقم الطبية بالإجراءات السليمة فسيعمل على أن يكون مشاركاً فيها وبفعالية، أما الزوار والمراجعون فيمكنهم الاستفادة من المحطات المنتشرة في أرجاء المستشفى من أجل الحصول على المعلومات التي تهمهم في كيفية التعامل مع المخلفات الطبية. وعن أهم الأمراض التي يمكن أن تكون أكثر خطورة بانتشارها في المستشفى والمجتمع ومصادرها، أوضح أن هناك ثلاث عناصر لهذا الأمر وهي، المستشفيات والمجتمع بشكل عام والقطاع الحيواني، لذلك فيجب التركيز على كل العناصر مجتمعة، خصوصا وأن بعض الأمراض الخطيرة مثل كرونا وأنفلونزا الخنازير وغيرها مصدرها حيواني في الأساس، معتبراً أن نشر التوعية في المستشفى تعتبر أولى الخطوات على طريق منع انتشار الأوبة في المجتمع. أما بالنسبة للأمراض التي يتخوف منها، فلم يستثن المقدم مناف أي مرض معد حتى لو كان بسيطاً، ابتداء من الأنفلونزا العادية وصولا إلى الإيدز والكرونا، مشيرا إلى ضرورة وضع سياسة توعية على مستوى دول الخليج العربي في مجال الأمراض المعدية، مشيراً إلى انه في السابق كان التركيز على الأمراض غير المعدية مثل السكري والقلب.. مضيفاً أنه من المهم جداً أن تكون المؤسسات الطبية والمجتمع مستعداً في حالة وقوع أية إصابة معدية لا قدر الله. وأوضح أن هناك نقصاً في تخصص الأمراض المعدية في البحرين، حيث لا يوجد سوى 3 أو 4 أشخاص فقط، متمنيا أن يتم التركيز على دراسة هذا التخصص لما له من أهمية قصوى في المجتمع والعمل الطبي على حد سواء، إلى جانب أهمية استثمار وسائل الإعلام في رفع مستويات التوعية لدى المجتمع بضرورة اخذ التطعيمات والحرص على النظافة الشخصية في المدارس وكيفية التعامل مع الحالات المرضية المعدية، وهي أمور بسيطة لكن سيكون لها أثر إيجابي على الصحة العامة. إضافة إلى انه ستوفر الكثير من الأموال التي تنفق على الأدوية والعلاجات إلى جانب استهلاك إمكانيات الطواقم الطبية. وعن توعية عاملي النظافة في المستشفيات بكيفية التعامل مع المخلفات الطبية باعتبارهم المتعاملين مباشرة معها، أشار إلى أن عدم ثقافة عاملي النظافة يعد أحد الأسباب الرئيسية في انتشار الأمراض، لأسباب كثيرة أهمها قلة الوعي والثقافة والبيئات المختلفة القادمين منها، مؤكداً حرص المستشفى العسكري على تنظيم برامج توعوية لمدة شهرين كل سنة للعاملين في مجالات النظافة وبكل مستوياتهم، حيث يتم الشرح لهم عن طرق التعامل مع المخلفات الطبية، وآليات التخلص منها. أما بشأن التعامل مع المخلفات، فقد أوضح القحطاني أن إدارة المستشفى العسكري قد بدأت في تنفيذ مشروعها الخاص في التخلص من المخلفات الطبية، الذي كانت تقوم به شركة خاصة سابقا، حيث تم شراء جهاز خاص بالمستشفى بأعلى المواصفات والمعايير الدولية في هذا الشأن، والموضوع الآن في مرحة الحصول على التراخيص الخاصة من البلديات والجهات الرسمية، متوقعا أن يبدأ العمل به فعلياً خلال الفترة القريبة المقبلة.
مشاركة :